دراسة رائعة، وممتعة، للكاتب و الصحافى المغربى " إدريس ولد القابلة " بعنوان (فى النكتة السياسية)،
يؤكد فيها أن النكتة يمكن أعتبارها إحدى الركائز لفهم المجتمعات والجماعات الإنسانية، فمن جهة يمكن اعتبارها مرآة صادقة لما تحمله من قيم ومعتقدات وممارسات وتصرفات.. ومن جهة أخرى تكشف، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عن الجوانب الخفية للمجتمع سواء كانت في شكل مواقف أو تطلعات أو رغبات مكبوتة.. وذلك لتوفير التلقائية والدلالية للتعابير والرموز الثقافية وخاصة لارتباطها بالواقع الاجتماعي والمعيش اليومي.
كما يوضح الكاتب أيضاً أن النكتة قد شكلت سلاحا مضاداً في مختلف مراحل الصراع على السلطة بالمغرب، وقد كان العديد من القادة السياسيين والمسؤولين الكبار يخشون النكتة، وقد أكد أكثر من مصدر أن الملك الراحل الحسن الثاني، كان شديد الاهتمام بالتعرف على النكتة السائدة، سيما ما يطلق عليه شخصياً.
وتنبع الأهمية السيوسيولوجية للنكتة بفعل أن معظم ما يتداول منها هو وليد البيئة الاجتماعية للمجتمع بمختلف شرائحه ومناطقه وأقاليمه وقبائله، حيث تقوم النكتة بفضح المستور مما يقدم للباحث مادة خصبة لفهم خفايا المجتمع وسبر أغوار مكبوتاته. علما أن هناك نكتا تم توطينها بعد إجراء بعض التعديلات والإضافات لإلصاقها بشكل بارع بمجتمعنا، سواء تعلق الأمر بالمحيط الاجتماعي ـ الثقافي أو المحيط السياسي.
الدراسة ممتعة بحق، وأكثر من مفيدة، ولا يمكن أن يغنى عرضها عن قراءتها، لذلك أحبتى الكرام، أحببت مشاركتكم هذه الدراسة الرائعة، ويمكن أن تطالعوها كاملة على موقع ديوان العرب على الرابط التالى:
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article15436