د. فرغلى هارون
المدير العـام
عدد الرسائل : 3278 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: التوحيد وجرائم العنف 6/7/2009, 10:18 am | |
| التوحيد وجرائم العنف بقلم:د. طه جابر العلواني قال تعالي: " فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لاتعلمون ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لايقدر علي شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لايعلمون وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لايقدر علي شئ وهو كل علي مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمل بالعدل وهو علي صراط مستقيم" ( النحل:74 ــ76).
تجتاح العالم موجات عنف صارت محيرة إلي حد كبير جيوش تمارس العنف ضد مدنيين فتقضي علي المئات منهم دون جريمة ارتكبوها, أو ذنب قارفوه, وهناك مدنيون يمارسون العنف ضد أمثالهم: طائرات بدون طيارين تقذف بحممها هنا وهناك, سيارات مفخخة, درجات نارية وهوائية ملغمة, وانتحاريون يفجرون أنفسهم هنا وهناك طلاب مدارس في سن المراهقة يقتلون طلابا مثلهم ومدرسون قتلة يقتلون وينتحرون, وقتلة يسلمون أنفسهم وآخرون يهربون.. والناس يقفون عاجزين مكتوفي الأيدي أمام ذلك ــ كله, ولا يملكون إلا أن يتساءلوا بحيرة عن الأسباب وتختلف الأجوبة: فهنا من يعزو تلك الجرائم البشعة إلي ضعف الدين, وآخرون يعزونها إلي ضعف الأخلاق, وفرق أخري تعزوها إلي ضعف التربية, ومشاهد العنف أو للأزمات الاقتصادية والفقر.. وكل تلك الأمور لها تأثير في ذلك ولاشك, لكن هناك سببا مهما لايلتفت الكثيرون إليه إلا المعنيون بالقضايا النفسية, وهو الجراحات النفسية في نفسية الانسان المعاصر ولعل من أبرز تلك الجراحات مايعرف بنفسية الانسان المقهور نفسية الانسان المقهور نفسية مريضة ومدمرة. وحين لايجد الإنسان لديه قدرة علي مواجهة عوامل الجبر والقهر بحرية يصحبها إحساس منه بالقدرة والانطلاق المنضبط ينهزم وينجرح نفسيا, وينسحق, وتبدأ قواه اللامرئية تبحث عن ميدان أو ميادين خفية ينفس فيها عن قواه المكبوتة المقهورة ليسترد الإحساس بالقدرة فقد يقتل أطفالا أو أقارب أو أباعد وبالأشكال البشعة المستنكرة والمستغربة, وقد يخرب ويهدم, قد يتساءل الناس كيف تجرأ علي قتل أطفال أو أبرياء؟ حين يفعل ذلك مجرم في إنسان صغير السن ويتصف بالبراءة, أو انسان كبير نال منه ضعف الشيخوخة أو غيرها فإنه لايفعل ذلك بدافع السرقة أو الحصول علي المال فقط, لأنه في أكثر الأحيان قد يحصل عليه دون مقاومة ودون حاجة إلي القتل, لكن جل هدفه أن يمنح نفسه شعورا هو بحاجة ماسة إلي التمتع به, والاحساس به شعور الانسان القادر علي التغلب علي حالة الجبر والقهر والانسحاق وتجاوزها, ولو بمثل تلك الجرائم البشعة. ولذلك كان الايمان بالله وتوحيده في ألوهيته وربويته وصفاته العلاج الذي لا علاج سواه لهذه الجراحات النفسية لأن الايمان بالله إذا أحسن فهمه حرر الوجدان وطهر النفس, وملأ الإنسان إحساسا بالمعية الإلهية التي تهون عليه المصائب الدنيا, وقد ندرك الخطورة التي تعرضت مجتمعاتنا إليها بتهميش التربية الإيمانية والتزكية والتطهر النفسي, لابد من إعادة بناء برامج التربية والتزكية والإعلام والتعليم بناء سليما يزكي العقل ويطهر النفس ويحيي الضمير والوجدان. نشرت بجريدة الأهرام عدد 6/7/2009 | |
|
سامي ماجد
ضــيف
عدد الرسائل : 7 العمر : 44 التخصص : علوم شرعية الدولة : فلسطين تاريخ التسجيل : 09/12/2009
| موضوع: تتتتبل 12/5/2010, 12:18 pm | |
| | |
|