إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التفاؤل والثقة بالنفس.. من أهم صفات العباقرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

التفاؤل والثقة بالنفس.. من أهم صفات العباقرة Empty
مُساهمةموضوع: التفاؤل والثقة بالنفس.. من أهم صفات العباقرة   التفاؤل والثقة بالنفس.. من أهم صفات العباقرة Empty15/3/2009, 9:42 pm


التفاؤل والثقة بالنفس..
من أهم صفات العباقرة
بقلم: د. عبدالهادى مصباح

فى أحد خطابات الموسيقار العبقرى «موتسارت» لزوجته، كتب يصف لها، والفرحة تغمره، روعة الأوبرا الجديدة التى ألفها، وكيف كان أداء العازفين مبهراً، والديكورات رائعة، والموسيقى حالمة، إلى آخر الأوصاف التى جعلته يطير من السعادة لهذا النجاح الساحق، وفى آخر الخطاب ذكر لها بصورة عرضية أن عدد الأشخاص الذين تواجدوا فى الصالة لمشاهدة الأوبرا فى حفل الافتتاح الذى يحكى عنه كانوا عشرة أشخاص فقط ! وكأن ذلك لا يمثل له أى شىء، والمهم هو ما رآه فى العرض من إيجابيات أسعدته وملأت معظم صفحات خطابه لزوجته.


ترى ماذا يمكن أن يكون شعور أى فنان أو موسيقى عندما لا يجد فى صالة المسرح سوى عشرة أفراد هم فقط الذين أتوا لكى يشاهدوا عرضاً قيماً بذل فيه الجهد لعدة شهور، ألا يكفى هذا لإصابة هذا الفنان بالإحباط والاكتئاب والإحساس بالفشل الذريع الذى قد يجعله يتوقف عن نشاطه هذا إلى الأبد، لكن هذا الإحساس لم يتسلل أبداً إلى الموسيقى البارع «موتسارت» الذى توصل العلماء النفسيون من خلال دراسة ٦٠٠ خطاب تركها فى متحفه فى التسعينيات من القرن الماضى، إلى أنه مصاب بداء التفاؤل، الذى صنع منه إلى جانب موهبته الفذة عبقريا لا تقهره الأزمات، ولا توقفه الظروف السيئة أو الإحباطات.

ولعل إحدى التجارب التعليمية التى تثبت ذلك هى التى استخدمتها إحدى المدرسات فى فصلها لكى تحدد تأثير ثقة الإنسان فى نفسه، وصورته التى يراها لنفسه، وأثر ذلك فى تفوقه ونبوغه وعبقريته، فقد أعلنت المدرسة للتلاميذ أن هناك أبحاثاً علمية أثبتت أن أصحاب العيون الزرقاء أكثر ذكاءً وعبقرية من غيرهم من أصحاب العيون السوداء والبنية والخضراء (وهذا غير حقيقى طبعاً)، ومن خلال متابعة هؤلاء التلاميذ، لوحظ أن أصحاب العيون الزرقاء قد بدأوا يتفوقون فى كل المجالات الدراسية والاختبارات التى يمرون بها، فقد ازدادت ثقتهم بأنفسهم، وحاولوا أن يكونوا على نفس مستوى الصورة التى نظروا إلى أنفسهم بها.
وبعد شهرين من هذا الأداء المتميز دخلت المدرسة مرة أخرى وأخبرتهم أنها أخطأت فى إخبارهم بنتائج الأبحاث العلمية التى تتناول علاقة الذكاء بلون العينين واعتذرت للتلاميذ، وأخبرتهم بأن أصحاب العيون البنية اللون هم أكثر الأطفال ذكاءً وعبقرية (وهذا أيضاً غير صحيح)، وبعد ذلك الإعلان ارتفعت معدلات الدرجات لذوى العيون البنية إلى مستوى الامتياز، بينما انخفضت مستويات التلاميذ أصحاب العيون الزرقاء الذين تفوقوا من قبل، وذلك على الرغم من أنه لا يوجد أى علاقة علمية حقيقية بين لون العينين والذكاء، إلا أن الأمر كله يتعلق بنظرة الإنسان وصورته أمام نفسه التى تكسبه الثقة بالنفس، والدافع لكى يكون على مستوى هذه الصورة المتميزة التى يراها لنفسه.

والحقيقة أن الموضوع ليس إيحائيا فقط، ولكن نظرة الإنسان الإيجابية إلى نفسه، تجعله يستخرج أفضل ما فيها، فالمولى عز وجل خلقنا وبداخل كل منا أنواع متعددة من الذكاءات، قد يتفوق بعضنا على بعض فى بعض الأنواع، وينقص بعضنا عن بعض فى أنواع أخرى، ولكن المحصلة النهائية أن الحكم العدل قد خلقنا جميعا متساوين فى المحصلة من هذا الرزق الإلهى، ومن أمثلة هذه الذكاءات المتعددة، كما وضعها د. «هوار جارديز» الأستاذ بجامعة هارفارد:
١- الذكاء اللغوى.
٢- الذكاء المنطقى والرياضى.
٣- الذكاء المرئى والفراغى.
٤- الذكاء الموسيقى.
٥- الذكاء الحركى والجسمانى.
٦- الذكاء الاجتماعى.
٧- الذكاء الحدسى.
٨- الذكاء الطبيعى.
ولأن كلًا ميسر لما خُلق له، فإننا نجد أن عالم الرياضيات الحاصل على جائزة نوبل لا يمكنه أن يرتجل خطبة قصيرة فى احتفال عام، فهو ليس لديه الحصيلة اللغوية أو الذكاء اللغوى الذى يمكنه من ذلك، كما يمكن أن نجد الموسيقى العظيم صاحب المؤلفات الموسيقية العبقرية، لا يستطيع أن يدير مناقشة أو يرد على أسئلة فى برنامج تليفزيونى بسيط، ويمكن أيضاً أن نجد أن لاعب الكرة الذى يسحر الملايين بلمساته السحرية وأهدافه العبقرية، لا يحفظ جدول الضرب، ولا يستطيع أن يحسب حاصل ضرب ٩ × ٨ بدون آلة حاسبة.
وأخيراً فليرضَ كل منا بما قسمه الله له من رزق، وليبحث عن العبقرية فى داخله، وعما فى نفسه من إيجابيات يمكن إيقاظها بالعمل والتمرين، ولينظر إلى الجزء المضىء من الصورة .
نشرت بجريدة المصرى اليوم عدد ١٥/ ٣/ ٢٠٠٩
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
التفاؤل والثقة بالنفس.. من أهم صفات العباقرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلاقة بين الدولة والمجتمع فى إطار الحكم الرشيد والمواطنة والثقة المتبادلة
» أساليب التنشئة الأسرية وعلاقتها بكل من التفاؤل والتشاؤم - ماجستير
» الثقة بالنفس وسيكولوجية البكاء د. فرغلي هارون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: