موضوع: أحداث 11 سبتمبر الأمريكية .. هل كانت مؤامرة ؟!! 7/9/2008, 8:50 pm
رغم مرور 7 أعوام لازال السؤال ملحاً: هل كانت أحداث 11 سبتمبر مؤامرة أمريكية ؟!
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 كان شعار (من ليس معنا فهو ضدنا) هو فاتحة عهد تقنين الهيمنة الامبراطورية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم تعد تكتفى باستعراض قوتها الاقتصادية والعسكرية والثقافية والتكنولوجية، وإنما انتقلت إلى مجال إصدار الأوامر للدول المختلفة والتى عليها أن تنفذ فوراً، لا فرق فى ذلك بين حلفاؤها الأقربين وبين أى دولة أخرى فى العالم. وجاءت الوثيقة التى أصدرها البيت الأبيض فى 20 سبتمبر 2002 بعنوان (الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومى) والتى وقعها الرئيس جورج بوش بنفسه، لتعلن على العالم رسمياً بداية حكم الامبراطورية الأمريكية للعالم. " ويؤكد هذا المقدمة التى وقع عليها بوش، والتى زعم فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها المسئولة عن أمن العالم وحريته، بل أنها هى مصدر القيم الوحيد، ولذلك ستعمل على تسييد قيمها فى كل أرجاء العالم من خلال عملية تغيير واسعة المدى سياسية واقتصادية واجتماعية. وفى أول رد فعل نقدى لهذه الاستراتيجية، نشر الكاتب الصحفى الأمريكى المعروف وليام باف مقالة بعنوان (إعادة النظر الجذرى فى العلاقات الدولية) فى جريدة الهيرالد تريبيون عدد 3/10/2002 مؤكداً أن هذه الوثيقة بمثابة إلغاء ضمنى لنظام الدولة القومية الذى حكم العلاقات الدولية منذ اتفاقية وستفاليا عام 1648، والتى اعترفت بالسيادة المطلقة للدولة، وبالمساواة القانونية للدول باعتبار ذلك أساساً للنظام الدولى. ويقرر باف أن وثيقة الأمن القومى الأمريكى الجديدة تعد انقلاباً جذرياً فى النظام الدولى، فهى تشير إلى أن الولايات المتحدة قد قررت أنها لن تحترم مبدأ السيادة المطلقة للدول، لتحقيق أهداف الأمن القومى الأمريكى، والذى تجعل فيه الأمن القومى لكل الدول الأخرى تابعاً له. كما تقرر الوثيقة أيضاً أن حكومة الولايات المتحدة وحدها هى التى إذا ما قررت أن أى دولة تمثل خطراً محتملاً عليها فى المستقبل يحق لها التدخل بشكل استباقى فى هذه الدولة للقضاء على التهديد، ولو كان ذلك بتغيير نظام الدولة. وهذه المبادرة الأمريكية تهدف فى الواقع إلى تجاوز المبدأ المطبق حالياً فى العلاقات الدولية وهو الشرعية الدولية. وبناء على ذلك، يتضح لنا بجلاء أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت مصممة على فرض هيمنتها الامبراطورية على سائر أرجاء المعمورة، من خلال خلق نظام عالمى جديد، تنفرد فيه بالقيادة والسيطرة، نظام جديد يعاد فيه ترتيب العلاقات الدولية ومناطق النفوذ بحيث تكون فيه أمريكا هى الآمر الناهى الوحيد والعالم كله تابعاً لها. ولأنه ما من شيء يختفى اختفاء كاملاً من الوجود، ولأنه ليس هناك شيء جديد تمام الجدة، فإنه من المنطقى أن يكون هناك بعض الأشياء القديمة التى استمرت موجودة فى ظل النظام العالمى الجديد بقيادة الامبراطورية الأمريكية. يلخص المفكر المصرى الدكتور جلال أمين أهم هذه الأشياء فيما يلى: أولاً: غلبة المصالح الاقتصادية وقيامها بدور أساسى فى تشكيل السياسات والعلاقات الدولية. ثانياً: استعداد الطرف الأقوى لارتكاب أبشع الأعمال إذا وجدها لازمة لتحقيق أهدافه. ثالثاً: الميل المستمر إلى الزعم بغير الحقيقة فى الحديث عن الأهداف المتوخاة، أو عن الوسائل التى يجرى اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف، فعندما تكون الأهداف المتوخاة مادية بحتة، وتتعارض مع أبسط مبادئ العدل كما يفهمها معظم الناس، وعندما تكون الوسائل المتبعة لتحقيقها متعارضة بدورها مع أبسط المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية، فإن اللجوء إلى الخداع والتمويه يصبح بدوره شيئاً لازماً وضرورياً لا تزول الحاجة إليه فى ظل أى نظام عالمى جديداً كان أو قديماً. ويؤكد الدكتور جلال أمين أنه لابد أن نتوقع أن يكون لنفس هذا الغرض الأخير استخدام شعارات مثل: حقوق الإنسان، أو القضاء على الإرهاب، او استئصال مصادر انتاج الأسلحة ذات الدمار الشامل ..الخ. كذلك لا يجب أن نستغرب أن تخترع أحداث قد تضفى المشروعية على استخدام وسائل لا يمكن أن يقبلها الضمير العام بسهولة. والتاريخ ملئ بهذه الأحداث التى تم ترتيبها لهذا الغرض ونُسبت إلى الطرف المراد اخضاعه أو استغلاله، ولابد أن نتوقع أن يستمر استخدام هذه الصورة من صور التمويه طالما استمرت الأهداف المتوخاة والوسائل المتبعة لتحقيقها على هذا المستوى من اللاأخلاقية. ومن البديهى أن يجرنا هذا الكلام إلى تساؤل يفرض نفسه على عقولنا بإلحاح: هل كانت أحداث 11 سبتمبر الإرهابية مؤامرة دبرتها الولايات المتحدة الأمريكية لتتخذها ذريعة ومسوغاً لفرض هيمنتها الامبراطورية على العالم ؟!
أحداث سبتمبر .. هل كانت مؤامرة ؟: يفسر لنا الدكتور جلال أمين حديثه السابق قائلاً: إن الذى أقصده باختراع أحداث بغرض التمويه واخفاء الدوافع الحقيقية، ولتبرير استخدام وسائل غير مشروعة، هو ما جرت عادة القائمين بهذا التمويه على تسميته بالمؤامرة، كما جرت العادة على وصف أى محاولة لكشفه وفضحه بنظرية المؤامرة، وهذا الوصف نفسه لا يخرج بدوره عن عملية التمويه والخداع، للايحاء بأن كل من يحاول أن يشكك فى صدق الشعارات المعلنة، أو فى حقيقة الأحداث التى تم اختلاقها وترتيبها، إنما يعانى من مرض عضال أقرب إلى المرض العقلى أو النفسى الذى يجعله يرى وراء كل حادث مؤامرة، ويرفض تصديق أى شىء يسمعه ولو كان هو الحقيقة كاملة. ومن ثم يصبح إطلاق وصف (نظرية المؤامرة) وسيلة لإخافة أى شخص من أن يحاول أن يستخدم عقله لفك الطلاسم والرموز، ولإزالة التناقض بين الأقوال والشعارات التى يسمعها وبين ما يراه بعينيه، ولمنعه من أن يحاول تقديم تفسير منطقى لمجرى الأحداث يتفق مع ما يعرفه من حقائق التاريخ وحقيقة الدوافع التى تحرك البشر أو تحكم العلاقات الدولية. إذاً، فليس هناك ما يمنع من التفكير والتساؤل: هل كانت أحداث 11 سبتمبر الإرهابية محض مؤامرة ؟ .. من الميالين إلى التبسيط من يسارع إلى الإثبات، ومنهم من يسارع إلى النفى. والحقيقة أن القضية معقدة ومتشابكة وضبابية إلى حد كبير لا يصلح معه التبسيط ولا التسطيح. والواقع الفعلى يؤكد أن الفاعلين الحقيقيين، من قادة تنظيم القاعدة، قد اعترفوا هم أنفسهم بأنهم وراء هذا الحدث، بل أضافوا إلى الاعتراف الفخر والمباهاة، ومن اقترف ثم اعترف لا يجوز الدفاع عنه بحال من الأحوال. ولكن، ورغم اعتراف الفاعل بفعلته، إلا أن هناك العديد من الأدلة والشواهد التى تؤكد وبقوة وجود شبح (مؤامرة) فى الموضوع، حيث يعتقد ثلاثة أرباع العرب والمسلمين على الأقل، أن عمليات 11 سبتمبر الإرهابية سكتت عنها، إن لم تكن ساعدت فى التخطيط غير المباشر لها المخابرات المركزية الأمريكية نفسها، على غرار ما حدث فى اليابان عندما ضُرب الأسطول الأمريكى فى قاعدة بيرل هاربور العسكرية الأمريكية فى صبيحة يوم 7/11/1941، ليكون ضربها مبرراً لإعلان أمريكا الحرب على اليابان واستعمال القنبلة الذرية فى هيروشيما. فقد أتت تفجيرات سبتمبر لتؤدى الدور نفسه بطريقة أو بأخرى فى تبرير غزو الولايات المتحدة للعالم الإسلامى وللخليج العربى عبر بوابة العراق المستباح. ومن ثم القضاء على الانتفاضة الفلسطينية التى باتت تهدد بشكل لا يقبل الجدل، ليس أمن إسرائيل فحسب، وإنما وجودها ومهمتها فى المنطقة العربية، وكذلك بالجملة القضاء على هذه الصحوة الإسلامية القومية المتنامية، والتى تمد الانتفاضة على الأقل بالدعم المعنوى البالغ الأهمية. وقد أظهر استطلاع للرأى أجراه معهد (إبسيوس1 رايد) لمصلحة صحف مجموعة كنوست الكندية ونشر فى 12/9/2006 أن واحداً من كل خمسة كنديين يعتقدون أن اعتداءات 11 سبتمبر دبرتها مجموعة نافذة من مسئولين أمريكيين بارزين، وأن هذه المجموعة تقوم حالياً بحماية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ! وكان تقرير أحداث 11 سبتمبر، الذي صدر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الأحداث موضعاً للتشكيك، بل والاستنتاج بأن ثمة مؤامرة وذرائع لاستخدام الأحداث وافتعالها من أجل حرب لاحتلال دول والسيطرة على العالم وتحقيق مصالح للشركات النفطية والصناعية الكبرى. ويعتقد ديفيد راي جريفين، الذي أصدر كتابا في مناقشة التقرير، أن اللجنة المكلفة بإعداده لم تكن تدير تحقيقاً فعلياً، وثمة أسباب برأيه تدعو إلى مراجعة التقرير وفحص النتائج المستمدة من الدلائل المتوفرة. وقد صرح عدد من أعضاء إدارة بوش علناً بأن هجمات 11/9 قدمت فرصاً عظيمة. وفى يوم 14 أغسطس 2006 " كتب الأكاديمي والمحلل الأمريكي اللامع بول كروجمان في النيويورك تايمز في معرض انتقاده سياسات إدارة الرئيس جورج بوش الابن: « ندرك اليوم أنه منذ البداية لم تر إدارة بوش ومعها حلفاؤها في الكونجرس أن تهديد الإرهاب معضلة يجب حلها، بل سانحة سياسية يجب استغلالها». وهذا الرأي ليس جديداً، فقد سبق أن ظهر خلال السنوات الفائتة العديد من المقالات وصدر العديد من التعليقات بهذا المعنى عن محللين واستخباراتيين وساسة كبار منهم الرئيس السابق جيمي كارتر نفسه يوم 25 أكتوبر 2004. ولكن ما يكتشفه العالم مع مرور كل يوم أنه لو لم تقع أحداث 11 سبتمبر من تلقاء نفسها لوجب تنظيم وقوعها. وقبل سنة من 11/9/2001 نشرت وثيقة بعنوان (إعادة بناء دفاعات أمريكا) من قبل منظمة تسمي نفسها مشروع من أجل قرن أميركي جديد PNAC ويقودها