د. فرغلى هارون
المدير العـام
عدد الرسائل : 3278 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: في ذكرى مرور 30 عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد 16/3/2009, 9:37 pm | |
| في ذكرى مرور 30 عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد الخبراء يؤكدون: إسرائيل حصلت على مكاسب تاريخية ومصر تقلص دورها جريدة الشرق القطرية - عدد 10/3/2009 دعا خبراء مصريون إلى إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل عام 1977 وقالوا في ندوة بعنوان "ثلاثون عاما على المعاهدة المصرية الإسرائيلية" عقدت بنقابة الصحفيين إن كامب ديفيد تسببت في إحداث ارتباك في مصر خلال العدوان على غزة لأن سيناء وفق الاتفاقية منزوعة السلاح. وقال الدكتور حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية والإفريقية إننا نحن الآن في حالة تحرر وطني من آثار الاستعمار الامبريالي الأمريكي مؤكدا أن اتفاقية كامب ديفيد من آثار هذا الاستعمار الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط. ودعا القوى الوطنية والشعبية والسياسية خلال شهر مارس وابريل ومايو إلى عمل حشد لإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل سواء بتجميدها أو تعديلها أو إلغائها. ودعا إلى أن تكون هناك على الجانب الإسرائيلي مساحة مماثلة للمنطقة منزوعة السلاح مشيرا إلى أن هذا غير حادث. وبالتالي فإن مصر عليها أن تتحرر بالفعل من خلال إعادة النظر في هذه الاتفاقية. وأضاف شعراوي أنه لم يتضح حتى الآن ما هي الدوافع التي جعلت السادات يذهب إلى القدس عام 1977 كما كشف محمد إبراهيم كامل عن الرواية الدقيقة لما حدث في اتفاقية كامب ديفيد، بينما لم يكشف كل من مصطفى خليل وبطرس غالي عن خبايا ما حدث في هذه الاتفاقية. وأوضح أن كون هذه الاتفاقية لا مدى زمني لها يعد مخالفة صريحة لأن كل اتفاقية تراجع أو تنتهي من تلقاء نفسها بعد مرور 30 عاما عليها، مشيرا الى ان معاهدة كامب ديفيد سوف تجدد في 26 مارس الحالي بمناسبة مرور 30 عاما عليها ومن الطبيعي أن يتم مراجعة هذه الاتفاقية. وقال إن زيارة السادات للقدس عام 1977 تمت في أعقاب أحداث يناير 1977 التي سميت بالانتفاضة الشعبية ضد الغلاء لأنه عندما تكون الدولة في مأزق تسعى لحل هذه المأزق من خلال الاستسلام للعدو. وتساءل شعراوي: هل النظام الآن في ظل المأزق الحالي يمكن أن يوقع على اتفاقية تقدم المزيد من التنازلات أمام أمريكا أو غيرها. وأضاف أن السادات كان مشغولا بأن يكون بديلا لإسرائيل في الشرق الأوسط وأن شاه إيران كان شرطيا للمنطقة في ذلك الوقت وكان يقول لماذا لا يكون بديلا لإسرائيل التي تريد أمريكا السيطرة على المنطقة من خلالها، وبدلا من أن يكون البطل القومي الذي يطرد إسرائيل من المنطقة يكون صديقا أو عميلا لأمريكا وذلك لأن السادات كان مغامرا سياسيا. وهذه هي الظروف التي كانت تحيط بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وعلينا أن نقرأ هذا الأمر حتى نرى الآن هل يحدث مزيد من الاستسلام في ظل مأزقنا الحالي.
