دروس التفسير
عمر وعلي عبد المالك الحلقة الاولى :
وقفة مع جزء من سورة الرعد: هذ السورة الكريمة إختلف علماء التفسير بشأنها منهم من ذهب إلى أنها مكية ومنهم من قال إنها تنتمي إلى القران الذي نزل بالمدينة , إن علماء الذين اهتموا بدراسة القران الكريم وهم كثر فقد ألفوا كتبا عديدة حول القران منها القديم والحديث نجد أنهم قد وضعوا ضوابط ومميزات تهم كلا من القران المكي والمدني فمثلا من الضوابط التي توصلوا إليها عبر استقراءهم وتتبعهم للخطاب القرآني : أن كل سورة ذكر فيها : يأيها الناس. ولفظ كلا.. وادم .. وإبليس .هي من السور المكية . أما القران المدني كل سورة وقع فيها الخطاب بيايها الذين ءامنو وغيرها من الضوابط والمميزات التي تحف بالمكي والمدني ولمن شاء أن يتعمق أكثر في هذا الموضوع أحيله على كتب علوم القران من أبرزها كتاب الدكتور صبح الصالح ومناع القطان و غيرهم .
يقول الله تعالى في مطلع هذه السورة الكريمة المتكونة من ثلاث وأربعون آية : المر: كثير من السور القرآنية التي افتتحت بهذه الحروف المقطعة أو المعجم أو التهجي نجد علماء التفسير قد اختلفوا في بيان معناها البعض منهم ذهب إلى أن هذه الحروف لايعلم المراد منها الاالله إنه علم استاثربه لم يطلع أحدا عليه قال الشعبي : إن لكل كتاب سرا وسر هذا القران في فواتح سوره قال ابن عباس عجزت العلماء عن إدراك معناها وقال الشعبي أيضا : سر الله فلا تطلبوه ولهذا يعتبر هذا من المتشابه.ومنهم من قال إن هذه الحروف بعضها من أسماء الله وبعضها من صفاته فمثلا {الم}انا الله اعلم وارى وقيل إنها اسم الله الأعظم فقد أوصل السيوطي الأقوال بشان هذه الحروف إلى عشرين قولا لكن القول الراجح أن هذه الحروف تؤشر الى ظاهرة الإعجاز في القران الكريم كان الله سبحانه وتعالى يقول للناس وخصوصا المشركين الذين ردوا دعوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بزعمهم ان هذا القران انشاه من تلقاء نفسه وبتعاون مع غيره بما انكم قد تصورتم وقلتم ما قلتم ظافروا جهودكم ونسقوا مواقفكم وصفوفكم وجهوا دعوة لكل من ترونه يملك ثروة لغوية هائلة يستطيع ان يأتي بمثل هذا القران الذي أنزلته على رسولي اليكم , هذا القران المكون من هذه الحروف التي تصوغون به لغتكم وفي نفس الوقت انتم من اهل البلاغة والفصاحة لامانع هناك لتقدموا عذراأ لفرصة بيدكم ماذا تنتظرون إذن ؟ هل استطاع هؤلاء ان يأتوا بمثله لالا أبدا وبذلوا جهودا تلو الجهود لكي ياتوا ببعض منه لكن كل تلك الجهود والمحاولات باءت بالفشل الذر يع تحداهم أولا بان يؤتوا بمثله قال سبحانه في هذا الخصوص: {قل فاتوابمثله } وأعطاهم وقتا لاشك في هذا ليجمعوا ما استطاعوا ان يجمعوا من قوة لغوية ربما تصل الى إنشاء قران يماثل هذا الذي بين ايدي رسول الله والمومنين وبعد هذا المخاض العسير استسلموا للامر الواقع ما استطاع احد منهم ان يثبت ولو حرفا واحدا في هذه المرحلة تم نزل معهم الى مستوى ادنى حيث طالبهم بان ياتوا بعشر سور من مثله واتبع معهم نفس الخطوات الأولى لكنهم اصطدموا بنفس الجدار الذي اصطدموا ا به في البداية ثم امعن في تحديهم اذ طالبهم بأقصر سورة منه قال عزوجل في هذ ه المرحلة النهائية :{قل فاتوا بسورة من مثله ودعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين } وفعلا عجزوا واحتاروا وانهاروا أمام هذا البحر الذي لانهاية له ولا ساحل له أبدا أبدا وسيبقى هذا التحدي ساري المفعول وسيمتد ما امتد اليل والنهار سيبقى قرانا صالحا لكل زمان ومكان وإنسان لأنه رسالة عالمية خاتمة قال سبحانه وتعالى قاطعا دابر طمع الطامعتين في الإتيان به : {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ان ياتوا بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهير} ليس هناك تحد اكبر من هذا, هذا القران فنواحيه الاعجازية ليست محصورة في حيز واحد بل تعددت وتنوعت كتاب معجز ببلاغته وفصاحته وبيانه وفنيته وهندسته البنائية معجز بمؤسساته الأخلاقية والتشريعية والقصصية والعقدية الفكرية معجز بصورته المشهدية اللفظية وبصورته المعنوية المفاهيمة المد لولية معجز بالعلوم التي توجد في بطنه وخضمه وهكذا وهكذا انه بحر اكرر هذ ه الجملة لاساحل له ابدا ابد ا وسيبقى بحرا زاخرا بالمعارف بمختلف أشكالها زاخرا بمملكة الخيرات لأنه كتاب الخير لان صاحبه هوهو الخير كله الا وهو الله تعالى الملك العلام رافع السماء باسط الأرض . الى فرصة أخرى بحول الله سأتابع معكم أيتها الجماهير المسلمة .