د. فرغلى هارون
المدير العـام
عدد الرسائل : 3278 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: الدكتور رءوف عباس .. وعمر من العطاء .. بقلم : د. عبادة كحيلة 28/6/2008, 3:48 pm | |
| فقدت مصر قبل يومين كاتبا كبيرا ومؤرخا مرموقا هو الدكتور رءوف عباس حامد. ولد الدكتور رءوف عباس عام1939 وتخرج في كلية الآداب بجامعة عين شمس عام1961, وحصل علي درجة الماجستير عام1966, وكان موضوع أطروحته تاريخ الطبقة العاملة المصرية ثم حصل علي درجة الدكتوراه عام1971 وكان موضوع أطروحته الملكيات الزراعية الكبيرة في مصر وأشرف علي الاطروحتين أستاذه المؤرخ الكبير أحمد عزت عبد الكريم. عين الدكتور رءوف عباس معيدا بكلية الآداب بجامعة القاهرة, وتدرج في مناصبها إلي أن صار أستاذا في عام1981 ثم رئيسا لقسم التاريخ, فكان أصغر من تولوا هذا المنصب سنا, ونهض بقسمه نهضة كبيرة, ودعمه بكفاءات شابة من المدرسين والمعيدين, كما ولي وكالة كلية الآداب لشئون الدراسات العليا1996 ــ1999 فأعاد تنظيمها علي نحو يكفل لها حسن أدائها لمهامها. كان لسمعة الدكتور رءوف عباس العلمية والشخصية أثرها في أن ولي عدة مناصب خارج الجامعة, فكان رئيسا لوحدة الدراسات التاريخية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية, كما كان رئيسا للجنة العلمية بمركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر, ورئيسا للجنة الضم والاستغناء بدار الوثائق القومية, وانتخب في عام1999 رئيسا للجمعية المصرية للدراسات التاريخية, فبدأ برئاسته عهدا جديدا لها, جعلها في الصدارة بين الجمعيات العلمية داخل وطنه وخارجه. صدر للدكتور رءوف عباس نحو عشرين كتابا باللغتين العربية والانجليزية في مجال تخصصه, وهو التاريخ الحديث والمعاصر, بينها اطروحتاه لدرجتي الماجستير والدكتوراه وجماعة النهضة القومية ووثائق بريطانية عن الحركة العمالية في مصر وشخصيات مصرية بعيون أمريكية واليابان في عصر مايجي والتنوير بين مصر واليابان فضلا عن سيرته الذاتية ذائعة الصيت مشيناها خطي التي تصدر طبعتها الرابعة بعد أيام إلي جانب مؤلفاته صدر له خمسة عشر كتابا مترجما أو أشرف علي ترجمته, منها دراسات في تطور الرأسمالية لموريس دوب, ويوميات طبيب هيروشيما لمتشيكو هاشيا والجذور الإسلامية للرأسمالية للمؤرخ الأمريكي الكبير يبتر جران و ما بعد المركزية الأوروبية للمؤرخ نفسه, وتجار القاهرة في العصر العثماني لنالي حنا, كما قام علي تحرير العديد من الكتب الصادرة عن المجلس الأعلي للثقافة والجمعية المصرية للدراسات التاريخية, فضلا عن عشرات المقالات بالعربية والإنجليزية في دوريات عربية وعالمية, وحاضر في العديد من الجامعات العربية والأوروبية والأمريكية واليابانية. الأهم من هذا كله فقد أسس الدكتور رءوف عباس مدرسة في التاريخ الاجتماعي, تخرج فيها العديد من تلامذته في مصر والوطن العربي, ووجههم إلي دراسة الوثائق باعتبارها المورد الأهم بين موارد التاريخ, وعني عناية خاصة بالحقبة العثمانية التي لم تكن موضعا لاهتمام المؤرخين في المرحلة السابقة عليه, ومن أجلها أنشأ حلقة دراسية تكمل هذه الأيام السنة السادسة عشرة لها. في هذا السياق عرف رءوف عباس باستقامته الخلقية ودماثته, واعتداده بنفسه, وقوله الحق في أصعب الظروف, ووطنيته الفائقة, وشغله بالهم العام, وعدائه للصهيونية والعولمة الأمريكية, ولم يسع طيلة حياته إلي مناصب, إنما سعت إليه هذه المناصب, فأضاف إليها, ولم تضف إليه, هذا إلي ما عرف عنه من عطاء بلا حدود, لا ينتظر ثوابا لعطائه, يكفيه نظرة الرضا في عيون من أعطاهم. لهذا وغيره فقد حظي الدكتور رءوف عباس بتقدير المحافل العلمية في وطنه وخارج وطنه, وحصل علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام1999, كما حصل علي العضوية الشرفية لجمعية دراسات الشرق الأوسط شمال أمريكاM.E.S.A فكان أول عربي يحصل عليها.. نشرت بجريدة الأهرام المصرية عدد السبت 28/6/2008 رحم الله الفقيد الكبير وألهم أهله وتلامذته الصبر والسلوان. | |
|