يبتدئ يورغين هابرماس كتابه هذا بسؤال حول ما الفائدة من الفلسفة ؟ و يساءل حول تشكل الفلسفة الألمانية ودور الفكر اليهودي
ولكن الشيء الدي لفت انتباهي وأدهشني كثيرا وأثار في مجموعة من التساؤلات ، هوالطريقة التي دافع بها هابرماس على الفكر اليهودي بل ويعتبر أن الأعلام اليهود الذين كانوا في المانيا هم أنبياء ،و حاول أن يطرح فكرة هي أن ابستيمولوجيا العلوم الحديثة نبعت من الفكر الصوفي اليهودي الضاربة في قدم التاريخ ، وكان لابد للطليعة اليهودية كما يشير هابرماس من القفز فوق المجتمع الألماني الذي ارتطمت به ، وأن التصوف اليهودي دخل الى الجامعة الألمانية و الغربية بصفة عامة والاندساس في شرايين العلوم الاجتماعية الحديثة والى التخلي عن الحقائق العقائدية الظاهرة ، غير أن هذا التخلي مؤقت فقط ، لقد فكك الفكر اليهودي نقسه و اقتحم الجامعة من زوايا متعددة ثم لحم نفسه و أجزائه في الداخل لجامعي
و في آخر المطاف يقول هابرماس ان الفكر الكابالي قد حكم نظرية المعرفة و الفلسفة الوجودية والدعوة الانسانوية
ولنعود مرة أخرى الى هابرماس الذي قام بالرد على صاحب مقولة "لن يقدر لليهودأن يلعب دورا مبدع أكان حسنا أم قبيحا" وهي العبارة التي أطلقها الألماني النازي أرنست يونغر، وهي معادية للسامية
ويقو ل هابرماس الذي حاول الانطلاق من فرضة مفادها ، أن ما نريد ايضاحه هو أننا مازلنا نفاجئ دوما من مدى فعالية انطلاق من تجربة التراث اليهودي لاضاءة بعض الموضوعات المركزية الخاصة بالفلسفة المثالية الألمانية المسبوغة بالبروتستانتية، ولأن المثالية هي نفسها تشربت من التراث الكابالي و هذا الأخير هو ماتحدث عنه( "ماكس فيبر" في كتابه الأخلاق ابروتستنتينية وروح الرأس مالية "وهي كانت الدافع و المحرك للحضارة الغربية التي قامت بعد ظهور النزعة الكابالية أو ما يعرف بالنزعة التطهيرية )، هذا فقط للتذكير ، فان هذا الأخير يثري اويفعل تيارا ثقافيا يحافظ على الملامح اليهودية بقد ما يبقى محجوبا و خفيا و هي مثمرة ،أي هاته الطريقة المنتهجة للفكر اليهودي
مثل هذه القول الا يحق لنا أن تتساءل ويثير فينا مشاعر غريبة ومحيرة ، لماذا يدخل الفكر اليهودي الجامعة الغربية مرتاحا و يتسلل بسهولة الى العلوم الاجتماعية ، في المقابل ينعت بل وتحاكم اي محاولة يقوم بها الفكر الاسلامي بل وينعت بالأصولية و بالرجعية بل حتى التخلف
ألا يدعو ذلك لاعادة النظر الحقيقي و التدقيق بالهويات الفكرية ؟؟؟؟؟؟