إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيكولوجية البكاء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

سيكولوجية البكاء Empty
مُساهمةموضوع: سيكولوجية البكاء   سيكولوجية البكاء Empty8/5/2008, 10:06 pm

[size=12][font=Arial]البكاء خبرة سيكولوجية يمر بها كل إنسان فى مختلف مراحل حياته، صغيراً كان أو كبيراً، ذكراً كان أو أنثى، غنياً كان أو فقيراً، ورغم شيوع خبرة البكاء لدى جميع الناس، إلا أن الملاحظ أن الدراسات التى أجريت على البكاء، أو الكتابات التى أثيرت حوله، قليلة جداً وأغلب الظن أن مرجع ذلك إنما لكون البكاء خبرة سيكولوجية مؤلمة، والإنسان عادة ما يبتعد عما يؤلمه سواء بقصد أو دون قصد، فلا الكتاب يريدون أن يكتبوا عن البكاء، ولا القراء يقبلون على القراءة عنه !!.
والحقيقة التى لا شك فيها أن البكاء آية من آيات الله عز وجل فى النفس الإنسانية، مثله تماماً مثل الحياة والموت والخلق، فهو القائل سبحانه: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى {43} وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا {44} وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى {45}) النجم: 43-45، فهو سبحانه الذى خلق البكاء وسبب دواعيه، وجعله ظاهرة نفسية عامة ومشتركة لدى جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم ومذاهبهم وبيئاتهم، فالبكاء لغة عالمية لا تختلف باختلاف الألسن أو الثقافات أو البيئات، فالجميع يبكون بنفس الطريقة ولنفس الأسباب غالباً.
* المرأة أكثر بكاءاً من الرجل *
يؤكد العلم الحديث أن المرأة أكثر بكاء من الرجل بسبب زيادة عدد الغدد الدمعية لديها وغزارة إفرازاتها عن الرجل، والحقيقة أن الدموع تاج على رأس المرأة لا يعرفه إلا الرجل، فالمرأة عندما تبكى فإنها تخفف من توترها العصبى وترتاح بدموعها، ولذلك فالدموع لها نعمة، أما الرجل فإنه لا يعرف كيف يبكى، فالتربية الشرقية تزرع بداخله منذ الطفولة أن الدموع للنساء وأنها ضعف وعيب يجب أن يخجل منه، ولذلك فالرجل يغلى من الداخل تماماً كإناء يغلى ويتبخر ويحتبس بخاره بداخله، أما الغليان داخل المرأة فيتحول إلى قطرات دموع تنفس بها عما بداخلها من غليان، لذلك تنفجر المرأة بالدموع، ولكن الرجل ينفجر فقط !!، وقد يموت الرجل من هَمٍّ واحد ينفجر بداخله، ولا تموت المرأة من عشرات الهموم، لأنها تبكى فتريح أعصابها أولاً بأول، لذلك يقول بعض الفلاسفة أن المرأة أطول عمراً من الرجل لأنها أكثر منه بكاء وأغزر دمعاً.
فالبكاء نوع من التفريغ والتفريج النفسى الذى يريح أعصاب المرأة ويجعلها أصح وأسلم من الرجل الذى أعتاد ألا يبكى – بحكم التربية – وهى غلطة تربوية كبيرة، فيجب أن نترك الطفل يبكى ففى ذلك تخفيف من توتره العصبى، فالبكاء سلوك صحى وعلاج سريع لأغلب المتاعب النفسية.
وهناك مثال يسوقه د. عبد العزيز القوصى فى كتابه (مشكلات وصور نفسية) لشاب كان والده قد نفخ فيه منذ صغره أنه رجل وأن البكاء من صفات النساء والأطفال لا من صفات الرجال، فنشأ متعوداً أن يكبت مشاعره، فهو يشعر بأنه يريد أن يبكى فى بعض المواقف إلا أنه لا يستطيع، فيؤدى به ذلك إلى الضيق الشديد وإلى أزمات نفسية طاحنة، فكان إذا جلس إليه يحمله على البكاء لأن البكاء هنا بمثابة تفريغ لما عنده من ضغط، ولهذا فهو يريحه حيث يخفف عنه بعض ما يعتريه من توتر، ويصرف جزءاً مما عنده من شحنات انفعالية.
* لماذا نبكى ؟ *
يرتبط البكاء غالباً بالضعف، فهما متلازمان سواء كان الضعف مرضاً أو وفاة عزيز أو أزمة أو غير ذلك، لأن البكاء فى أصله استغاثة، فالصغير عندما يبكى ويرتفع صوته ويجهش فإنه يستغيث، وينجح فى أن يحرك فى الأم كل عواطف الأمومة فتهرع لحمايته، ويقول علماء النفس أن صرخة الطفل تفتح قلب الأم، فمن فضل الله علينا أن جعلنا نبكى حتى نحصل على الحماية والرعاية والعطف، وقد دلت الدراسات النفسية على أن الطفل فى سن الثالثة يبكى فى حضور أمه أكثر مما يبكى إذا كان بمفرده، بل أن كثيراً من الأطفال يكونون هادئين فإذا ظهرت الأم بدأوا يبكون، وهذا معناه أن البكاء له وظيفة فإذا انقطعت صلة البكاء بوظيفته انقطع البكاء، فالمقصود بالبكاء تحريك الآخرين، فإذا كان الآخرون غير موجودين فإن البكاء يفقد وظيفته ويختفى.
والإنسان عندما يبكى فإنه يعبر عن ضعفه واحتياجه إلى الأمان والراحة، فلا يجد غير الدموع تنفيساً عما يعانيه من ألم نفسى وضغوط عصبية، لذلك وضع قدماء المصريين تقاليد الجنائز عند الوفاة حيث يجتمع الناس ويبكون ويستبكون ويحمس بعضهم بعضاً، وبذلك تكون الجنائز فرصة لتفريغ شحنات انفعالية عند الكثيرين، ولا زال بعضاً من ذلك سائداً فى كثير من المجتمعات العربية حتى الآن خاصة بين النساء.
وبكاء الشخص عند وفاة عزيز عليه نوع من الضعف واليأس، ومعناه انعدام القدرة على عمل ما ينقذ الموقف وغرضه اللاشعورى استدرار عطف الآخرين، فقريب المتوفى مثلاً يكون متأثراً وحزيناً دون أن يبكى عادة وهو بمفرده، فإذا ألتقى مع قريب آخر أو صديق بكى الاثنان معاً، فالبكاء يظهر عادة بالالتقاء الذى يصحبه التجاوب بين الأشخاص، فنحن عندما نرى الآخرين يبكون يتولانا ميل إلى البكاء ونبكى فى الغالب بالفعل، وهكذا تصطخب الجنائز بالبكاء، ولهذا يجتمع الناس للبكاء، ولو أنهم يقولون عادة أن كلاً يبكى على حاله أو مأساته الخاصة.
يتبع .......


عدل سابقا من قبل فرغلى هارون في 26/2/2012, 11:41 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
منار الدمشاوى
ضــيف




انثى عدد الرسائل : 4
العمر : 39
التخصص : طالبة ماجستير
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

سيكولوجية البكاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيكولوجية البكاء   سيكولوجية البكاء Empty19/5/2008, 5:06 pm

السلام عليكم
فعلا يا أ. فرغلى البكاء ظاهرة سيكولوجية وفعلا يهرب منه ويبتعد الكتاب والقراء هذه حقيقة فكل منا لن تجذبه حقا دراسة او قصة او مقالة فى عنوانها كلمة بكاء- كل منا عنده ما يكفيه - ولكن من الرائع حديثك العلمى عنه وفعلا تجد النساء نظرا لتكوينهم البيولوجى الذى خلقهم الله به اكثر عرضة للبكاء واستعمال البكاء ايضا من الرجال وخصوصا فى مجتمعنا الشرقى كما ذكرت , الا انى اردت المداخلة هنا لأن هناك ظاهرة قد تكون بين الرجال الاصغر فى السن حاليا الا انها اصبحت منتشرة فتجد الشاب الان لا يخشى البكاء من قلة حيلته نظرا لتعاظمها عليه فلقد أصبحت الحالة الاجتماعية والاقتصادية فى مجتمعنا الان وخصوصا للشاب اكثر حدة وهذا لا يمنع الاناث ايضا من اللجوء للبكاء ولكن اذا نظرنا لظروفنا الاقتصادية ومجتمعنا الشرقى الذى يحتم على الشاب وليكن مثلا لكى يرتبط ويتزوج فهو يجب ان يكون على درجة من العلم والمال تؤهله لأن يقبل فى أى اسرة , واذا كان مجتمعنا الان يعانى من نقص الحاجات الاولية من مأكل وملبس ومأوى - رغيف العيش, أزمة السكن,....... . فتجد الشاب تعالت عليه مصاريف تعليمه وعيشه وبالطبع تكوين حياة جديدة خاصة به فأصبحت هناك ظاهرة عجيبة أن الشباب يبكون من عجز حالتهم ولا ينظرون أو يبالون بالمجتمع الشرقى وما الذى سيقال عنه ببكاءه . اعتقد ان حتى البكاء اصبح مرتبط بظروف المجتمع الذى نعيش فيه فلا يفرق بين رجل وامرأة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيكولوجية البكاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيكولوجية البكاء
» من صور البكاء
» الثقة بالنفس وسيكولوجية البكاء د. فرغلي هارون
» سيكولوجية الطفولة
» سيكولوجية الذكاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: