اختتمت امس فعاليات المؤتمر الثالث لقضايا المرأة المسلمة في مدينة برشلونة، والذي ناقش الأوضاع والتحديات التي تواجهها في ظل العولمة على مدى ثلاثة أيام.
وأشارت الباحثة والناشطة الإسلامية أمينة ودود إلى أن الانترنت تعتبر من العناصر التي تتيح للمرأة المسلمة سبل الحرية، وذلك من خلال التعرف على أحدث التفسيرات للنصوص الدينية. يذكر أن تنظيم المؤتمر جاء بمبادرة من رابطة الشؤون الإسلامية بإقليم كتالونيا، وشارك فيه 20 باحثا من المغرب، وسورية، وسلطنة عمان، والسعودية، وباكستان، والهند، والسنغال، وإندونيسيا، والولايات المتحدة وبريطانيا.
وتمركزت محاور المؤتمر في دورته الحالية حول وضع المرأة المسلمة في ظل العولمة، وتوصلت العديد من الدراسات إلى أن المرأة تعاني من مشاكل مزدوجة على الصعيدين الاقتصادي (الليبرالية الجديدة) والاجتماعي (الأصولية الدينية).
ورغم المشاكل المحيطة بالمرأة المسلمة في الوقت الراهن، إلا أن الباحثة بدت متفائلة، مشيرة إلى أن وضع المرأة المسلمة آخذ في التحسن في ظل الإسلام.
وفي هذا الصدد، ذكرت: «يوما بعد يوم يزداد موقف المرأة المسلمة قوة، ذلك أن مشاركتها قد ازدادت في مجال تفسير النصوص الدينية، من دون خوف». وأكدت ودود أن الانترنت كانت من ضمن العوامل التي ساعدت على ممارسة الحوار وتبادل المعلومات، وغيرها من سبل التواصل المعرفي في الشؤون الدينية وغيرها.
واستشهدت ودود بموقف المملكة العربية السعودية بحظر قيادة السيارات على السيدات هناك، وذكرت أن التواصل عبر الانترنت بين النساء السعوديات وغيرهن من السيدات المسلمات في بلاد أخرى يتيح لهن معرفة أن الحظر لا علاقة له بالدين الإسلامي.
وفي نهاية مداخلتها، شددت ودود على أن الحركات النسائية لا تتعارض والإسلام، بل على العكس. كما أبرزت أن التطرف يحول دون إقامة حوار هادف وبناء. وتعتقد ودود أنه لا بد من الفصل بين الدين والدولة، وفي الوقت نفسه نوهت إلى أن هناك بعض المجتمعات العلمانية التي تقمع المرأة. وللتشديد على الفكرة السابقة، استشهدت بقضية الإجهاض، التي تلاقي رفضا كبيرا في الدول التي تسود بها الكاثوليكية، على الرغم من أن الأمر ليس بمثل هذا التشدد في العديد من الدول الإسلامية.
نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط عدد 28 اكتوبر 2008