عدد من الشخصيات الرئيسية في إدارة بوش. وتطالب هذه المنظمة بزيادة الإنفاق على الأغراض العسكرية، لأن السلام الأمريكي ينبغي أن يرتكز على أساس آمن هو التفوق العسكري الأمريكي المطلق، ويمكن لهذا التحول أن يحدث بشكل أسرع إذا تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لـ(حدث كارثي محفز – مثل بيرل هاربر جديدة)، وبعد حصول 11/9 قال الرئيس بوش وبعض مؤيديه إنها شكلت بيرل هاربر جديدة.!! لقد استثمرت إدارة بوش دماء ضحايا العملية الارهابية للسمسرة السياسية وخلط الاوراق بهدف الانطلاق في تنفيذ برنامجها الاستراتيجي المبيّت لاقامة نظام عالمي جديد بزعامتها يخدم مصالحها الاستراتيجية الاقتصادية ومصالح احتكاراتها عابرة القارات ومتعددة الجنسيات. هذا البرنامج الذي تسعى إدارة الإمبريالية الأمريكية لتجسيده كونياً منذ انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي وأنظمة النمط السوفييتي في أوروبا الشرقية، واحتكار جبروت القطب الأوحد الاقتصادي والعسكري لفرض الهيمنة عالمياً، وخاصة في المناطق الهامة استراتيجياً كمنطقة الشرق الأوسط. وقد جاءت عملية التفجيرات كهدية من السماء لأرباب العدوان في البيت الأبيض للبدء في تنفيذ مخططهم الاستراتيجي، فإذا اتخذ الإمبرياليون قبل انهيار الاتحاد السوفييتي من محاربة الشيوعية في بعض المناطق والبلدان ذريعة لتبرير عدوانيتهم باسم الدفاع عن الحرية والديمقراطية، فإنهم بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر اتخذوا من محاربة الإرهاب أو الحرب الكونية ضد الإرهاب ذريعة للبدء بتجسيد الخطة الاستراتيجية الإمبريالية الأمريكية للهيمنة عالمياً. ويؤكد الكاتب الفلسطينى ياسر الزعاترة أن هجمات سبتمبر قد وفرت لخطاب المحافظين الجدد، أو لنقل لبرنامجهم المعد مسبقاً فرصة الانطلاق، لكن الأكيد أيضاً هو أن عدم وقوع تلك الهجمات، أو لنقل وقوعها بشكل آخر أقل قوة ودموية لم يكن ليغير في البرنامج المذكور الذي كان قد تبلور كفكرة منذ عام 1997 في سياق ما عرف بمشروع قرن إمبراطوري أمريكي جديد، وقبله رسالة المحافظين الجدد لرئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو في العام 1996. خلاصة ذلك البرنامج الذي صاغه ليكوديو الصهاينة الأميركان بالتعاون مع أصدقائهم من المسيحيين المتصهينين وتجار السلاح والنفط هو ضرورة ضمان سيطرة الولايات المتحدة على العالم خلال القرن الجديد بسطوة القوة العسكرية، على أن يبدأ المشروع من العراق كمحطة لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط والسيطرة على منابع النفط، وصولاً إلى التمدد نحو آسيا الوسطى وحوض بحر قزوين. في الأبعاد الكامنة كانت خلفية المشروع هي القناعة بأن هذا الوضع العربي القائم على هزاله وضعفه لا يمكن أن يمرر مشروع التسوية والهيمنة الصهيونية على الشرق الأوسط، وأن مشروع أوسلو لن يحقق المطلوب، مما يعني ضرورة إعادة تشكيل المنطقة وتفتيتها على نحو يجعلها أكثر قابلية لتمرير المشروع. ونتذكر في هذا السياق ما عرف بدراسة هارفارد الشهيرة التي فضحت عملياً هذا المخطط وتوجيهه من قبل الصهاينة لحساب مصالح الدولة العبرية. من هنا لم يتردد السيد جورج بوش بعد ساعات قليلة من هجمات 11 سبتمبر في تحديد وجهته السياسية نحو أفغانستان ومن ثم العراق، حتى قبل أن يجزم أي أحد بهوية من يقف خلف الهجمات. والنتيجة هي أن البرنامج كان معداً في الأصل، بل إن ذلك هو بالضبط ما يبرر الكثير من الشكوك التي ساورت البعض بشأن الهجمات عبر مقولة المستفيد منها، وعبر الحديث عن تواطؤ وربما تساهل في تعقب المشبوهين بتدبير الهجمات رغم توفر معلومات عن نيتهم تدبير عمليات داخل الولايات المتحدة، الأمر الذي لا يمكن استبعاده على قاعدة أن الأجهزة الأمريكية ربما اعتقدت بأن هناك عملية تلوح في الأفق يمكن استثمارها، من دون أن تتخيل أنها ستكون مدوية كتلك التي ضربت الولايات المتحدة صبيحة 11 سبتمبر.
مزيد من الأدلة: هل الوقائع والشهادات السابقة كافية للتدليل على احتمالية وجود مؤامرة وراء أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية ؟ إليك المزيد من الوقائع والشهادات. بتاريخ 6/9/2003 نشر مايكل ميتشر - عضو مجلس العموم البريطاني ووزير البيئة من عام 1997 إلى عام 2003- هذه الحقائق والوقائع المذهلة: تحت عنوان: (أسطورة الحرب الزائفة على الإرهاب).. فقال: «نعلم الآن أنه قد خطط لمشروع القرن الأمريكي منذ وقت مبكر.. ومما ورد في وثيقة المخطط: أن الولايات المتحدة يجب أن تعيق الدول الصناعية المتقدمة عن تحدي قيادتها العالمية، أو التطلع إلى دور إقليمي أو عالمي. ولقد حان الوقت لزيادة الوجود العسكري الأمريكي في جنوب شرق آسيا، وأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تدرس مسألة تطوير أسلحة بيولوجية بما يمكنها من استهداف أعراق معينة، ومن تحويل الحرب البيولوجية من نطاق الارهاب الى أداة سياسية مفيدة». وما ورد في شهادة كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي أمام الكونجرس. لقد قالت في شهادتها: «إن الرئيس الأمريكي تلقى قبل شهر من 11 سبتمبر، مذكرة استخباراتية تصف أهداف أسامة بن لادن ومصلحته في شن هجوم على الولايات المتحدة يتضمن اختطاف طائرات واستعمالها في الهجوم. والمذكرة معروف عنوانها، ولكن محتوياتها لا تزال مجهولة. أما عنوانها فهو (تصميم بن لادن على شن هجوم داخل الولايات المتحدة)». ولكن المذكرة تفتقر إلى تحديد موعد ومكان وكيفية وقوع مثل هذا الهجوم. كما يقول ريتشارد كلارك المختص الأول في مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأمريكي: «إن الإدارة تجاهلت التهديد الذي كان يمثله تنظيم القاعدة قبيل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، على الرغم من علمها بهذه التهديدات. وكنت أنا وجورج تينت مدير الاستخبارات نشعر بالأسى دائماً لأن تنظيم القاعدة وتهديداته لا يعالجان بالجدية اللازمة من جانب الإدارة الجديدة، وأنه حتى بعد هجوم سبتمبر واختباء بن لادن في أفغانستان، أرادوا ضرب العراق مباشرة، على الرغم من عدم وجود أي علاقة بين العراق والهجمات». وهكذا بدأت تتضح معالم البرنامج الذي رسم قبل ذلك بسنوات لما عرف بقرن إمبراطوري أمريكي جديد، فيما بدا أكثر وضوحاً بعد أيام من سقوط بغداد، حين بدأت التهديدات لسوريا وتحدث وزير الخارجية الأمريكي كولن باول حينذاك عن إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط. ثم بعد ذلك بعام خرج بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي حمل عناوين الحرب على الإرهاب ونشر الديمقراطية في المنطقة، أو ما عرف بمسيرة الإصلاح، على اعتبار أن العالم العربي الذي ينتشر فيه الفقر والفساد والتشدد الديني هو المنتج الطبيعي للإرهاب. خلاصة مشروع الشرق الأوسط الكبير هي إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط على أسس جديدة، من حيث المناهج والأفكار، ومن حيث السياسة والاقتصاد والاجتماع، وصولاً إلى شكل آخر يكون أكثر تقبلاً للهيمنة الأميركية، والصهيونية بالضرورة. وأخيراً فإنه من الواضح أن السلطات الامريكية لم تفعل ما يكفي لاجهاض أحداث سبتمبر. فمن المعروف أن إحدى عشرة دولة على الأقل قدمت معلومات وتحذيرات متعلقة بما حدث في 11 سبتمبر. ومن ذلك: معلومات تحذيرية تقول أن هناك خلية مكونة من مائتي إرهابي تحضر لعملية كبيرة في أمريكا. وقد تضمنت قائمة الأسماء أربعة من أسماء خاطفي الطائرات ومفجريها. وعلى الرغم من ذلك لم يقبض على أي منهم. وهناك وقائع تبعث على الريبة، فقد اشتبه في الاختطاف الأول الذي جرى في الثامنة وعشرين دقيقة، بينما تحطمت الطائرة الأخيرة في بنسلفانيا في العاشرة وست دقائق، وضربت الطائرة الثالثة البنتاجون في التاسعة و38 دقيقة، ومع ذلك لم ترسل أي طائرة مقاتلة للاستقصاء، مع العلم بأن هناك اجراءات اعتراض قياسية تنص عليها أنظمة إدارة الملاحة الفيدرالية في التعامل مع الطائرات المختطفة قبل 11 سبتمبر. وقد أطلق الجيش الأمريكي طائرات مقاتلة في 67 واقعة في الفترة ما بين سبتمبر 2000 ويونيو 2001 لملاحقة الطائرات المشبوهة. فهل هذا التراخي نتيجة لتغافل؟ أو لجهل المسؤولين بالأدلة ؟ أو أن اجراءات أمن الطيران الأمريكي قد عطلت عمداً في 11 سبتمبر ؟ والسؤال هو: لماذا، وتحت إمرة من حدث هذا ؟. ومن الواضح أن هذا السؤال سيظل حائراً، بلا إجابة، حتى تحدث فضيحة مدوية فى الإدارة الأمريكية بانقلاب أحد سدنتها على باقى الرفاق، ليكشف الستار عما خفى من أسرار !!. مراجع: 1-السيد يسين، الحرب الكونية الثالثة، عاصفة سبتمبر والسلام العالمى، مكتبة الأسرة، 2003. 2- د. جلال أمين، عصر التشهير بالعرب والمسلمين، نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001، دار الشروق، طبعة خاصة بمكتبة الأسرة، 2004. 3- إياد أبو شقرا، 11 سبتمبر المفصل الكارثى فى تعايش الحضارات، جريدة الشرق الأوسط اللندنية، عدد 11/9/2006. 4- إبراهيم غرايبة، المأزق الأمريكى فى مكافحة الإرهاب، مقال منشور على موقع: www.aljazeera.net 5- أحمد سعد، فى الذكرى السنوية الخامسة لـ11 سبتمبر: ممارسة عولمة إرهاب الدولة الأمريكية المنظم ينسف قواعد الاستقرار والأمن العالميين، مقال منشور بتاريخ 12/9/2006 على موقع: www.rezgar.com. 6 ياسر الزعاترة، أمريكا والقاعدة .. تحولات الخطاب منذ هجمات سبتمبر، مقال منشور على موقع: www.aljazeera.net 7- زين الدين الركابى، من أجل قراءة جديدة لزلزال 11 سبتمبر وتوابعه، جريدة الشرق الأوسط اللندنية، عدد 11/9/2004