نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته

عدل سابقا من قبل algohiny في 6/2/2009, 1:59 am عدل 1 مرات

معلومات من موقع ويكيبديا
فريدريك فيلهيلم نيتشه (15 أكتوبر ، 1844 - 25 أغسطس، 1900) فيلسوف وشاعر ألماني ، كان من أبرز الممهدين لـ علم النفس، وكان عالم لغويات متميزا. كتب نصوصا وكتبا نقدية حول المبادئ الأخلاقية، والنفعية، و الفلسفة المعاصرة، المادية، المثالية الألمانية، الرومانسية الألمانية، والحداثة عُموماً بلغة ألمانية بارعة. يعد من بين الفلاسفة الأكثر شيوعا وتداولا بين القراء. كثيرا ما تفهم أعماله خطأ على أنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية الفلسفية و العدمية و معاداة السامية و حتى النازية لكنه يرفض هذه المقولات بشدة و يقول بأنه ضد هذه الإتجاهات كلها. في مجال الفلسفة والأدب، يعد نيتشه في أغلب الأحيان إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة. روج لافكار توهم كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني والعدمية، استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل ايديولوجي الفاشية. رفض نيتشه الأفلاطونية والمسيحية والميتافيزيقيا بشكل عام، ودعا إلى تبني قيم جديدة بعيدا عن الكانتية والهيغيلية والفكر الديني والنهلستية. سعى نيتشه إلى تبيان أخطار القيم السائدة عبر الكشف عن آليات عملها عبر التأريخ، كالأخلاق السائدة، والضمير. يعد نيتشه أول من درس الأخلاق دراسة تأريخية مفصلة. قدم نيتشه تصورا مهما عن تشكل الوعي والضمير، فضلا عن إشكالية الموت. كان نيتشه رافضا للتمييز العنصري ومعاداة السامية والأديان ولاسيما المسيحية لكنه رفض أيضا المساواة بشكلها الاشتراكي أو الليبرالي بصورة عامة.

حياته
ولد نيتشه عام 1844 لقس بروتستانتي وعاش حياة مدرسية عادية ومنضبطة تأثر في صغره بقيم الوحدة الألمانية وزعيمها بسمارك ورأى فيه كمالا للشخصية الألمانية. توفي والده وهو في الخامسة عشرة من عمره فعرف انقلابا وجهه إلى التشاؤم واكتشف في نفس الوقت الفيلسوف الألماني شوبنهاور وانغمس في قراءاته كما عشق الموسيقى الكلاسيكية وقام بمحاولات لتأليفها. في الجامعة درس نيتشه الفيلولوجيا وتعلم اللغات القديمة واهتم في سنة التخرج بالمسرح والفلسفة الاغريقية القديمة وبعد تخرجه ومزاولته لتدريس الفلسفة في المعاهد الألمانية بدأت صحته تتدهور. تعرف نيتشه على الموسيقار الألماني الشهير ريشارد فاغنر ورأى فيه تجسيدا للعبقرية وعاش معه فترة رافقه فيها في رحلاته ولكن سرعان ما انقلب نيتشه ضده وكانت القطيعة بينهما هي الشرارة التي أطلقت فكر نيتشه مثل العاصفة على القيم الأروبية اذ رأى في المسيحية انحطاطا وأن النمط الأخلاقي الصائب هو النمط الاغريقي كتب نيتشه في فترة قصيرة العديد من الكتب التي أثارت النقد الشديد وهاجم كل القيم دون استثناء معيدا إلى الفلسفة دورها في اعادة النظر في كل شيء وعدم التسليم بالبديهيات وصاغ فكره في فلسفة ارادة القوة ومنها خرجت فكرة السوبرمان حيث أراد نيتشه تجاوز مرحلة الانسان باعلان موت الالاه ومنه نهاية وصايته. كتب نيتشه في السنوات الأخيرة من حياته أعظم أعماله واكثرها تعقيدا "هكذا تكلم زاردشت".

