هذا موضوع هام جدا ، وفيه ما فيه من الشجون والآلام والآمال في ذات الوقت
سوف أتخلى هنا عن تحفظات المثقفين، وأكتب انبطباعي عن فكرة الهوية، وتاثرها بسياق العولمة:
وجهة نظري، أن التاريخ المشترك، والثقافة المشتركة، هي المكون الرئيسي للهوية ، وليست اللغة والدين/ فالقطر الواحد ربما تختلف فيه الديانات واللغات، ولكنه يتمايز بهوية واضحة.
ووجهة نظري أن الانسان يعيش مستويات متعددة من الهوية بعضها يتكامل مع البعض الآخر، فالمصري المسيحي مثلا، تجمعه مع المصري المسلم ثقافة مشتركة وتاريخ مشترك ولغة مشتركة، فلم يستطيع الدين أن يطمس هويتهم المصرية، ولكن نفس الشخص ينتمي إلى جماعات فرعية أخرى ، تضيق وتتسع بحسب نوع الهوية، ففي المثال: المصري المسيحي ينتمي إلى الجماعة المسيحية في مصر، ويشترك معها في (التاريخ واللغة والدين) ، هذا مستوى أضيق من المستوى الأول، فهذا الشخص في الحقيقة يشترك مع كافة المصريين في هوية واحدة ، ولكنه في ذات الوقت ينتمي إلى جماعة فرعية ذات هوية وخصوصية مختلفة مع المحيط ولكنها متكاملة معه لإنها إحدى مكونات هذا المحيط.
ولكن العولمة ، أوجدت بالفعل تحديا كبيرا للهوية ، هذا التحدي سببه، ميلاد معايير جديدة مسوغة لظهور جماعات تحمل هوية فرعية متماسكة، دون أن يضمها المكان، كما في المثال الذي ذكرناه. فربما كاتب هذا المقال ينتمي إلى جماعة المحافظة على البيئة مثلا ، على مستوى العالم، وفي هذا الاطار، فإن المشترك الثقافي، والأخلاقي، والمعرفي، والنفسي هو الحاكم في صنع هذه الهوية الجديدة، بغض النظر عن التاريخ المشترك ، واللغة والدين.
الموضوع يحتاج إلى مناقشة جادة
تحياتي للمقترح، وللمعقب، وننتظر اسهام الدكتورة زهية لتزيدنا من علمها، وننتظر من الأخوة الأعضاء، الاهتمام بالموضوع.