إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأديب الجزائري عمر أزراج ، ما بعد البنيوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tarek
عـضــو




ذكر عدد الرسائل : 32
العمر : 43
التخصص : la sociologie
الدولة : algerie
تاريخ التسجيل : 16/02/2011

الأديب الجزائري عمر أزراج ، ما بعد البنيوية Empty
مُساهمةموضوع: الأديب الجزائري عمر أزراج ، ما بعد البنيوية   الأديب الجزائري عمر أزراج ، ما بعد البنيوية Empty9/1/2012, 1:04 am

ياسين بودهان ـ الجديدة ـ الجزائر
يرى الأديب الجزائري عمر أزراج بأن ‘‘ أفكار و نظريات أقطاب ما بعد البنيوية ، و ما بعد الحداثوية ، تناقش غالبا بمعزل عن نظرية الأدب ، و بعيدا عن العملية النقدية ، و المطلوب هو التفكير في ذلك ’’ .
و حسب عمر أزراج فان ” فكر ما بعد البنيوية ” أحدث في الغرب تغيرا راديكاليا ، في نظرية الثقافة بشكل عام ، و في نظرية الأدب على نحو ملفت للنظر ” ، و يعتبر أن بدايات هذا التغيير كانت في مجال الفلسفة ، قبل أن تمتد إلى حقول معرفية أخرى ، في مجالات العلوم الإنسانية و المعمار ، و يعتبر جاك دريدا و ميشال فوكو و جاك لاكان حسب نظر أزراج من بين أهم الأسماء اللامعة التي لعبت دورا رياديا في الفكر المعاصر ، فالمناقشات التي كانت ساحتها فرنسا توسعت فيما بعد لتشمل دول أخرى من القارة الأوروبية ، لتعم بعد ذلك الفضاء الغربي ، و من بعد يتلقفها مثقفون و مفكرون ونقاد من مختلف أنحاء المعمورة ، لكن بنسب مختلفة من الوعي و الاستيعاب و التوظيف للنظريات التي تشكلت و تبلورت على أيدي الأسماء المذكورة سابقا ، و من بين هذه المناقشات ، برزت مناقشة جد مهمة لجاك دريدا ، التي أدارها مع وضد ظاهراتية الفيلسوف الألماني ادموند هوسرل .
و يرى عمر ازراج أن هناك نقاط اختلاف في فكر الرجلين فهوسرل أكد أن مشروعه الفلسفي يسعى إلى تحويل الفلسفة إلى علم ، كانت انطلاقته قد أكدت على ضرورة البدء من الوعي بالعالم ، لذلك سميت فلسفته بالظاهراتية ، لأنها ” تتعامل مع الظواهر و الأشياء التي تظهر كصور ” ( 1 ) في العقل الواعي ، بعد انجاز هذا فان الخطوة الثانية تتمثل في ” استخلاص ما هو أكثر محضا من التجربة أثناء حدوثها في الوعي ” ( 2 ) بواسطة عملية يدعوها بالتقطير .
العــــودة إلى الأشيـــــاء
و يؤكد عمر أزراج أن هوسرل دعا إلى العودة إلى الأشياء ذاتها ، و تعليق كل ما قيل عنها في السابق ، و قال أيضا أي هوسرل بقصدية الوعي ، أي أن الوعي هو وعي بشيء ما ، و يوضح مايكل راين بأن ” تحديد مصطلح التعالي يحتل مركز أساسي في فلسفة هوسرل ، و يعني به ما يبقى خارج التجربة اليومية “( 3 ) ، و يحاجج أيضا ” إذا استخدمت قوى التجريد لديك لتتجاوز أو لتخطو خارج تدفق التجربة ، فانك تحصل أو تصل إلى عالم المعرفة المتعالي ، حيث يوجد الشيء الذي تريد أن تدركه بذهنك في شكل مثالي محض ” ، و عن طريق هذه العملية يعتقد هوسرل بإمكانية الحصول على الحقيقة التي يمكن أن تسمى بالكلية أو المطلقة ( 4 ) ، و على النقيض تماما يرى الفيلسوف دريدا بان إنهاء الصلات بالعالم ، غير ممكن ، وهو ما يذهب إليه هوسرل .
