إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لجنة المستقبل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

لجنة المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: لجنة المستقبل   لجنة المستقبل Empty8/5/2009, 12:13 am


لجنة المستقبل
بقلم: عمرو خفاجى
أعتقد أن خبر اختيار العالم المصرى الدكتور أحمد زويل ضمن لجنة صياغة مستقبل أمريكا، من الأخبار التى يجب أن نتوقف عندها طويلا لدراستها وتأملها وفهمها واستيعابها..

فبقدر السعادة التى يمنحها لنا باعتبار أن الدكتور زويل ابنا من أبناء وطننا.. بقدر الغضب الذى نشعر به لأن هذا الرجل العالم القدير ابن وطننا، ليس بيننا ولا يدعوه أحد للمشاركة، فى صياغة أى أمر من أمور العلم فى مصر، رغم ما للرجل من إمكانات ومواهب وقدرات، هى التى أهلته ليكون من بين الأسماء التى سعى إليها باراك أوباما ليضعها بين أعضاء لجنة صياغة مستقبل أمريكا.

أمريكا بالنسبة لنا هنا فى الشرق الأوسط فى العالم الثالث هى الدولة المتفوقة، هى التلميذ الذى يحصل على أعلى الدرجات.. الأول على الفصل.. ومع ذلك يبحث القائمون على شئون هذا البلد المتفوق، عن طريق لمزيد من التفوق ولحل مشكلات تؤرق شعبهم، فهم يشعرون بالخطر عند ظهور أى أزمة.. ويسهرون من أجل وأد هذا الخطر.. وربما يكون الشعب نفسه غير مدرك لحجم الأزمة أو مقدار الخطر.. لكنها مسئولية من يحكم وقدر من فاز ووصل إلى البيت الأبيض وحصل على أصوات الناخبين.. ويعرف جيدا مهامه وحجم العمل الملقى على عاتقه.. ولأنه كذلك لا يكتفى بحل المشكلة، بل بسحقها وتأمين عدم تكرارها.. وجعلها فرصة جديدة وجيدة للانطلاق نحو المستقبل.

أسماء أعضاء اللجنة.. واضح أنهم ليسوا من معارف أو أصدقاء أو أقرباء السيد باراك أوباما.. أو حتى هم ليسوا من بين أعضاء حزبه أو المقربين إليه.. أو حتى دمهم خفيف على قلبه.. بل هم من أهم الرجال فى أمريكا.. الناجحون فى أعمالهم.. المخلصون لوطنهم.. منهم من فاز بنوبل.. ومنهم من طوع العلم بين بنانه، وكلهم تجاوزوا الحاضر واستعدوا للمستقبل.. لذا جمعتهم أمريكا فى لجنة واحدة للترتيب لقادم الأيام للأجيال المقبلة..

أوباما الملون فكر فى مستقبل بلده باختيار هؤلاء الرجال دون أن يفكر فى هوياتهم أو فى ألوان بشرتهم أو عقائدهم واعتقاداتهم.. لم يفكر أنهم صوتوا له فى الانتخابات أم عارضوه.. هل وقفوا بجانبه أم أعاقوا طريقه.. أوباما لم يفكر فى كل ذلك.. فكر فقط فيما داخل رءوس هؤلاء الرجال.. فكر كيف هم على أهبة الاستعداد للتفكير فى مستقبل بلدهم.. حتى لو كانت لهم أوطان أخرى وديانات أخرى مثل العربى المسلم أحمد زويل.

وحتى تكتمل دائرة الانتماء والولاء والإخلاص للعمل للمستقبل.. قرر الرجال ومن قبلهم أوباما أن يكون العمل فى هذه اللجنة تطوعيا.. أى مجانا وبلا مقابل.. فى بلد كل شىء له ثمن.. ومحسوب بالساعة والدقيقة.. الدولار دائما حاضر فى أى عمل فى أمريكا.. إلا فى هذه اللجنة التى تخطط لمستقبل البلاد.. فالوطن ــ حتى فى أمريكا ــ أغلى من المال وأثمن من أى دولارات.. على عكس ما يعتقد العالم، وعلى عكس ما نعتقد نحن وغالبا ما تتعامل باعتبارها بلاد العم سام الذى لا يترك الدولارات من بين يديه أبدا.. وربما يكون هذا التصور صحيحا، حتى أن آخر ما قاله أوباما فى حوار صحفى للنيويورك تايمز، إنه براجماتى «نفعى» حتى النهاية.. أى المصلحة أولا وأخيرا.. ولكن حينما يتعلق الأمر بمستقبل الوطن.. فالمنفعة منفعة الوطن فقط ولا شىء غير الوطن.. وعلى جميع المصالح والمنافع الشخصية أن تتراجع وتتقهقر بعيدا عن طريق المستقبل.

فإذا كان هذا هو حال التلميذ المتفوق الذى يحصل دوما على المركز الأول.. فكيف يكون حال التلميذ الخائب الذى يعيش حاضرا بائسا وتعسا؟.. أليس عليه الخروج والهرب من هذا الحاضر البائس التعس؟! أليس نحن أولى بالدكتور زويل ومن هم مثله.. وللأسف هم ليسوا كثرًا حتى نفرط فى أى منهم بل علينا أن نمسك بتلابيب عقولهم ولا يفلتوا بعيدا عنا.. ونحن التلميذ البليد الذى يحتاج إلى أى نصيحة ولأى فعل ينقذه من الرسوب المؤكد والمتكرر منذ زمن ولأى عمل يستشرف به المستقبل.. حتى لا يكون المستقبل مثل الحاضر.. لأن هذا لو حصل.. فتلك هى الكارثة لأجيالنا القادمة.

حتى الآن.. أنا لا أعرف سببا للخصام مع أحمد زويل ولا سببا للخصام مع المستقبل وعدم التفكير فيه.. واعتقد أنه إذا كانت أمريكا تتصالح مع اللون الذى قمعته طويلا ومع العقيدة التى حاربتها سنينا.. وما زالت.. ومع السياسة التى تعيش فيها ولا تتحرك دونها، أعتقد أننا الأحوج ليس للجنة واحدة بل ألف لجنة تبحث عن طريق آمن للسير نحو المستقبل..

أعتقد، ونحن دولة بلا أحزاب حقيقية، أن نسمو فوق حكاية الحكومة والمعارضة.. وأن نهمل حكاية من يقف مع النظام ومن يقف ضده.. لأن المستقبل الحقيقى سيكون دون كل هؤلاء وبلا كل هذه التضادات.. لأن المستقبل الحقيقى لمصر.. ليس مستقبل الحزب الوطنى ولا مستقبل الإخوان.. ولا هو مستقبل الذين يحبون النظام أو يكرهونه.. المستقبل سيكون لأجيال تحب هذا الوطن وتريد العمل من أجله على طريقة لجنة صياغة مستقبل أمريكا.. ففى رأيى أن تشكيل اللجنة فى حد ذاته درس كبير نحن فى أشد الحاجة إليه.. نحن فى عوز حقيقى للذين يعرفون حتى لو كانوا ضد هذا النظام.. لأنهم فى نهاية الأمر ليسوا ضد مصر.. وهذا هو المعيار الذى يجب ألا نختلف عليه.. فكل نظام قابل للاختلاف عليه.. أما الأوطان فلا تعرف سوى الإجماع.. فأرجو ممن يملك القرار أن يجمع كل الرجال وكل الذين يعرفون.. وكل الذين يستطيعون.. على قلب وطن واحد.
نشرت بجريدة الشروق عدد 3 مايو 2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
لجنة المستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المستقبل والتعليم
» المعارف السبع الضرورية لتربية المستقبل
» لأول مرة على النت: الإسلام والغرب الماضى - الحاضر - المستقبل
» الدكتور على ليلة فى حوار هام: الشارع المصري فوضوي والشباب فقد الثقة في المستقبل
» قلق المستقبل وعلاقته بكل من فاعلية الذات ومستوى الطموح لدى عينة من طلاب جامعة الطائف - دكتوراه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: