المطلب الثاني: اهمية المقاصد وادلة اعتبارها
الفرع الاول : اهمية المقا صد
يقول شيخ المقاصد الشاطبي : {المقاصد ارواح الاعمال } ولهذا الفقه بلا مقاصد فقه بلا روح والفقيه بلا مقاصد فقيه بلا روح ان لم نقول انه ليس بفقيه والمتدين بلا مقاصد متدين بلا روح , والدعاة الى الاسلام بلا مقاصد دعاة بلا روح ومن هنا تبرز حاجة المجتهد والمسلم العادي الى معرفة مقاصد الشريعة , فالبنسبة للفقيه المجتهد فيكفي ان نشير الى ان الفقه حتى في اصله اللغوي لايتحقق الا بمعرفة حقائق الاشياء والنفوذ الى دقائقها واسرارها وبالتا لي فليس الفقه حقيقة سوى العلم بمقاصد التشريع واسراره .
ولهذا اعتبر ابن القيم ان من الضروري للمجتهد معرفة علم المقاصد الشريعة واهدافها , فان الشريعة مبناها واساسها على الحكم , ومصالح العباد في المعاش والمعاد . وقد اشترط الشاطبي لتحصيل درجة الاجتهاد الاتصاف بوصفين اثنين , احدهما: _ فهم مقاصد الشريعة على كمالها الثاني: _ التمكن من الاستنباط بناء على فهمه فيها كما ان مقاصد الشريعة هي المرجع الابدي لاستقاء ما يتوقف عليه التشريع والقضاء في الفقه الاسلامي . وهذا ماجعل علماء الشريعة يشددون على اهمية المقاصد بالنسبة للا جتهاد الفقهي حيث إ ن علم المقاصد فتح المجال امام المجتهدين ليقلل الخلاف بينهم , ويستمر الاجتهاد دون ما توقف خاصة في ظل الكم الهائل من النوازل والقضايا المستجدة التي لم تكن فيما سبق وذالك تاكيدا لخاصية خلود الشريعة الاسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان .
وقد استفاد المجتهدون من علم المقاصد فوائد كثيرة نذكر منها ما يلي : _________ اولا : الاستعانة بالمقاصد في مسائل التعارض والترجيح .
ثانيا : الاستعانة بالمقاصد في فهم بعض الاحكام الشرعية .
ثالثا : الاستعانة با لمقاصد في فهم النصوص وتوجيهها
رابعا : اهمية المقاصد في توجيه الفتوى
خامسا : الحاجة الى معرفة المقاصد في استنبا ط علل الاحكام الشرعية لتتخذ اساسا للقياس .
سادسا : تحكيم المقاصد في الاعتبار باقوال الصحابة و السلف من الفقهاء واستدلالاتهم
سابعا : الحاجة الى العلم بالمقاصد في التعامل مع اخبار الاحاد
ثامنا : استنباط الاحكام للوقا ئع المستجدة مما لم يدل دليل ولا وجد له نظير يقاس عليه.
واما بالنسبة للمسلم العادي فهو كذالك في حاجة ماسة الى معرفة مقاصد الشريعة حتى يستقيم في تدينه وتطبيقه لاحكام الشريعة اذاجرد منها فانه سيبقى عرضة للسامة والضجر وللتلكأ ولانقطاع والحيرة ولاضطراب ولاتيان بالاعمال على غير وجهها الصحيح ودون اتقانها واحسانها . وتكمن اهمية المقاصد الشرعية بالنسبة للمسلم العادي في يلي :
1_ ترسيخ العقيدة : 2_ تحقيق العبودية 3_الوقوف في وجه الغزو الفكري والعقدي 4_ الامور بمقاصدها .
الفرع الثاني : الادلة على اعتبار المقاصد
اولا : اعتبار المقاصد با لنص.
لقد دلت نصوص كثيرة من السنة على اعتبار المقاصد منها قوله عزوجل : {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } قال صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد "ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه"وهذا ما اكدته تفاصيل الاحكام الجزئية ففي الوضوء قال تعالى " ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج " قال تعالى ولكم في القصاص حياة ياؤلي الالباب لعلكم تتقون " _______ ولامثلة في ذالك كثيرة مما يدل على ان الشريعة تستهدف تحقيق مقصد عام الا وهو اسعاد الفرد والجماعة وحفظ النظام وتعمير الدنيا بكل ما يوصل البشرية الى اعلى مدارك الكمال والخير والمدنية يقول شيخ العز بن عبد السلام : ولو تتبعنا مقاصد ما في الكتاب والسنة لعلمنا ان الله امر بكل خير دقه وجله وزجر عن كل شر دقه وجله فان الخير يعبر به عن جلب المصالح ودرء المفاسد , والشر يعبر عن جلب المفاسد ودرء المصالح
ثانيا : اعتبار المقاصد بالاستقراء
لقد دل تتبع جزايات الشريعة وادلتها التفصيلية على ان الشريعة ما وضعت الا لتحقيق مصالح المكلفين في العاجل ولاجل يقول الشاطبي في هذا الاطار : " استقرينا من الشريعة انها وضعت لمصالح العباد " وفي هذا الجانب يقول سلطان العلماء العزبن عبد السلام "ومن تتبع مقاصد الشرع في جلب المصالح ودرء المفاسد حصل له من مجموع ذالك اعتقادا اوعرفانا بان هذه المصلحة لايجوز إهمالها وان هذه المفسدة لايجوز قربانها وإن لم يكن فيها اجماع ولا نص ولاقياس خاص فان فهم الشرع يوجب ذالك.
ثالثا : اعتبار المقاصد با لاجماع
فقد اجمع العلماء على اعتبار المقاصد حيث نقل هذا الاجماع الآ مدي في الاحكام والرازي في المحصول والشاطبي في الموافقات
رابعا: اعتبار المقاصد اهتداءا بعمل الصحابة : ومن الطرق التي نتعرف من خلالها اتباعها على مقاصد الشارع الاهتداء بعمل الصحابة ولاقتداء بهم في فهم الاحكام من الكتاب والسنة وتفعيلها على ارضية الواقع وذالك لما توفر فيهم من صدق الايمان وفصاحة اللسان واصول البيان ومعاصرتهم لنزول القران ومشاهدتهم لمن كلف ببيان القران باقواله وافعاله وتقريراته. ___ الى لقاء اخر بحول الله وقوته.