بيروت حبيبتي
شعر عزالدين مبارك
*************
مدينة بحجم وطن
تغار منك عواصم كثيرة
كدمشق وبغداد
والقاهرة
في زمن المجد والأبطال
كنت دائما وطنا للغرباء
والمنبوذين
ومن لا وطن لهم
كنت نصيرة للشرفاء
والهاربين من بطش السلاطين
والباحثين عن الحرية
كنت نوارة وحولك الصحراء
فكان اللهيب شرارة
خنجرا في القلب
يريد طمس معالم الجمال
وقد عشت حروبا لا تعد
ولا تحصى
قما خمدت جذوة الحب
وما انتهت ملحمة العشق
وقد يزيدك الجمر بهاء على بهاء
صامدة على مر الزمان
تغرفين من البحر الأمواج
فتغتسلين من ذنوب التاريخ
ولعنة الماضي
والحاضر التعيس
هذا زمن التيه يا حبيبتي
يأتيك الأغراب مع البوراق
وابن جلدتك في الخيام نيام
فلا ضجر ولا ترياق
وبعض الأحباب قد كفروا
منادين بعودة الانتداب
بعد أن خرجوا من الباب
فكيف يعز للرجل توديع الصحاب
والتفريط في الشرف
وقت الفاجعة والصعاب
قدرك أن تكوني مدينة مناضلة
صامدة
وجميلة في كل الأوقات
كزهرة برية
كخنجر في ظهر الأعداء
تعرين عيوبنا الكثيرة
وجروحنا الغائرة
نحن أعراب زمن الشوارما
والقديد والكسكس
والضحك كالبكاء
لا تلوميني حبيبتي إن عاتبت
فعتابي أنين مثل البكاء.