أ.د. سليمان صالح ... عنوان البحث :- وسائل الإعلام والديمقراطية في الوطن العربي
هناك حاجة كبيرة لجهد بحثي منظم يتناول علاقة وسائل الإعلام بالديمقراطية حيث أن الأمة العربية تحتاج إلى نموذج جديد للديمقراطية يكون وسيلة لتحريرها من الاستعمار والتبعية، ويكون أساساً لتحقيق النهضة والإستقلال الشامل.. ولتحقيق ذلك فإن هناك حاجة لبناء نظام اتصالي عربي يشكل ثقافة الديمقراطية، ويوفر المعرفة للجماهير لكي تستطيع أن تشارك في العملية الديمقراطية.
لذلك فإن صياغة منظومة وظائف جديدة لوسائل الإعلام، وتحرير الإعلام من التبعية للسلطة والتبعية للنظام الإعلامي من أهم شروط تحقيق الديمقراطية في المجتمعات العربية.
ويأتي هذا البحث كجزء من عمل علمي كبير يستهدف دراسة ما يلي:
1- العلاقة بين وسائل الإعلام والديمقراطية.
2- العلاقة بين الديمقراطية وحرية الإعلام.
3- وظائف وسائل الإعلام في المجتمع الديمقراطي.
4- مفهوم ديمقراطية الاتصال، وعلاقته بمفهوم دمقرطة وسائل الإعلام.
5- ثورة الإتصال دورها في بناء مجتمع المعرفة.. والعلاقة بين مجتمع المعرفة والمجتمع الديمقراطي.
6- الربط بين الحرية والمسئولية في المجتمع الديمقراطي.. وبناء نموذج جديد للاتصال الديمقراطي.
7- بناء نظام اتصالي عربي جديد، واستخدامه في توفير الشروط اللازمة لبناء الديمقراطية.
أهم النتائج :-
1- وجود عدد من وسائل الإعلام يكفي لتمثيل الإتجاهات السياسية والفكرية في المجتمع ولإتاحة الفرصة لكل تلك الإتجاهات لللإتصال بالجماهير والتعبير عن مشروعاتها.
2) تنوع هذه الوسائل من حيث أنماط ملكيتها وسياستها التحريرية ، والهيئات التحريرية التي تقوم بإنتاج المضمون .
3) تنوع المضمون الذي تقدمه تلك الوسائل ، وكلما زاد التنوع زادت إمكانيات جذب إنتباه الجماهير ، وزادت إمكانيات ارتباط الجماهير العربية بوسائل الإعلام التي يمكن أن تشبع إحتياجاتها الإعلامية والمعرفية المتنوعة .
4) لكي تستطيع وسائل الإعلام العربية أن تقدم للجماهير مضموناً متنوعاً فإنها لا بد أن تطور مواردها الذاتية لتغطية الأخبار الداخلية والخارجية ويعتبر المراسلون أهم الموارد الذاتية التي يمكن أن توفر للوسائل الإعلامية إمكانية التحرر من التبعية للنظام الإعلامي الدولي ، وإمكانية التحرر من التشابه الإخباري .
يضاف إلى ذلك أن المجتمعات العربية لابد أن توفر لوسائل الإعلام مصدراً عربياً لتغطية الأحداث مثل إنشاء وكالة أنباء عربية مستقلة تتوفر لها الإمكانيات المادية والبشرية لتوفير تغطية سريعة وشاملة للأحداث .
5) لكي تستطيع وسائل الإعلام العربية أن تقدم للجماهير مضموناً متنوعاً فإنها تحتاج إلى تطوير منظومة قيم إخبارية عربية تشكل أساساً للتعامل مع الإنسان العربي كمواطن وليس كمستهلك .
6) إن المضمون المتنوع الذي يجذب اهتمام الجماهير يحتاج إلى تطوير أشكال جديدة للتغطية الخبرية وعدم الإقتصار على التغطية السريعة للأحداث ... ومن اهم الأشكال الجديدة . التغطية التحليلية واللتفسيرية للأحداث والإهتمام بخلفية الأحداث ، ورصد الجوانب الإنسانية ، وهذا يشكل التغطية الشاملة للأحداث وهو ما يمكن أن تتميز به وسائل الإعلام العربية في المستقبل ، ويتيح لها تشكيل علاقة جديدة مع الجمهور