و في ذلك يقول دريدا حسب ما نقله أزراج ” إن الأمر ليس هكذا لأن المكان المتعالي خارج الزمان و الفضاء حيث تبدو المعرفة الكلية ممكنة ، هو نفسه مجرد مكان أو أكثر من مكان وسط أمكنة أخرى و لحظة أو أكثر من الوعي الذي تلقى عليه الظل لحظات أخرى ” ، و لذلك حسب دريدا فانه ” لا يمكن و لا تستطيع أبدا أن تخرج خارج الزمان أو الفضاء ” ، وعليه يقول عمر ازراج أن هذا التناقض بين هوسرل ودريدا ، يمكن ترجمته إلى نظرية الأدب ، لكن كيف يمكننا ذلك ؟ يتساءل أزراج ، لكنه يجيب بعد ذلك قائلا ” هذا الموضوع معقد ، و يحتاج إلى دراسة منفصلة و خاصة ، و ذلك لا يكون إلا بالقول أنه من المستحيل القبض على المعنى المطلق في النص الإبداعي ، لأن حدوث ذلك ـ حسب أزراج ـ يعني أن النص نفسه قد انتهى و لم يعد يوحي بشيء ما يمكن أن يكتشف أو يغري بالبحث عنه في المستقبل ، و إذا حدث و إن تم وضع اليد على الحقيقة النهائية في النص الإبداعي ، فان ذلك يكون متزامنا مع موت ذلك النص ، و من هنا يقول ازراج تكون نظرية الاختلاف عند جاك دريدا لحظة فكرية مبهمة ، إن ” إبداعية النص تفترض بالضرورة سلسلة غير نهائية من الاختلافات حول الحقيقة التي يحاول أن يقترب النص من ظلالها .
و حسب ما جاء في كتاب مايكل راين حول” النظرية الأدبية ، مقدمة عملية ” فان فكرة الاختلاف ” يعني بان النص يؤجل شيئا ما و لا يقوله مباشرة ، إن هذا الشيء المؤجل هو الذي يميز الإبداع عن التقارير المكتوبة حول قضية ما ، سواء كان تقريرا بوليسيا ، او كانت محضر جلسة في المحكمة ” و هنا يقول أزراج أن راين يعتبر دريدا قام بقلب فكرة هوسرل ” إذا كان هوسرل قد زعم بان التدفق يمكن أن يحول إلى حقيقة مثالية على نحو مطلق و التي توجد في فضاء ذهني محض ، فان دريدا بالمقابل قال بان كل الحقائق المطلقة و كل الحالات الذهنية المحضة المفترضة هي مجرد جزء من التدفق أي تدفق التجربة الواعية في الزمان التاريخي و الفضاء الفيزيائي الواقعي ” .
و عليه يرى أزراج أن ” تشكل التجربة الإبداعية هو المطلوب و ليس الجري وراء تحديد سمات أو هوية الحقيقة التي يبحث عنها دون طائل في هذا أو ذاك النص ، و في هذا السياق فان المبدأ الذي يجعل اللغة تعمل حسب الصياغة النظرية لدى سوسير هو مبدأ الاختلاف ، و ذلك حسب استنتاج راين ” إن الاختلاف بين الأصوات تسمح للكلمات أن تكون مختلفة عن بعضها البعض ” ( 5 ) ، و يلخص القضية بقوله بان ” هوية الكلمة طارئة بدلا من كونها ثابتة و مطلقة ” .
وبناء على هذه المناقشة يرى عمر أزراج انه يمكن للمرء أن ” يقترح ضرورة التخلي عن فكرة الهوية الفردية ، أو الجماعية أو الحضارية ، التي تقول بأنها مثبتة و متطابقة مع نفسها و لا تطالها ” الهجنة “ ، أو تكون دائما في حالة عدم التشكل والتبدل .
و يرى أزراج أن معظم مفكري تيار ما بعد البنيوية و نقاد تيار ما بعد الحداثة ، يعترضون على هوسرل ، معتبرين أن فكرة هذا الأخير لا يمكن أن تثبت الشيء ، أو فكرة في إدراكنا الواعي ، أو أن نستخلص منها هي أكثر صعوبة من أن ننجز إذا كان الموضوع ” الشيء ” في أذهاننا هو علاقة اختلاف مما هو هوية ” , و يوافق ازراج هذا الرأي لأنع يعتبر انه من الصعوبة بمكان أن نثبت علاقات الاختلاف التي هي في سيرورة و صيرورة دائمتين .
لكنه يرى بالمقابل أن الجزء الأخير من الاعتراض غير صحيح ، لأن تثبيت الهوية أمر صعب أيضا ، لأنها في حركة دائمة ، و هي طارئة وليست مستمرة ، و عليه فان ” الجانب اللاواعي من الهوية لا يمنح لنا نفسه دفعة واحدة ، أو على نحو كامل و مغلق الدائرة ، بل إن بعض عناصر هذا اللاوعي يبقى سرا ، يأخذه الشخص معه حين يموت دون الإفصاح عنه أبدا ” .
سقــــوط السرديـــــــات
يقول عمر أزراج أن ” الدارس و الناقد لمايكل راين ، الذي يعتبر فكر جاك دريدا ملهما ل ” ما بعد البنيويين ” ، لم يسبر بعمق كعادة أغلبية مؤرخي فلسفة التفكيكية ، ونقاد و مؤرخي ما بعد البنيوية ، في طبعتها الفرنسية جانبا مهما من المؤثرات التاريخية و الاجتماعية و النفسية ، و التي لعبت دورا محوريا في ولادة و نشأة و تطور فكر دريدا و فوكو و ليوتار ، و غيرهم من فلاسفة و مفكري فرنسا ” .
و يقصد بذلك أزراج بهذا الجانب الصدام العنيف الحاصل في ساحة الحرب الجزائرية و الفرنسية ، لأنه من غير المعقول يضيف ” أن يدرس فكر هؤلاء المدعو بما بعد البنيوي ، و ما بحد الحداثي ، دون تحليل هذا البعد التاريخي الحاسم ، و يعترف هؤلاء بأن نقدهم للميتافيزيقا الفكرية و الفلسفية و الإيديولوجية الفرنسية الغربية كان جزئيا ، و على نحو مهم بسبب سقوط السرديات الكبرى ، بدأ من الماركسية الفرنسية مرورا بمبادئ الثورة الفرنسية و عصر التنوير الأوروبي ، وانتهاء بالديمقراطية و شعاراتها بعد اختبارها على المجتمع الجزائري المستعمر .
وحسب أزراج فان الفيلسوف دريدا صرح أكثر من مرة بأن تجربته في الجزائر المستعمرة قد نقلها إلى الفلسفة ، كما أن فوكو قالها بصوت واضح في كتابه ” ملاحظات حول ماركس ” بان تخليه عن الماركسية التي يعرف بها الحزب الشيوعي الفرنسي يعود إلى تناقضها مع مبدأ و تحرر و استقلال الجزائر ، و إلى تجربته التونسية أيضا ، أما فلسفة فرنسوا ليوتار التي أبرز عن حدتها ما بعد البنيوية و ما بعد الحداثية في كتابه الشهير ” الشرط ما بعد الحداثي ” فليست هي فقط أيضا نتاجا محضا و صرفا لتجربته الفكرية و الفلسفية في جذرها الفرنسي الغربي ، بل جزئيا و ربما في كثير من الحالات تدين كثيرا لصلته العضوية بحركة التحرر الوطني الجزائري ، و لنقده المواقف الرسمية لماركسية الحزب الشيوعي الفرنسي المتخاذلة تجاه قضية التحرر الجزائري ، من جهة ، ولنقده القوي لإهمال هذا النمط من الماركسية التقليدية للبعد الوطني الجزائري ، بحجة انتظار تحرر الطبقة العاملة العالمية ووصولها إلى الحكم ، لتكون الجزائر فيما بعد جزء من الدولة الشيوعية العالمية ضمن الإطار الفرنسي ، و ليس كعنصر مستقل في حد ذاته ، ووفقا لمبدأ تقرير المصير الذاتي الإيديولوجي ، و في الأخير يقول أزراج أن دراسته لكتابات ليوتار مكنته من الاستنتاج بأنها متبادلة التأثير ، إن لم تكن الأولى مؤسسة لمفاهيم و مواقف الأولى .
المراجع :
المقتطفات و الشواهد من 1 إلى 5 من كتاب مايكل راين ” النظرية الأدبية ، مقدمة عملية ” الصادر باللغة الانجليزية عن منشورات بلاك ويل سنة 2007 ، ص 62 ـ 70 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأديب الجزائري عمر أزراج ، ما بعد البنيوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار مع االروائي الجزائري رابح بوكريش حاوره الأديب: أزراج عمر
» الكاتب و الأديب الجزائري ياسمينة خضراء
» الجزائري و العربي مالك بن نبي لمن لايعرف
» الأديب الهندى بنكيم تشاندرا تشاتيرجي
» حوار مع الباحث الجزائري محمد شوقي الزين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى المكتبــات المتخـصـصـة
 :: 
مكتـبـة علم الاجتماع والانثروبولوجيا
 :: 
مكتـبـة علم الاجتماع والانثروبولوجيا عربى
-
انتقل الى: