إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم Empty
مُساهمةموضوع: أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم   أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم Empty26/4/2009, 12:09 am

أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم 3_124_1030_47
أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم
بقلم : فاروق شوشة

أمثال أحمد مستجير لا يغيبون عن الذاكرة‏,‏ ولا ينتهي أبدا فيض الحديث عنهم مضمخا بعطر سيرتهم وإنجازهم‏,‏ وأثرهم في تلاميذهم ومريديهم‏,‏ وفي كل من أتيح له حظ صحبتهم ومجاورتهم‏.‏


وأحمد مستجير العالم والمفكر والأديب والمترجم والشاعر والمجمعي هو الذي يقول عنه الدكتور محمد الجوادي في كتابه عاشق العلم أحمد مستجير‏:‏ لقد عاش حياته نموذجا لرجل فذ اجتمعت فيه خصال رفيعة قلما تجتمع لعبقري‏,‏ اجتمعت فيه صفات العطاء المتدفق الذي لايعرف حدودا ولا قيودا‏,‏ والذكاء الوهاج الذي لا يعرف مشكلة ولا معضلة‏,‏ وصفاء النفس الذي لا يعرف عقدا ولا حقدا‏,‏ والعمل الجاد الذي لا يركن إلي الراحة إلا ليجدد النشاط‏.‏

ويتوقف الدكتور الجوادي عند ملامح في سيرة أحمد مستجير منذ ميلاده عام‏1934‏ وتخرجه في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام‏1954,‏ وسبب اختياره وشغفه بكليته التي يقول عنها‏:‏ إن الزراعة هي الحياة‏,‏ وهي الحضارة‏,‏ والفلاح المصري هو صانع الحضارة‏,‏ هذه الكلية هي بيتي الكبير‏,‏ هي حبي الخالد‏,‏ هي شبابي وعمري‏,‏ في حقولها وحدائقها تفتحت الحياة في قلبي‏,‏ في معاملها خبرت الحياة‏,‏ تحت أشجارها كم كتبت‏,‏ علي الكراسي في حدائقها كم بكيت وحيدا‏,‏ وعلي طرقاتها كم ضحكت وضحكت‏,‏ هي مملكتي وحبي‏,‏ عارضا لنا ـ نحن قراء كتابه المفعم بالدراسة والمحبة معا ـ خطوات أحمد مستجير بعد تخرجه مهندسا زراعيا‏,‏ فباحثا بالمركز القومي للبحوث حيث نال درجة الماجيستير في علم تربية الدواجن‏,‏ ثم سفره إلي بريطانيا في إجازة دراسية‏,‏ وحصوله علي درجة الدبلوم في علوم وراثة الحيوان‏,‏ ثم درجة الدكتوراه في علم وراثة العشائر‏,‏ وبعدها عاد إلي الوطن ليبدأ رحلة كفاحه العلمي والفكري‏,‏ ومواكبة التقدم العلمي المذهل في علوم التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية‏,‏ مواصلا بحوثه العلمية مدرسا فأستاذا في كلية الزراعة‏, ‏ وعميدا للكلية ثلاث مرات بالانتخاب‏,‏ وعضوا في مجمع اللغة العربية‏,‏ وفي لجان المجلس الأعلي للثقافة‏,‏ وفي العديد من الهيئات العلمية‏.‏

ثم لا يفوت الدكتور محمد الجوادي ـ مؤلف الكتاب ـ أن يشير إلي قائمة حافلة بأوليات الدكتور أحمد مستجير‏,‏ في سجل إنجازه الضخم‏,‏ فهو أول من قام بتهجين الأبقار البلدية بأنواع أجنبية مستخدما تكنولوجيا التلقيح الصناعي‏,‏ مما أدي إلي زيادة إنتاج اللبن واللحم‏,‏ وأول من نادي بإمكان استخدام الاستنساخ في زيادة إنتاج الألبان‏,‏ وأول من نبه إلي أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال الوراثة لتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني والنباتي‏,‏ وأول من أنشأ مركزا للهندسة الوراثية وآخر لبيوتكنولوجيا النبات بكلية الزراعة جامعة القاهرة‏,‏ وأول من استخدم تكنولوجيا التهجين الخضري لخلايا النبات بديلا عن الهندسة الوراثية‏,‏ وهو صاحب فكرة المشروع القومي لاستنباط أصناف جديدة من محاصيل القمح والأرز والذرة التي تصلح للزراعة في أرض مالحة وتروي بمياه مالحة‏,‏ عن طريق التهجين الخضري مع الغاب‏.‏ وقد نفذ التجارب الأولي لهذا المشروع في جامعة القاهرة بتمويل من وزارة الزراعة‏..‏ ثم يضيف الدكتور الجوادي‏:‏ وكان قبل وفاته قد بدأ التفكير في استنباط التقاوي الاصطناعية للذرة‏,‏ وزيادة نسبة الزيت في بذور القطن‏, وفي إثراء الفول البلدي بحامض الميثونين الأميني لترتفع قيمته الغذائية وتقترب من اللحم‏,‏ كما كان قد شرع في دراسة فكرة إدخال الجين المقاوم لفيروس الالتهاب الكبدي إلي ثمار الموز‏.‏ لقد نجح مستجير في توظيف أفكار التكنولوجيا الحيوية في مجال الزراعة‏,‏ مؤمنا بحق الجماهير في الغذاء والتنمية في إطار من الفلسفة الأخلاقية التي حكمت رؤاه فيما يتعلق بالتطبيقات العلمية لسياسات الاستنساخ والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية‏.‏

وهكذا ـ كما يقول الدكتور الجوادي ـ يمكن تلخيص المشروع العلمي لأحمد مستجير في مصطلح واحد هو زراعة الفقراء ومحاولة الإفادة من المياه المالحة في الري‏,‏ ومقاومة الملوحة والجفاف‏.‏ ولقد ألف الدكتور مستجير وترجم عشرات الكتب التي أصبحت مراجع علمية في مجال تخصصه الأصلي‏,‏ وفي مجال تاريخ العلم وفلسفته وعلاقته بالمجتمع وفي مجال البيئة وفي ميادين علوم الوراثة وفي الثقافة العلمية‏,‏ بالإضافة إلي إبداعه الشعري الذي تمثل في ديوانين هما عزف ناي قديم وهل ترجع أسراب البط؟ وكتاب في دراسة عروض الشعر العربي هو مدخل رياضي إلي عروض الشعر العربي‏.‏

قسم الدكتور محمد الجوادي ـ المؤرخ والمفكر والطبيب وعضو مجمع اللغة العربية ـ كتابه البديع عن أحمد مستجير إلي اثني عشر فصلا‏,‏ كل منها يتناول جانبا من جوانب هذه الشخصية العلمية والإنسانية الفذة‏,‏ مبحرا في معالم سيرته وتكوينه الفكري وشخصيته‏,‏ ورؤيته للعلم والمجتمع‏,‏ وأخلاقيات علوم الحياة‏,‏ واهتمامه بقضية الطعام لكل فم‏,‏ ونزعته الإنسانية‏,‏ ورؤيته لما بعد الاستنساخ‏,‏ والجينوم البشري‏,‏ وإبداعه الشعري‏,‏ ودراسته لعروض الشعر العربي‏..‏ الأمر الذي جعل من كتابه وثيقة حية مكتملة الملامح والتفاصيل متوهجة بصورة أحمد مستجير‏:‏ الرمز‏,‏ والقيمة‏,‏ والمثال الرفيع لصاحب الرسالة التي حملها طيلة حياته‏,‏ ذلك أن أمثال أحمد مستجير لا يغيبون أبدا عن الذاكرة‏:‏ ذاكرة العلم وذاكرة الوطن‏.‏
نشرت بجريدة الأهرام عدد 25/4/2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم   أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم Empty26/4/2009, 12:12 am

