د. فرغلى هارون
المدير العـام
عدد الرسائل : 3278 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: سميرة موسي: المرأة والإبداع العلمي 18/3/2009, 2:38 pm | |
| سميرة موسي: المرأة والإبداع العلمي بقلم: د. إيمان عامر كلية الآداب ـ جامعة القاهرة منذ سنوات قليلة عقد مؤتمر المرأة والإبداع وكان هناك اقتراح بتقديم ورقة عن عالمة الذرة المصرية سميرة موسي, والواقع أنني قمت قبل الكتابة عنها باستطلاع رأي بين مختلف الشرائح فهالني أن أجد عددا ليس بالقليل يتوقف ليتذكر من هي سميرة موسي!! والبعض كان يصحح لي قائلا: تقصدين نبوية موسي فكان أسفي كبيرا. نعم لقد كانت هناك صلة بين الرائدة نبوية موسي والتلميذة النجيبة سميرة موسي إلا أن هذا ليس مبررا للخلط بين الاثنتين. وكان من غير المنصف أن يمر شهر مارس دون أن نتذكر مولدها وقصة كفاحها القصيرة. فقد ولدت سميرة في يوم3 مارس عام1917 وحققت نبوغا مبكرا في مدرسة سنبو الكبري الأولي ونبوغا أكبر من مدرسة قصر الشوق بالقاهرة مما مهد لالتحاقها بمدرسة بنات الأشراف التي أسستها المربية الرائدة- آنذاك- نبوية موسي. فكان لقاء الأستاذة الرائدة بالتلميذة النجيبة لقاء نادرا في تاريخ المرأة المصرية, فحين حاولت سميرة أن تلتحق بمدرسة الأميرة فوزية بعد حصولها علي شهادة الكفاءة نظرا لافتقار مدرسة بنات الأشراف إلي معمل لإجراء التجارب, قامت نبوية موسي بإنشاء معمل لتحقيق طموح سميرة, ثم كان التحاقها بالجامعة المصرية وفي كلية العلوم بالتحديد مرحلة مهمة في تاريخ نضال الفتاة المصرية في الجامعة, وجاء تعيينها كمعيدة بعد أن هدد أستاذها الدكتور مصطفي مشرفة بالاستقالة إذا لم يتم التعيين, وكان موضوع رسالة الماجستير التي أعدتها التوصيل الحراري للغازات, حيث أوضحت قدرة بعض الفلزات علي أحداث تأثير حراري قاتل, وبعد ثلاث سنوات قصفت أمريكا هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية ووضح الارتباط بين فكرة القنبلة الذرية وموضوع دراسة سميرة ثم حصلت علي الدكتوراه من لندن في خصائص امتصاص المواد لاشعةX ووصلت أخبار تفوقها إلي مصر فأطلقت عليها الصحف لقب مدام كوري المصرية. وعندما جاءتها دعوة لزيارة المعامل الذرية الأمريكية تطبيقا لبرنامج التبادل العلمي بين أساتذة الجامعات المصرية والأمريكية حظيت بتقدير كبير حتي أنها اختيرت كسفيرة للنوايا الحسنة من قبل الحكومة الأمريكية, ثم كان مصرعها في حادث سيارة وهي في طريقها إلي معهد العلوم النووية بجامعة كاليفورنيا, وتم التعامل مع هذا الحادث بشكل طبيعي سواء في امريكا أو في مصر آن وقوعه, غير أن فكرة المؤامرة بدأت تطل برأسها حيث وجدت هذه الفكرة رواجا بعد مقتل الدكتور يحيي المشد في باريس في يونيو1980 مما استدعي تاريخ الحوادث المماثلة التي أودت بحياة مبعوثينا الذين تخصصوا في الذرة مثل سمير نجيب ونبيل القليني وسعيد بدير وقبلهم جميعا سميرة موسي. واسمحوا لي أن استعير هنا عبارة لسميرة ذكرتها وهي تكتب مقالا عن نسبية اينشتين فمزجت بين العلم والفلسفة حيث قالت: غير أن الحقيقة ليست دائما من الوضوح بحيث تقول لنا ها أنذا!! ولكنها كثيرا ما تتلوي علينا وتتعقد بشكل فيه تحد وفيه تضليل!!. والسؤال هنا متي يتم تكريم سميرة موسي بالشكل اللائق لريادتها النسائية في مجال تخصصها ؟! وأين أوراق سميرة موسي. الأمر الذي يدعونا لأن نطالب دار الوثائق والمجلس القومي للمرأة بالتحرك لجمع الملفات والتقارير والمذكرات الخاصة بالعالمة المصرية, وأن نخرج من خلال ذلك بتوصية تتضمن تخصيص جائزة سنوية للإبداع العلمي باسم سميرة موسي. نشرت بجريدة الأهرام عدد 18/3/2009
| |
|