سيرته الفلسفية
دخل نيتشه عالم الفلسفة عبر الفيلولوجيا (وهي دراسة الكتب التاريخيه في إطارها التاريخي الصحيح من دون ترجمه) ومكنته دراسته الجامعية من تحصيل ثقافة كونية شاملة. كان اهتمامه الاولوي ومهنته هي الكتب الفلسفيه اليونانيه القديمه. وكان الرافد الأساسي لكل ما سيقدمه في التفكير الفلسفي هو الفكر الاغريقي القديم الذي كان بالنسبة اليه مقياس الأشياء والذي رأى من خلاله انحطاط عصره. لقد كان نيتشه اقرب إلى ان يكون اخلاقيا من أن يكون فيلسوفا بالمعنى المعروف في عصره اذ نظر للأخلاق وبحث فيه ولم ينظر للماهيات.

مؤلفاته:
من حياتي - عن الموسيقا - نابليون الثالث كرئيس - القدر والتاريخ - الإرادة الحرة و القدر - هل يستطيع الحسود ان يكون سعيدا حقا - حياتي - الفلسفة في العصر المأساوي الاغريقي - مولد التراجيديا - هو ذا الانسان - المسافر وظله - الفجر - العلم المرح - هكذا تكلم زارادشت - ما وراء الخير والشر - قضية فاغنر - أفول الأصنام - عدو المسيح - نيتشه مقابل فاغنر - إرادة القوة (مجموعة ملاحظات قدمتها أخته، لا تعبر بالضرورة عن رأي نيتشه)

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته Friedrich+Nietzsche

نيتشه.. القدر الأوربي
بقلم: أمينة بريمكو

نقلاً عن موقع إلى أين سورية؟
نيتشه الفيلسوف الوحيد الذي تفلسف بوجوده ، و كانت فلسفته الوجه الآخر لحياته . أليس هو القائل: " اهمل الفلسفة و انظر الى الفيلسوف". كانت أولى مراحل فلسفته فنية تعبق برومانسية شفافة بسبب تأثيره بفاغنر و شوبنهور. حاول بناء جدار من الفصل بين الانسان العادي "التافه" باعتقاده، وبين الانسان النابغة، وتفسير الوجود كظاهرة جمالية تحمل في ذاتها الذوق الفني الرفيع: "لم يعد الانسان فناناً، فهو نفسه عمل فني، والطاقة الفنانة للطبيعة بأكملها تبرز ضمن رعشات السكر، ينتشي بها "الواحد" الأصلي أقصى النشوة".
آمن بالنشوة المستمدة من روح الموسيقى، وبان مصدرها الخلاص من الفردية، والشعور بأبدية الحياة وراء الظواهر المتفرقة، كما استمد من فلسفة شوبنهاور فكرة ان الانسان من خلال الفن يستطيع تفسير كل ما في العالم، وأنه الأساس: يقول في كتابه "هوذا الرجل": "ما كنت أستطيع ان أتحمل أيام شبابي بدون موسيقا فاغنر".

خلاصة المرحلة الأولى تكمن بجزم نيتشه أن الحضارة الأوربية المعاصرة تفتقر الى روح الموسيقا، أو الإحساس الباطني، أو القوة الإرادية التي اعتبرها الأرضية الخصبة للإبداع والخَلق الفني. كان النبوغ يعكس نزعة كونية، ويتخذ صفة العبادة في تلك المرحلة من فلسفته، سنرى فيما يعد بان تلك الصيغة كانت بسيطة، ومبهمة لفكر الإنسان الأعلى، وتمهيد لصيغة الإنسان الأعلى في ذروة فلسفته: انه يمجد قدرات الإنسان على الخلق والإبداع، ويزيح كل ما كان يقف أمام فعالية الإنسان من حواجز: "من كان به الميل إلى الرجال العظام، كان به الميل نفسه إلى النظم الفلسفية، فهي وإن كانت مغلوطة تماماً، إنما تتضمن مع ذلك نقطة لا تدحض ولوناً وصبغة شخصية، وبوسعنا أن ننطلق من هذه النظم إلى صورة مؤلفها*".

في المرحلة الثانية من فلسفته يُصعق العالم بانقلابه الجذري على المرحلة الأولى.
ـأراهن بأن ما من مفكر استطاع أن يهاجم أفكاره ومؤلفاته، لإظهار الحقيقة مثلما فعل نيتشه!! لقد برهن للعالم بأن الحقائق ليست أزلية، خالصة، بل هي وسائل لغاية لا يربطها بالعالم العقلي الخالص، يقول إميل فاكييه: "ما من مفكر أشد إخلاصاً من نيتشه إذ لم يبلغ أحد قبله ما وصل إليه، وهو يسير الأغوار في طلب الحقيقة دون أن يبالي بما يعترض سبيله من مصاعب لأنه ما كان ليرتاع من اصطدامه بالفجائع في قراراتها أو انتهائه إلى لا شيء".

يصافح نيتشه العالم الجديد، ويبين انه ابن عصره، ويطير عبر هلام العلم والتنوير. فهذه المرحلة هي مرحلة وضعية نقدية تأثر فيها بالمنهج العلمي بعد أن تحرر من المؤثرات الرومانتيكية السابقة برفضه صيغ ميتافيزيقا شوبنهاور وتأليه فاغنر للفن، ويبحث عن أسلوب جديد من خلال اعتقاده ان العلم في جوهره نقد الفلسفة والدين والأخلاق والفن، بذلك يقوم بإزاحة الميتافيزيقا عن طريق السيكولوجيا، ويمزق ستارة "المثالية" بمعناه الشامل، وهو ينتقد مقومات الحياة الإنسانية في العصر الحديث: "حيثما تبصرون مثلاً أعلى، لا أرى سوى أشياء إنسانية، أشياء مفرطة في إنسانيتها للأسف".

يقوم نتشه بتعرية القيم الأخلاقية، و يقنع الإنسان بأنه لا يعرف نفسه، وانه الشر. فالخير و الشر في نهاية الأمر هما صدى إيقاع الحياة غريب إزاء ذاته، وعليه أن يقدر الأمور بمعزل عن الخير و في نفوسنا، انه ينزع الأقنعة عن المثاليات و يزود الإنسان بجرعة الشجاعة: شجاعة التهجم على المعتقدات السائدة ليعيد صياغة الإنسان صياغة لم يسبق لفيلسوف أن تداوله على هذا النحو. وذلك بتحرير الإنسان من العنصر فوق الإنساني ليرشده إلى الإنسان الأسمى، الذي يرفض الخضوع للقيم السائدة. لأن الإنسان بنظره لم يعد "ساذجاً" بل يسعى إلى الحيوية في كل شيء. لماذا يكرس هذا الإنسان حياته للعبودية بينما هو يعلم بأعماقه انه يسجد لشيء ابتدعه هو بنفسه؟

بيّن نيتشه هذه الفكرة بلغة ساخرة في إحدى مؤلفاته: "ـإنه وجود الله ذاته كان يغدو مستحيلاً لو لم يكن يوجد أناس حكماءـ هذا ما قاله لوثر، وله الحق في ما قاله. ولكن ـ إن وجود الله كان يغدو أكثر استحالة لو لم يكن يوجد أناس بلهاءـ هذا ما لم يقله صاحبنا لوثر!!!" عندما نحدق بعمق في جوهر فكره: نكتشف أن العقائد بجميع أشكالها وصورها لا تلائم تفكيره. إنه يعترف بنوع من المطلق، ويتجسد هذا المطلق في الحياة الدنيوية، لكنه يحذر الإنسان من الفهم السطحي للمعنى المطلق، فالمطلق لايعني الهمجية والإباحية في علاقات الإنسان بعضهم ببعض: عندما يرفض القيم السائدة ويضعها موضع الشك كي يستطيع تأمّلها بحيادية، ويقرر مدى صلاحيتها.

هذين المقطعين من "النشيد الراقص إلى ريح الشمال" يمثلان روح نيتشه في تلك المرحلة:
"يا ريح الشمال طارد الغيوم
وقاتل الكآبة و كانس السماء
لشدما أحبك أيتها المزمجرة!
ألسنا كلانا
أول مولودين من أحشاء واحدة
وقد اعددنا للمصير الواحد منذ الأزل؟
.....
فلننزع من كل نبتة
زهرة من أجل عزتنا
وورقتين من أجل غار أمجادنا
ولنرقص، شأن الشعراء الجوالين،
بين القديسين والمومسات
رقصة بين العالم والله".

كلما تماهت أنوار نيتشه إلى أرواحنا، شعرنا بقوة الحقيقة وتعطرت مرايا اليقظة الذاتية في المساحات السرية من الأنا الأعلى .
فالمرحلة الأخيرة من فلسفته تتميز بالصفاء والاتزان والاستقلالية. إنها المرحلة الصوفية الغنية بالاستقلالية. إنها المرحلة الصوفية الغنية بالاسترسال الذاتي، فهو يتفلسف بكيانه كله من خلال التحولات التالية: موت الإله، والنزعة العدمية النابعة من هذا الموت وتجاوز الذاتي للوصول إلى العودة الأبدية. في البداية كان لابد أن يرتقي سلم القوة، لتغرق الشفقة إلى أعماق الوضاعة، فالشفقة تبعد الإنسان عن ذاته وغايته اهتمام كل فرد بذاته، لتعود كل مظاهر فاعليته إليه لا إلى الغير.

نضجت فكرة القوة في "زرادشت" أعظم مؤلفاته، وأقواها من حيث القيمة الأدبية. لقد برهن بشدة انه أعظم شعراء عصره، قال: "حينما أقول أن غوته أو شيلر ما كانا ليستطيعا البتة ارتياد القمم التي ارتاداها في هذا الجو من الانفعال، وان دانتي اذا ما قورن بزاراتوسترا صورة باهتة جداً، فهو مجرد مؤمن قبالة رجل خلق بادئ الأمر "حقيقة"، وقبالة فكر يسير العوامل، وقبالة قدر، وحينما أوضح أن شعراء "فيدا" مجرد كهّان ولا يستحقون ان يحلّو رباط حذاء زاراتوسترا، فاني لم أقل بعد شيئاً ولم أعط أية فكرة عن المسافة الفاصلة وعن عزلة الأجواء الصافية التي يعيش فيها نتاجي".

استطاع ان يرمم الهوة العميقة بين المرحلة الأولى والمرحلة الأخيرة، وأعلن أن القوة هي المبدأ الرئيسي لكل نشاط حيوي في الوجود، ويعني بإرادة القوة "قوة العقل" لا "قوة المادة" لأن نيتشه يفضل الفيلسوف على القائد السياسي، وعندما فسر الناس في تلك الفترة "إرادة القوة" بأنها دعوة إلى اتخاذ الحرب كوسيلة حاسمة لحل الخلافات بين البشر، اضطر نيتشه للرد على تلك التفسيرات الخاطئة وقال في "إرادة القوة": "وددت لو كتبته بالفرنسية، حتى لا يبدو عاملاً مؤدياً إلى تقوية أي طموح دولي ألماني."

نسمع خطوات زرادشت وهو يبزغ كوردة شاهقة معطرة بأروع الخيالات الفياضة، والرؤى العظيمة. يستنشق رحيق الأشياء، وهو يمزق تحت ثقل خطواته الواثقة حشائش الذل والصغار. يخرج من عمق الغابة الساجية بعد العزلة التي دامت عشر سنوات، يصل إلى سوق البلدة لينشر تعاليمه: "كل إنسان تعجزون عن تعليمه الطيران علموه على الأقل أن يسرع بالسقوط إنني احب الشجعان، وما يقنع إعجابي فيهم بإحكامهم ضرب السيف، إذ عليهم أيضاً أن يمهروا في اختيار من يضربون".

عندما خاطب زرادشت تلاميذه وأعلمهم بموت الإله، فنيتشه بذلك هاجم صيغة من صيغ الانطولوجيا، ونستطيع ان نتوصل بأن حقده وحربه على المسيحية نابعة عن فكرة الوجود التي طرأ عليها تحول جديد. إذاً نتشه لا يحارب "اله الفلاسفة" زرادشت يسأل الناسك: "أممكن ذلك ؟ ألم يعلم هذا القديس الشيخ في غابته إذن ان الإله قد مات ؟؟"

مع إطلاق زرادشت هذه الحقيقة كالصاعقة تشرق النفس، وترتقي إلى سماء الأنا العليا. هكذا يأتي دور الإنسان بكل إمكانياته بعيداً عن أوهام السماء والمثاليات ، وتتفسح شلالات المعرفة، وتزهر حواس زارا الداخلية، ليسكب سلوى الخلق في كهف الذات الإنسانية، وتنضج ثمرة الإنسان الأعلى: "أستحلفكم يا إخوتي أن تظلوا مخلصين للأرض، ولا تصدقوا الذين يحدثونكم عن آمال تتجاوز الأرض، إنهم يسممون الأفكار، سواء يدرون بذلك أولا يدرون"

عندما بشر زارا الناس في السوق بعقيدته حيث قام بفتح نوافذهم الداخلية ليفهموا معنى الإنسان المجاوز: فهو بذلك خاطب العامة، وعندما يحدث عن موت الإله خاطب تلاميذه، أما عندما عاد إلى كهفه في الجبل حينه يقول نيتشه عن زارا في كتابه "هوذا الإنسان": "سوف أروي الآن قصة زرادشت. إن فكرة الكتاب الأساسية القائلة بالعودة الأزلية ـ وهي أرفع صيغة إقرار بلغها إنسان قط- إلى شهر تموز في عام 1881".

وهذه المقولة تدل على الأهمية القصوى لهذه الفكرة عند نيتشه، "العودة الأزلية" هي النقطة الحاسمة لفكرة، وخلاصة هذه الفكرة: أن العالم لا بداية ولانهاية، وأن أحداثه تتكرر على شكل دورات لانهائية أساسها وجود طاقة كونية، غير أن تشكلانها غير محدودة، والفكرة مأخوذة عن تصور اليونانيين للعالم من خلال تقديسهم للأرض والإنسان. فالثعبان الذي يرافق زارا يرمز إلى الأبدية في دورانها والتفافها وعودها إلى حيث بدأت، بينما كان النسر يرمز إلى الفكرة الرئيسية الأخرى فكرة إرادة القوة: "سأعود مع هذه الشمس، وهذه الأرض، وهذا النسر، وهذا الثعبان، لا إلى حياة جديدة، أو حياة تقرب من هذه. سأعود أبداً إلى نفس هذه الحياة، في كل صغيرة وكبيرة، لكي أدعو مرة أخرى إلى العود الأبدي لكل الأشياء".

فالعود الأبدي يبشر بخلود الحياة بكل لحظاتها، ويلغي فكرة الموت، فكل موت نسبي، ووراء كل موت حياة وحب المصير، الموت هو امتداد للحياة، هكذا يزول الشعور بالخوف تجاه فكرة الفناء، وتزداد محبة الإنسان للحياة، وإيمانه بالآلية، لأنه سيظل يسلك على أفضل نحوٍ مراتٍ لا متناهية، ومصير الإنسان يشبه مصير سيزيف.

بعد أن توج نيتشه فلسفته بالعود الأزلي، وبنى للإنسان أعلى برج للقناعة الذاتية، من خلال حب الحياة الأرضية، والإخلاص لكل ما هو دنيوي، يبدأ برفع أردانه، ويمسك بفأس الرفض، ويحطم قلاع التراث الغربي بشن هجوم كاسح ضد الإنسان في وضعه الراهن، لأول وهلة نستعيد لمحة من المرحلة الأولى "إنساني، مفرط في إنسانيته" لكن هذه الاستعادة تعود بأسلوب متطور جدا ًوراقي من خلال نقد الفلسفة والدين والأخلاق: :"لقد اكتشفت شيئاً فشيئاً ان كل فلسفة عظيمة كانت حتى يومنا هذا اعترافا لمؤلفها، وإنها تشكل مذكراته سواء أراد ذلك أو لاحظه أم لا! وعرفت كذلك ان المقاصد "الأخلاقية" أو "اللاأخلاقية" تشكل في كل فلسفة البذرة الحقيقية التي تنبت النبتة بكاملها".

أما عندما طالت مطرقة نيتشه الديانة المسيحية بشكل عنيف وشرير من خلال كتابه "المسيح الدجال" كان قد وصل إلى أعلى مرتبة فكرية ولم يعد هناك هدف آخر، فهو مَن اكتشف كل النقاط المظلمة التي تظلل وشاح الرؤية الثاقبة للحياة والعالم برمته. أراد أن يبين من خلال محاربته للمسيحية بأنه يحارب كل الأديان السماوية لأنه مؤمن منذ البداية بموت الإله. ففكرة "الإله" بنظره تمثل ابتزاز في الحياة وأعظم المخاطر الإنسانية.الإله بنظر نتشه علم وجود محدد يبرز في الوقت ذاته كصيغة أخلاقية معادية للحياة: أريد أن أسطر على جميع الحيطان ـ، فلدي حروف يبصرها حتى العميان.. إني أدعو المسيحية الكارثة الكبرى الوحيدة والفساد الداخلي الكبير الوحيد والغريزة الكبرى الحاقدة التي لا تجد وسيلة يكفي سمها والتواؤها ووضاعتها ـ إني أدعوها وصمة الإنسانية الوحيدة والأبدية..."

ترى هل نستطيع أن نتجرد من الإحساس المقدس الذي ينتابنا عندما نقف في بقعة صامتة معتمة بينما الأضواء الباهرة تلامس الحقائق المحزنة في تطلعاتنا السرية البعيدة المدى:
ـ كيف لا يكون نيتشه قدراً وهو الذي سار باتجاه اللامعقول وهو الدرب المناقض لما سار عليه الفكر الغربي طوال قرون عديدة؟؟!!
-هل فعل ذلك لأنه زعيم المغامرين للدرجة التي توصله لتحطيم كل الأصنام التي ترمز للمقدسات؟
أم أن نيتشه كان يدرك منذ البداية، بأنه قدر أوروبي، يعبر عن تجربة جديدة في الوجود؟؟
لكن وجوده ضرورة تاريخية، وهذا ما لمسناه من خلال مؤلفاته.
عاش كالقدر وأحب كل ما أصابه وساقه إلى القدر من خلال فكره الحادّ، وعزلته المريعة، وسقوطه في فوهة الجنون، ليمثل المنعطف الشاحب للقدر.

حمــل أهـم مؤلفات نيتشه
(أضف رداً حتى تظهر لك الروابط)

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 156030

هكذا تكلم زرادشت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 81335

ما وراء الخير والشر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 120777

هذا هو الإنسان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 88349

أفـول الأصنام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 88881

العلم الجذل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 130186

عدو المسيح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الفلسفة في العصر المأساوي الأغريقي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كتب عن نيتشه وفلسفته
(أضف رداً لتظهر لك الروابط)

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 3304

نيتشه - للدكتور عبد الرحمن بدوى

نيتشه .. نبذه عن حياته .. وأهم مؤلفاته 36753

نيتشه .. لجيل دولوز

نيتشه مفتتاً .. لبيير بورديو

أقدم لك نيتشه .. لورانس جين وكيتى شين

محاولة جديدة لقراءة فريدريش نيتشه .. صفاء جعفر

merci beaucoup

شكرا

مشكوووووووور

merci

merci

مشكووووووووووووور

موضوع: هكذ تكلم نئتشه 3/6/2010, 10:27 am

فرغلى هارون كتب:: حمــل أهـم مؤلفات نيتشه
(أضف رداً حتى تظهر لك الروابط)

هكذا تكلم زرادشت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ما وراء الخير والشر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

هذا هو الإنسان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أفـول الأصنام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

العلم الجذل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عدو المسيح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الفلسفة في العصر المأساوي الأغريقي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

موضوع: نيتشه 22/6/2010, 4:57 pm

شكرا على هذا الكم من الكتب عن نيتشه فقد ساعدونى كثيرا

شكرا

جزاك الله خيرا

مشكوووووووووووووررررر جدا جدا

نحن والتراث قراءات معاصرة فى تراثنا الفلسفى
الدكتور محمد عابد الجابرى

thanksssssssssssssssssssssssss

شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

جزاك الله خيرا على هذا المجهد

موضوع: شكرا 16/7/2012, 2:09 pm

كتب نيتشه مهمة وأشككم لاتاحة الفرصة لي كي أطلع على أعماله

» مؤلفات ودروس الدكتور عبد الكريم بكار
» مالك بن نبى حياته وفكره
» "مالك بن نبي" مفكر جزائري قضى حياته مجاهدا من أجل حضارة عربية خالدة