مستجيرغواص في بحر العلم

أحمد مستجير، جميل أن يتمتع الإنسان بالقدرة على اكتساب العلوم، ويسعى دائماً للتبحر والغوص فيها من أجل أن يتعلم ويعرف المزيد والمزيد فيصبح من مجرد شخص متعلم إلى شخص عالم، ويأتي الدكتور أحمد مستجير ليبرهن لنا على ذلك، فهو عالم وكاتب له العديد من الإسهامات والإنجازات العلمية العديدة، فتخصص في علم الأحياء والهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي، وله العديد من الأبحاث في الهندسة الوراثية للحيوان والنبات، ولم يكتفِ بهذا التخصص العلمي الدقيق فقط ولكن تميز في عدد أخر من المجالات الثقافية الأخرى فعرف كعالم وشاعر، ومفكر، وباحث في علوم اللغة، فتمكن ببراعة من اختراق العلوم المختلفة وتحقيق التميز فيها. قال عن نفسه " أنه عاشق للعلم وأن الشعر يمنحه الراحة النفسية".


فعرف مستجير ككاتب متميز له العديد من المؤلفات القيمة سواء في المجال العلمي أو الأدبي حيث تمكن من خلال مؤلفاته من توصيل المادة العلمية للقارئ بشكل مبسط يسهل استيعابه، وفي المجال الأدبي قام بالعديد من الدراسات الأدبية للشعر واللغة وقدم الكتب الأدبية والدواوين الشعرية والكتب المترجمة.

النشأة
هو أحمد ‏مستجير مصطفى ولد في الأول من ديسمبر عام ‏1934‏م بمحافظة الدقهلية‏، التحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة وحصل منها على درجة البكالوريوس في عام 1954م، ثم نال درجة الماجستير في تربية الدواجن عام 1958م، وحصل على دبلوم وراثة الحيوان من جامعة أدنبرة بإنجلترا عام 1961م، والدكتوراه في وراثة العشائر عام 1963م.

المجال العملي
تدرج الدكتور مستجير في العمل الأكاديمي فبدأ مدرساً بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، ثم أستاذ مساعد 1971، وأستاذ 1974، ثم عميداً للكلية في الفترة ما بين 1986 – 1995، تلى ذلك عمله كأستاذ متفرغ.
كان الدكتور مستجير عضواً في العديد من الجمعيات والهيئات نذكر منها مجمع الخالدين، الجمعية المصرية للعلوم الوراثية، اتحاد الكتاب، لجنة المعجم العربي الزراعي، مجمع اللغة العربية بالقاهرة‏ وغيرها من الهيئات، كما شارك في العديد من المؤتمرات العلمية العربية، والعالمية.

التكريم والجوائز
شخصية بمواصفات الدكتور أحمد مستجير وقيمته العلمية ومشاركاته الفعالة في العديد من المجالات العلمية والثقافية تستحق كل تقدير وتكريم وهذا ما حدث فعلاً حيث تم تكريمه من قبل العديد من الهيئات، ومن الجوائز التي حصل عليها: وسام العلوم، والفنون من الطبقة الأولى في كل من عامي 1974، 1996، وجائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية للعلوم والزراعة، وجائزة مبارك للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة عام 2001م، كما حصل على جائزة أفضل كتاب علمي مترجم في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وجائزة الإبداع العلمي من البنك الأهلي للمبدعين في مجال العلوم.

مستجير الأديب
عشق مستجير الشعر وقام بكتابته في مرحلة مبكرة من عمره، وكانت أول قصيدة قام بكتابتها كاملة كانت في عام 1954 بعنوان "غداً نلتقي"، ويجد مستجير أن هناك علاقة قوية بين كل من الشعر والعلم فيربط بين الاثنان الخيال والحب فيجب أن يكون العالم لديه الخيال لكي يستطيع أن يبحر ويكتشف المزيد في دروب العلم المختلفة بالإضافة لأهمية أن يحب عمله وعلمه لكي يرتقي به دائماً، كما يجب أن يكون الشاعر على قدر كبير من الخيال لكي يستطيع أن يبدع في شعره ويثريه بالمزيد من المشاعر والعاطفة.
بدأت علاقته تتوطد بالأدب من خلال مجلة أخر ساعة والتي كان يتابع أعدادها الأسبوعية، ويحفظ القصائد التي تقدم بها، بالإضافة لإطلاعه على العديد من الكتب الأدبية الأخرى وسلاسل الروايات العالمية، وخاصة البوليسية منها، ومن كثرة عشقه للشعر أنه كان يبدأ بعض فصول كتبه العلمية بأبيات شعرية مثل أشعار إيليا أبو ماضي.

كتبه ومؤلفاته
صدر له العديد من الكتب ما بين مؤلفات ومترجمات والتي تتضمن كتب عن تسمين حيوانات المزرعة والدواجن، وعدد أخر من الكتب المترجمة في المجالات المختلفة مثل العلوم والبيئة والفلسفة والهندسة الوراثية والأدب، كما يوجد له ما يتجاوز 40 بحث علمي في مجال إنتاج الألبان، واللحم، والدواجن، والتقييم الوراثي للحيوانات.
وبعيداً عن العلوم الزراعية والوراثية للدكتور مستجير مؤلفات شعرية وأدبية فله عدد من الدواوين الشعرية منها كتاباته في عروض الشعر، وأخرى في دراسة عروض الشعر العربي وإيقاعاته الموسيقية.
من الكتب نذكر: إبادة العالم الثالث، بيولوجيا الخوف، لغز اسمه الألم، البيوتكنولوجيا في الطب والزراعة، في بحور العلم – جزء ثالث دفاع عن العلم، التحسين الوراثي لحيوانات المزرعة، النواحي التطبيقية في تحسين الحيوان والدواجن، علم اسمه الضحك.
من دواوينه الشعرية ديوان عزف الناي قديم -1980، هل ترجع أسراب البط – 1989، وله كتاب أخر هام في علم العروض.
هذا بالإضافة للعديد من المقالات المتميزة في مجال الجينوم أو المادة الوراثية في نواة خلايا الكائن الحي، ومن الكتب التي شارك في ترجمتها وتحقيقها : حلم الجينوم وأوهام أخرى.

حياته الشخصية
تزوج مستجير من سيدة نمساوية عام 1965م، ولديه ثلاث أبناء الأولى مروة حاصلة على درجة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية في الهندسة الوراثية وصاحبة اكتشافات علمية هامة حيث اكتشفت جين سرطان المثانة في فيينا، أما ابنته سلمى فهي حاصلة على ماجيستير في اللغة الألمانية من جامعة فيينا، أما ابنه طارق فهو مهندس حاصل على الماجستير ويعمل في مجال الكمبيوتر.

الوفاة
جاءت وفاة الدكتور مستجير بعد حياة حافلة نهل فيها من العلوم المختلفة وخلف ورائه العديد من الكتب والمؤلفات العلمية التي يستفيد منها العديد من الأشخاص إلى الآن، فكانت الوفاة في 16 أغسطس عام 2006م بأحد المستشفيات في العاصمة النمساوية فيينا، ودفن بمصر في 21 أغسطس 2006.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
أحمد مستجير‏..‏ عاشق العلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صياغة العلوم الاجتماعية صياغة اسلامية
» الله يتجلى في عصر العلم
» موسوعة الأعمال الكاملة للدكتور على الوردى
» القانون الدستورى والمؤسسات السياسية
» كتاب مبادئ علم الاجتماع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
ســــير وأعــلام وتراجــم
-
انتقل الى: