د. فرغلى هارون
المدير العـام
عدد الرسائل : 3278 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: رسائل الماجستير والدكتوراه علي الرف 14/2/2009, 10:01 pm | |
| رسائل الماجستير والدكتوراه علي الرف كتبت :عبير الضمراني جريدة الأهرام عدد السبت 14/2/2009 ماهو مصير الأبحاث الجامعية ورسائل الماجستير والدكتوراه التي يعكف عليها الباحثون المتخصصون لسنوات طويلة, ويشرف عليها الأساتذة الاكاديميون؟ هل الهدف هو وضعها علي أرفف المكتبات وأدراج المكاتب أم الاستفادة منها.
ولماذا لا يتم توجيه جميع الأبحاث التي يجريها هؤلاء الخبراء لحل مشاكل المجتمع الحقيقية, بحيث تقوم كل وزارة بالاستفادة منها في حل مشكلاتها بدلا من أن تصبح هذه الرسائل مجرد جهود مهدرة. الاستفادة من هذه الأبحاث تعود حسب طبيعة التخصص الذي تجري عليه كما يوضح دكتور محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف, سواء كانت التخصصات عملية أو علمية مثل العلوم, والزراعة, والطب البشري, أو البيطري, وغيرها معظم أبحاثها عملية في المستشفيات, والمزارع, أو الجوانب التعليمية ويخرجون بنتائج جديدة في أبحاثهم وكثير منهم يحصل علي منح بحثية تصل إلي مليون جنيه للباحث مثلما حدث لدينا في جامعة بني سويف منذ شهر تقريبا, حيث حصل ثلاثة باحثين اثنان من كلية الطب البيطري وآخر من كلية العلوم ـ علي ثلاث منح بحثية كل منها بمليون جنيه للإنفاق علي البحث الذي يقوم به, وكانت موضوعاتهم حول إنفلونزا الطيور, وفيروس سي وهي قضايا تهم المواطنين. أما الكليات النظرية, فنجد أن الأبحاث في بعض هذه الكليات مرتبطة بالمجتمع الاقتصادي مثل الأبحاث المتصلة بالماجستير المهني في الادارة, وأبحاث تطبيقية يتم اجراؤها في أحد البنوك أو الشركات فتصبح مهمة للجهة التي يجري الباحث عليها بحثه وتستفيد هذه الجهة منه. هناك كثير من الأبحاث تضيف الجديد من النتائج والإرشادات ويمكن تطبيقها عمليا. أما الأبحاث النظرية في رسائل الماجستير والدكتوراه كالفلسفة مثلا يكون الجانب النظري فيها هو الأساس, لهذا أحيانا يدرج البحث في ملفات المكتبة دون الاهتمام بأن يكون له تأثير تطبيقي. ويجب أن تقوم أصول إجراء البحث علي ثلاثة محاور تحكمها مدي الاستفادة والنفع, وقوة البحث, وهي الباحث, وموضوع البحث, والمشرف علي البحث, ولذا من الضروري دعم الباحثين بحيث يمكنهم الدخول علي المواقع الالكترونية للمكتبات العالمية التي تشترك فيها الجامعات من خلال المجلس الأعلي للجامعات ويبلغ قيمة الاشتراك فيها8 ملايين جنيه في العام حيث تعتبر مصدرا رئيسيا لكثير من المراجع والأبحاث, والدوريات العلمية ذات التصنيف المرتفع في الناحية الأكاديمية, لكن عددا كبيرا من الباحثين لايعلم كيفية العمل فيها, وهو ما يستلزم تدريب الباحثين عليها وتزويدهم ببعض النقاط ووصلات الانترنت الكافية لإعداد الباحثين داخل الجامعات, وبما يتيح لهم جميعا الاطلاع عليها لاثراء الأبحاث التي يقومون بها, وهو ما يقوم به الباحث في الدول الأخري حيث يكون مطلعا طوال الوقت علي الانترنت. أما بالنسبة للمحور الثاني وهو اختيار المشرف فيجب أن يتغير معيار الاختيار الذي يتم الآن بناء علي الأقدمية, بل يجب أن يكون بناء علي التخصص, أي يتم اختيار المشرف المتخصص في موضوع البحث, كما يجب زيادة المقابل الذي يتقاضاه المشرف علي الأبحاث والتي تقدر بـ300جنيه فقط طوال مدة التحضير لرسالة الماجستير, والتي تصل إلي ثلاث سنوات, و400 جنيه لرسالة الدكتوراة التي قد تصل مدتها إلي أربع أو خمس سنوات وهو مبلغ متواضع للغاية وبعد أن تخصم منه الضرائب يصبح لا قيمة له, في الوقت الذي تمنح الجامعات الخاصة مبالغ مجزية لا نطالب بمثلها بل بما يتفق مع الجهد الذي يقوم به المشرف من مراجعة وتوصية ومساعدة الباحث ومتابعته دوريا وتوجيهه وهو مايستقطع جزءا كبيرا من وقته أيضا, فلابد أن يكون المقابل المادي مساويا لهذا المجهود. ثم نأتي إلي المحور الثالث, وهو موضوع البحث حيث يقول د. محمد يوسف لابد أن تركز الأقسام العلمية, والكليات علي الموضوعات التي تهم المجتمع وتساهم في حل مشاكله المختلفة فإن قوة الأبحاث وأهميتها ومرجعية الاهتمام بها والانفاق عليها في أن يكون البحث له قيمة مضافة علي المستوي القومي, فمثلا تهتم الأبحاث الاجتماعية بكيفية مواجهة مشاكل الأطفال المشردين والتفكك الأسري والنواحي النفسية لأفراد المجتمع, والأبحاث الاقتصادية والتجارية تهتم مثلا بمشاكل الشركات المتعثرة والبورصة وهكذا في كل الأبحاث حتي تجد آذانا صاغية واهتماما من قبل المسئولين لدعم البحث العلمي والاهتمام به, فمثلا لو قدم أحد الباحثين حلولا لمشاكل التلوث الناتج عن مصانع يمكن أن تدعمه هذه المصانع وتستفيد من بحثه, كما أننا نفتقد الأبحاث الهندسية التي ترتبط بمشاكل الواقع العلمي مثل مشكلة المرور. ان رسائل الماجستير والدكتوراة والدبلومات لابد أن تخدم قضايا المجتمع أو أهداف القسم أو الكلية, كما يقول د. رشاد عبداللطيف نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب, وبعض الرسائل الحالية تشتمل علي جانب تطبيقي يواجه مشكلات المجتمع, فمثلا نجد الخطة الحالية لكلية الخدمة الاجتماعية تهدف إلي خدمة القضايا الخاصة بمحافظة حلوان الجديدة, سواء من حيث مشكلات العشوائيات, أو المشكلات الخاصة بالعملية التعليمية أو الخاصة بالأحزاب والجمعيات الأهلية وكلية الهندسة تهتم بتطوير المصانع بحيث لاتكون سببا في التلوث, أما كلية الصيدلة فتهتم ببعض الأبحاث عن الاستخدام السييء للأدوية أما كلية الأداب فتعمل علي الظواهر الاجتماعية الموجودة مثل الشغب والتحالفات والتكتلات الطلابية. وبالنسبة لما يقال عن أن هناك بعض الرسائل توضع علي الأرفف, فإن هذا حقيقي فهناك نسبة لايستهان بها من الأبحاث قد لايستفاد منها خاصة إذا كانت غير مرتبطة بقضايا المجتمع.
| |
|