ليس انتصارا للماركسية ولا دفاعا عنها كمذهب ، لكن أود أن أوضح نقطة مهمة لفكر ماكس الذي ربما قد قيل عنه الكثير الذي لم يقله في معالجته للدين خاصة مقولته المشهورة الدين "أفيون الشعوب" ، لا ننسى ما قال في نبينا محمد كلاما رائعا إن صح عنه هذه المقولة ، "هذا النبي" محمد "افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة ، حري أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة ، وبما أن هذه التعاليم التي قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكما من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير".
" إن محمدا أعظم عظماء العالم ، والدين الذي جاء به أكمل الأديان" ، لكن ألا يبدوا هذا تناقض بين الموقفين في شخص واحد؟؟ ، الإجابة ليس هناك أي تناقض ....! سنستعمل منهج ماكس ذاته في توضيح هذه النقطة المهمة ، أول انطلق ماركس في مشروعه قلب جدلية هيجل من فلسفة التأمل spéculative إلى فلسفة الفعل و تخليص جدلية هيجل من صوفيتها و جعلها تسير على قدميها
« Je suis disciple de Hegel… toutefois j’ai pris la liberté d’adopter envers mon maitre une attitude critique et de lui faire subir un changement profond »
لذلك بدا ماركس في نقد الديانة السائدة في عصره باعتبارها الكابح الأول لأي فعل ثوري و نشير إن نقده يختلف على النقد الذي قام به معاصر فيور باخ في نقده للدين بل تجاوزه ماركس إلى النقد السياسي للدين لأنه السلاح السياسي للتحالف القديسي الذي يسخر كامل مساعيه ضد تحرر الشعوب المقهورة و المستعبدة من طرف البورجوازية و الإقطاعية الغابية يقول ماركس في كتابه الكبير "رأس المال " هذه العباءة الأساطيرية التي يختبئ تحتها الأديان المتحالفة مع الدولة ...و نخص بالذكر الديانة المسيحية تحديدا "
انتهى كلام ماركس ، فقد نقد المسيحية المهيمنة آنذاك ،
إن ما يهما في هذه المعالجة هي المنهج الاستكشافي لماركس و طريقة و نظرته لمشاكل عصره التي حاول ليس تقديم اجابات كلامية مجردة بل حاول تغييرها
"Les philosophes n'ont fait qu'interpréter diversement le monde, il s'agit maintenant de le transformer."
Karl Marx - 1818-1883 - Thèse sur Feuerbach
إن الفلاسفة لم يفعلوا سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم هو تغيير العالم