مكسب تاريخي وأكد أن المكاسب الإستراتيجية لإسرائيل من هذه الاتفاقية أسهمت في وجودها ذاته من خلال عدة أمور، أولها السيادة المحدودة على سيناء والانفراد بالفلسطينيين، مشيرا إلى أن الاستقلال المصري والسيادة أصيبتا لأن ربع مساحة مصر منزوعة السلاح في سيناء وبالتالي هذا يتيح انفراد إسرائيل بالفلسطينيين كما حدث منذ أيام في غزة. ثانيا المرور الإسرائيلي من قناة السويس وهذا مكسب تاريخي لإسرائيل أتاح لها التغلب على الحصار المفروض عليها وكان فكر جمال عبدالناصر أن يتم محاصرة إسرائيل من القوى العربية والدولية. ثالثا: الاعتراف الدولي المطلق فإسرائيل التي لم توجد في تنظيم دولي عدا الأمم المتحدة فقد منعت من الاعتراف الدولي بها قبل هذه الاتفاقية وكان وجود إسرائيل الدولي محل تساؤل وبتوقيع اتفاقية كامب ديفيد أعطيت إسرائيل شرف الدولة وهذه ميزة أعطتها مصر لإسرائيل وفي الملحق للاتفاقية حديث عن توقيع اتفاقية تجارية بشأن البترول وتصديره لإسرائيل خلال 6 أشهر وهذا لا يوجد في أي اتفاقية أخرى، وأوضح أن البترول له نص في الاتفاقية والماء عليه جدل كبير بشأن توصيله لإسرائيل وقد قال هيكل عام 1982 في أحد كتبه إنه تم بحث مسألة توصيل المياه بين السادات وبيجن وقد وعد السادات بتوصيلها لإسرائيل ولم يكن هذا الأمر كلاما عابرا كما قال السادات. وبالنسبة لحدود إسرائيل فإن شارون يقول إن حدود إسرائيل الآمنة من المغرب إلى حدود الصين في أفغانستان وهذا كلام جاد وليس هزلا، وقد اتضح ذلك من ضرب منظمة التحرير الفلسطينية في تونس وبعد ضرب بيروت. وأشار شعراوي إلى أن إسرائيل من خلال هذه المعاهدة انتقلت من كونها كيانا محتلا إلى دولة تقيم سلاما مع مصر وجيرانها وعندما يتحدثون عن الحدود ويقولون حدود فلسطين الانتداب وليس حدود إسرائيل لأن إسرائيل حدودها ممتدة.
وقال الكاتب السياسي عبدالعال الباقوري: إن المشكلة في اتفاقية كامب ديفيد إن أي معاهدة يعاد فيها النظر بعد 30 عاما والمادة الرابعة في الاتفاقية تقول إن المراجعات يمكن أن تكون حول الترتيبات الأمنية حسب رغبة أي طرف من الطرفين وهذا يتيح تعديل الترتيبات الأمنية بالنسبة لوجود القوات المصرية في سيناء، موضحا أن من الأوراق المهمة في الاتفاقية ما يخص الحكم الذاتي الفلسطيني لمدة 5 سنوات فقط وأن تبحث الأوضاع الأخرى فيما بعد، وذكر أن بيجن كان يقول في ذلك الوقت أنه من المستحيل قيام أو الحديث عن دولة فلسطينية وهذا رد على من يقول بأن الفلسطينيين أضاعوا فرصة للسلام من خلال رفضهم المشاركة في اتفاقية السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد 1979، وأوضح أن هناك خيارات ثلاثة متاحة بعد مرور 30 عاما على اتفاقية كامب ديفيد وينبغي أن تراجع الاتفاقية من خلال هذه الخيارات وهي إلغاء الاتفاقية أو تحسين بنودها ومراجعتها أو تعديلها فقد قامت لبنان بإلغاء اتفاقية "تموز" بعد عام واحد على توقيعها والآن موريتانيا تغلق السفارة الإسرائيلية وتطرد السفير فلماذا لا نراجع نحن هذه الاتفاقية وأن نطالب بمراجعتها أو إلغائها.
وقال الدكتور حازم عتلم أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس إن إسرائيل موجودة بالفعل باعتراف القانون الدولي وكان من حقنا ألا نقيم علاقات دبلوماسية معها ولكن السادات أراد ذلك وأيده الشارع المصري في ذلك الوقت ولكن الشعب المصري لم ير أن هناك سلاما قد تحقق منذ توقيع الاتفاقية عام 1979 التي أنهت الحرب، وأشار إلى أن إسرائيل ليست يد أمريكا في المنطقة وهى تمول من أموال اليهود في أمريكا وليس من أمريكا، وأشار إلى أنه حتى لو لم تنص الاتفاقية على تحديد مدة معينة لها فإنها لابد أن تكون محل مراجعة ومن يستطيع تغيير المعاهدة الشعب المصري وليس النظام أو رجال الأعمال المستفيدين من الوضع القائم، وأكد أن تغيير هذه الاتفاقية يجب أن يحدث عندما تتغير ظروف مصر عن ظروف توقيع الاتفاقية عام 1979 وعندما تكون مصر قوية بمقدار يمكنها من إحداث هذا التغيير في الاتفاقية.
| |
|