إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لبيب السباعى يكتب: الثانوية العامة من سرور إلي الجمل‏20‏ عاما إلي الوراء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

لبيب السباعى يكتب: الثانوية العامة من سرور إلي الجمل‏20‏ عاما إلي الوراء Empty
مُساهمةموضوع: لبيب السباعى يكتب: الثانوية العامة من سرور إلي الجمل‏20‏ عاما إلي الوراء   لبيب السباعى يكتب: الثانوية العامة من سرور إلي الجمل‏20‏ عاما إلي الوراء Empty14/2/2009, 10:13 pm

لبيب السباعى يكتب: الثانوية العامة من سرور إلي الجمل‏20‏ عاما إلي الوراء 44625_21m
الثانوية العامة
من سرور إلي الجمل‏20‏ عاما إلي الوراء
بقلم: لبيب السباعى

انعقد المؤتمر القومي لتطوير الثانوية العامة وانتهي ولم يتوقف عند ما أشارت به لجنة التعليم بمجلس الشوري وما طالب به المشاركون في المؤتمر واعتراضهم علي ما طرحته وزارتا التعليم العالي والتربية والتعليم من أفكار وتوصيات وكان الحل هو عدم إصدار اي توصيات ليكون بذلك المؤتمر الوحيد في العالم الذي انعقد وناقش ثم انفض دون أن يصدر توصية واحدة لأن‏'‏ القومي للثانوية العامة والتعليم العالي‏'‏ لم يكن قوميا وفشل في التوصل إلي إقناع أو موافقة أو تأييد الأغلبية المشاركة فيه علي الأفكار التي عرضها الوزيران لأنها بآراء المشاركين أفكار تصلح للتطبيق في فرنسا وهولندا واليابان وكندا ولا تناسب مصر وظروفها من بعيد أو قريب وكان واضحا من أول لحظة أن الأفكار المطروحة مستوردة بالكامل وإنها تعبر عن فكر أجنبي يراه كل وزير بحكم عوامل كثيرة أفضل النظم التعليمية في العالم‏!‏


ولأن للوزيرين سوابق مشهودة في التعامل مع الآراء المخالفة وباعتبار أن الوزير ـأي وزيرـ بمجرد توليه الوزارة تهبط عليه الحكمة والمعرفة ويصبح أكثر دراية بمصلحة المواطن الذي لا يعرف مصلحته أكثر من الحكومة فقد توصل الوزيران إلي فض المؤتمر القومي دون إصدار توصيات أو قرارات منعا لوجع الدماغ‏.‏

وفي هدوء وبعد أن انفض المؤتمر انتهي الوزيران في جلسات وصفت بالسرية إلي إقرار أفكارهما المستوردة والمعلبة وانتظر الناس توضيحا من الوزيرين ولكن للأسف لم يجد أي وزير منهما دقائق معدودة من وقت سيادته الثمين جدا يشرح فيه للناس حكاية الغمة اللي اسمها الثانوية العامة بالنظام الجديد ومعها بالمرة نظام القبول بالجامعات‏!‏

ولأن وزارة التربية والتعليم تملك خبرة لا يستهان بها في عمليات التسريب بعد تسريب امتحانات الثانوية العامة وغيرها فقد بدأت في تسريب بعض ما تقرر بشأن نظام الثانوية العامة والقبول بالجامعات نقطة نقطة إلي أن تم نشر مشروع النظام الجديد للثانوية الذي تحيطه وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي بسياج من الكتمان والسرية‏'..‏ وتفاصيل المشروع السري تتضمن ألغاما وكوارث لا أظن أن نظامنا التعليمي يتحملها‏..‏ وتشاء الصدفة أنه في نفس يوم نشر تفاصيل النظام السري للثانوية العامة والقبول بالجامعات تنشر جريدة الجمهورية صورا مؤسفة ومؤلمة لمدارس في قلب مدينة الجيزة وهي مدارس حكومية تحمل أسماء أحمد زويل والمستقبل وغيرهما والصور للتلاميذ والتلميذات وقد جلسوا علي الأرض لأن المدارس ببساطة شديدة لا يوجد بها مقاعد يجلس عليها التلاميذ

وفي نفس الوقت يصدر قرار بإقالة عميد صيدلة بني سويف الذي نقل ابنه الراسب في‏8‏ مواد من صيدلة القاهرة إلي صيدلة بني سويف التي يتولي عمادتها وهناك ينجح الطالب الراسب بتفوق لمجرد انتقاله إلي كلية بابا‏!!‏ وفي ظل نظام هلال والجمل للثانوية العامة والقبول بالجامعات سوف تجري اختبارات للقبول بالجامعات وهذه الاختبارات ستحدد نوعية الكلية التي يلتحق بها الطالب وفي نظام الجمل سيدرس التلميذ في السنة الأولي حاجة سماها الوزير‏'‏ الجذع المشترك‏'‏ بمواد دراسية عامة وفنية وفي السنتين الثانية والثالثة يدرس الطالب مواد تطبيقية وصفها مشروع الجمل بأنها متقدمة ومواد أكاديمية‏-‏ برضه‏-‏ متقدمة وبعدها يكون القبول بالجامعة حكاية تانية خالص باختبارات لا يعلمها إلا المولي سبحانه وتعالي‏!!‏

تفاصيل نظام الثانوية العامة الجديد كثيرة وكلها كلام كبير ولكنه للأسف يعبر عن نظام مستورد بعلبته ومن المصنع بالخارج رأسا وربما لم يستورد بطريقة مشروعة ولكن تم تهريبة لأنه بدون شهادة ضمان‏!!‏ وهو نظام لا يصلح للتطبيق في ظروف مدارس مصر التي تحتاج أولا إلي كرسي وسبورة وكتاب قبل هرتلة الجذع المشترك والمواد المتقدمة وهو نظام لا يصلح للقبول في جامعات مصر التي والحمد لله خرجت من التصنيف العالمي وتنفرد عن جامعات الدنيا بوجود عمداء قادرين علي تحويل الطالب الفاشل إلي عبقري بشرط واحد هو أن يكون هذا الطالب الفاشل هو ابن العميد‏!!‏

ومع افتراض حسن النية كان المنتظر أن يبادر هلال والجمل إلي دعوة المشاركين في مؤتمر مايو الماضي إلي لقاء واحد فقط يعرضان فيه هذه التوصيات المستوردة أو المهربة ويسمعان رأي الناس فيها؟‏!!‏

وزمان حين كانت الحكومة تقرر رفع أسعار بعض السلع خاصة البنزين كانت تختار مساء أحد أيام الخميس تفاديا لردود أفعال الناس الغاضبة بالقطع علي زيادة الأسعار أيا ما كانت المبررات أو الضرورات لهذه الزيادة‏!!‏ وبنفس منطق وعقلية زمان اختارت وزارتا التعليم العالي والتربية والتعليم أحد أيام الخميس لإعلان ما يسمي التوصيات النهائيه لمؤتمر تطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول‏..‏ هذا المؤتمر الغريب الذي انتهي دون أن تصدر توصياته في انتظار هدوء المعارضين وانصرافهم إلي المشاغل اليومية والقضايا الأخري واختيار التوقيت الملائم لإصدار التوصيات النهائية في الموعد المفضل زمان لتحريك الأسـعار ـ يعني رفعها ـ وبحيث لا يجد أي معارض لهذه التوصيات أو مختلف معها أمامه سوي أن يخبط رأسه في أقرب حائط‏!!‏ وبذلك يفرض الوزيران هلال والجمل رؤيتهما وكان الأمر واضحا منذ بداية المؤتمر الذي تعرضت الأفكار المطروحة فيه لانتقادات عديدة تركزت كلها تقريبا علي تطبيق حكاية التقويم الشامل في المرحلة الثانوية

وما تمثله من مخاطر في مقدمتها زيادة سيطرة مدرس الفصل علي مصير الطلاب وإجراء اختبار للناجحين في الثانوية العامة عند تقدمهم للقبول بالجامعات ـ يعني علي الأسرة المصرية أن تتحمل كارثة الثانوية العامة وبعدها تستعد لكارثة أخري اسمها التقدم لامتحان آخر الكتروني ووفقا للتوصيات التي صدرت في ظلام يوم الخميس فإن القبول بالجامعات سوف يعتمد علي معيارين الأول هو نتيجة شهادة إتمام المرحلة الثانوية والثاني اختبارات قياس قدرات ومهارات وميول الطلاب العامة والنوعية ويتم تنسيق القبول من خلال مكتب التنسيق وفقا لمجموع اعتباري يتمثل في نسبة مئوية من نتيجة إتمام مرحلة التعليم الثانوي يضاف إليها نسبة مئوية أخري من نتيجة الاختبارات التي ستعقد عن طريق الحاسب الآلي مع إتاحة الفرصة للطالب للتقدم للاختبارات أكثر من مرة وطبعا ستدور مفرمة الدروس الخصوصية لتفرم الأسر المصرية المفرومه أساسا وهو ما يمهد لأن يكون القبول بالجامعات لمن يقدر علي تحمل كل تلك الأعباء المالية بالدرجة الأولي وبعدها تصبح فرصة القبول بالتعليم الجامعي متاحة أمام من يقدر علي إنفاق عدة آلاف من الجنيهات‏.‏

هذه هي أهم التوصيات الكارثية التي أعلنتها الوزارتان ودون اكتراث للاعتراضات من لجان تشريعية ونقابات مهنية ورأي عام يعيش الواقع المصري ويري أن الأفكار المطروحة ترتدي قبعة أوروبية وأمريكية لا تناسب ظروف المجتمع في مصر ويكفي رأي لجنة التعليم بمجلس الشوري في مشروع التوصيات ومنها أنها لا تعبر عن الواقع العملي وأنها ستفتح الباب للمزيد من الفساد في المدارس وتزيد من انتشار الدروس الخصوصية التي هي حاليا أكبر هموم المواطن في مصر‏..‏ وأن تقرير التوصيات تم نقله بصورة سيئة من دول غربية تختلف ظروف التعليم فيها تماما عن ظروف مصر واحتياجات التعليم فيها لا تتفق مع ما تحتاجه مصر ويتزايد اعتراض أعضاء لجنة التعليم بالشوري إلي حد الاتهام بأن توصيات المؤتمر هدفها إلغاء مجانية التعليم وأن إجراء اختبارات للقدرات للالتحاق بالجامعات سوف يفتح الباب علي مصراعيه أمام الفساد والمحسوبية والواسطة بل والرشوة‏!!‏

النظام الجديد الذي بشرنا به الوزير الجمل هو نفس النظام الذي أقره الدكتور فتحي سرور قبل عشرين عاما حين كان وزيرا للتعليم‏!!‏ وفي ذلك الوقت ـ يعني منذ عشرين عاماـ كان النظام الذي تقرر أيام الدكتور سرور يقضي بعقد امتحان واحد للثانوية العامة وباعتبار الثانوية العامة شهادة منتهية وتؤهل لسوق العمل وأن يكون القبول بالجامعات علي ضوء المواد المؤهلة التي يخصص لدراستها عام كامل بعد الثانوية العامة وهو نفس العام الذي ألغي من المرحلة الابتدائية باختصار سنوات الابتدائي إلي خمس سنوات ويتم ترحيل السنة الملغاة إلي مابعد الثانوية العامة لمن يريد القبول بالجامعات‏..‏ وفي ذلك الوقت ـ يعني منذ عشرين عاما ـ وافق المجلس الأعلي للتعليم قبل الجامعي والمجلس الأعلي للجامعات علي مشروع الدكتور سرور والذي لم يكن اختراعا من الفراغ لأن الكثير من دول العالم تطبق أنظمة مشابهة في مقدمتها بريطانيا حيث الشهادة الثانوية الإنجليزية تعرف ما يسمي بشهادة منتهية لا تؤهل للقبول بالجامعة وهي‏O.Level‏ وعلي الطـالب الراغـب في الالتحاق بالجـــامعة دراسة مواد أخري بمستوي‏,A.Level]‏ وبدأ تطبيق النظام الجديد وقتها قبل عشرين عاما

حيث ألغيت السنة السادسة كبداية لتطبيق مشروع الدكتور سرور ولكن لأن الاستقرار مفقود تماما في سياسات التعليم المصري تولي الدكتور حسين كامل بهاء الدين مسئولية وزارة التعليم بعد أن تركها الدكتور سرور إلي موقعه الحالي رئيسا لمجلس الشعب وبمنتهي السرعة والهمة ووفقا للطقوس الفرعونية السائدة بادر الدكتور بهاء الدين إلي الإطاحة بمشروع الدكتور سرور وقدم اختراعا تعليميا جديدا تصبح الثانوية العامة بمقتضاه عامين بدلا من عام واحد متضمنا ما يسمي التحسين الذي طبق عاما ثم ألغي في العام التالي وسارع الدكتور بهاء الدين إلي التخطيط لإعادة السنة السادسة قسرا وقهرا رغم كل الظروف غير المواتية لعودتها‏..‏ وعادت السنة السادسة وعاد معها تعدد الفترات الدراسية وتزايد الكثافة في الفصول الدراسية والتي وصلت إلي‏90‏ تلميذا في الفصل‏!!‏

ودارت الأيام إلي أن أراد المولي سبحانه وتعالي أن يمتحن قدرتنا علي الصبر فرزقنا بالدكتور الجمل الذي تجاهل آلاف البلاوي التعليمية وآخرها التسرب والطفح الذي جري في امتحان الثانوية العامة وتفرغ بابتسامته الغامضة والدائمة إلي ما تصور أنه اكتشاف جديد فطرح مشروعا للثانوية العامة هو نفس مشروع الدكتور سرور الذي لم تنفذ منه سوي خطوة واحدة قبل عشرين عاما بإلغاء السنة السادسة ثم تعرض باقي المشروع للتصفية علي يد الدكتور بهاء الدين بعد أن ترك الدكتور سرور موقعه في الوزارة ومرت سنوات إلي أن ظهر الوزير الجمل ربنا يكرمه وأقنع الناس بأن النظام الذي يقدمه هو نظام جديد رغم أنه نظام منقول عن المشروع الذي بدأه الدكتور سرور ولم يكتمل فهو يقوم أيضا علي امتحان الثانوية العامة سنة واحدة واعتبارها شهادة منتهية وامتحان للمواد المؤهلة للقبول بالجامعات ويبدو أنه خلال عملية نقل المشروع القديم وإعادة طرحه مرة أخري لم ينتبه الجمل إلي أن ما طرحه الدكتور سرور كان جزءا منه إلغاء سنة في مرحلة التعليم الابتدائي وإضافتها إلي ما بعد الثانوية العامة لتكون هذه السنة لإمتحانات المواد المؤهلة للقبول بالجامعات‏..‏

وما جري يؤكد أن أول وأهم ما نحتاجه للخروج بالتعليم في مصر من أزمته التي استحكمت هو وجود استراتيجية مستقرة ثابتة محددة المعالم لا تتغير مع تغير السيد الوزير‏..‏ ربما تتغير طرق التنفيذ من وزير إلي آخر ولكن لا تتغير الاستراتيجيات سنويا كما يحدث في بلادنا‏!!‏
وسوف يبقي التعليم مهزوزا ومهتزا طالما ظل محكوما برأي وتصور كل وزير‏..‏ ويبقي ونحن علي أبواب ثانوية عامة جديدة أن نستعيد ما جري في هذه الثانوية المنكوبة في العام الماضي‏.
نشرت بجريدة الأهرام عدد 14/2/2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
لبيب السباعى يكتب: الثانوية العامة من سرور إلي الجمل‏20‏ عاما إلي الوراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل سمعتم عن نجيب سرور ؟؟!
» حقوق الإنسان بين الشعار والحقيقة .. بقلم‏:‏ د‏.‏ أحمد فتحي سرور
» المؤرخ الكبير يونان لبيب رزق .. سيرة ومسيرة
» فتحى سرور: المغالاة فى الليبرالية سبب رئيسى للأزمة العالمية
» فى ذكرى رحيله الأولى أهم مؤلفات الدكتور يونان لبيب رزق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: