إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ضيافة الرفاق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطائر التائه
عضو نشيط




ذكر عدد الرسائل : 90
العمر : 35
التخصص : الفلسفة
الدولة : العراق
تاريخ التسجيل : 26/02/2010

في ضيافة الرفاق Empty
مُساهمةموضوع: في ضيافة الرفاق   في ضيافة الرفاق Empty18/3/2012, 11:58 pm

في ضيافة الرفاق
ما أجمل إحساس الصداقة ؛ وما أطيب الجلوس رفقة الأحباب في لحمة تربط الماضي بالحاضر موجهة بوصلة المستقبل ؛ وما أعذب الإستماع إلى تجارب الطفولة الصديقة وهي تحاول أن تسبح في بحر السعادة في محيط يتخبط على إيقاعات الفوضى العارمة؛ أي فضاء لا يرتاح فيه إلا من يمتلك قاعدة الإندماج ؛ ويشاطر رواده خصائص سيكولوجية الإنسان المقهور ؛ وجود مطمور يفتقد للغة التعبيرعن وضعه....لكن تفصح عن خباياه أجزاءه المتناثرة :" أحذية مبعثرة؛ مواد استهلاكية مختلطة؛ أواني للطبخ...محيط لا لا حدود فيه؛ ولا خطوط فاصلة بين أجزاءه.... بحيث يمكن أن نجعل من صالة النوم "كوزينة" ومن صالة الإستقبال "فضاء لنشر الملابس" حالة فوضى واضطراب وتداخل وظيفي على مستوى البرمجة الداخلية للمنزل...مكان تنقصه القدرة اللغوية للصراخ.. والتعبير عن المقاومة والمعارضة....لكن رغم ذلك فهو فضاء مريح بالنسبة لأمثالي من الباحثين عن موطن للتسكع والاستمتاع رفقة جماعة من عالم الاضطراب والأنوميا...
حياة الفكاهة والهزل والضحك المتواصل...على إيقاعات نكت تجعل من الفقيه...والسوسي...والبركاني...والجبلي صفحة للدردشة المباشرة؛ إذ ترتفع أصوات ضحكاتنا وكأننا نستمع إلى أحداث واقعية تشفي غليلنا من قسوة الحياة؛ نرتمي في عالم النكتة والخيال رغم أننا ندري أنه مجرد كلام لا واقع ولا أساس له...تتوالد القصص والنكت في مخيلتنا وتتسارع معلنة عن رغبتها في الحضور لتأثيث وإدخال البسمة إلى عالمنا السفلي؛ -عالم شبيه بمعسكرات الإبادة في أفلام هولييود- ونحن ننتظر في لهف إعداد مائدة الطعام المتواضعة ؛ وذلك بعد سفر طويل –للوبيا- إثر مرورها أمام عساكر "التنقية الجينية" وبعد حمام دافئ وجهها نحو الإنتفاخ ؛ كتب القادوري إعلانا على الحائط مكتوب بخط أزرق وبلغة مهلهلة في رسالة مشفرة عنوانها " دير اللوبيا على البوطة كما هي" أي بدون أن تظيف أي شيء؛ فهي وجبة جاهزة لا تنقصها إلا درجة الحرارة الزائدة حتى ننتقل بها من النيئ إلى المطبوخ على الشاكلة التي نظر بها الأنثروبولوجي كلود ليفي ستروس للثقافة.
دخل العرباوي وهو ينظر باستغراب إلى الإعلان كاشفا عن البرنامج المسائي لهذا اليوم؛ توجه إلي في حسرة تخفيها معالم ابتسامة مرسومة على الشفاه وقال موضحا: هذه إحدى قنوات التواصل الاجتماعي بيننا نحن ضباط هذا المعسكر نترك رسائل لبعضنا البعض حتى نحقق المناوبة على مستوى إعداد وتهيئ الطعام ؛ وكذا غسل الأواني؛ وهذه فرصة لك أخي محمد حتى تكتشف عالمنا السفلي نحن معشر العزاب "الرواصية" أو اقطاب دائرة "التزوفيرة".........وهو يعرف حق المعرفة أنني أحد أبطال هذه العصابة الأدمية التي يخشاها أفراد المجتمع وكأنها كائنات من قارة غريبة تفشي السموم ؛ وتمرض كل من فتح لها أبواب صداقته..زوفري..زرواصي....عروبي....جبلي...أي باختصار مجرم خطير ينبغي معاقبته وإقصاؤه...ألا يكفي حكم القدر عليه؟ ألم تشفي هذه الوضعية غليل الحاقدين عليه؟ لكن رغم ذلك يرسم القادري وأصدقاءه على محياهم بسمة أمل متواصلة غير مبالين بما يحيط بهم من اضطراب وفوضى...إذ أنهم في لحظة مؤقتة وفي خط فاصل سرعان ما سيختفي وسيتناثر في قمامة الماضي؛ فلهم الأمل بأن يعيشوا برجوازيين في الوقت الإضافي" بدل الضائع" من الحياة؛ حتى وإن كانوا لا يستوعبون ما المقصود بالبرجوازية؟ فالمهم أنهم يسمعون عنها عبارات التوقير والاحترام؛ حتى إنهم يغيبونها من دائرة النكت التي يستمتعون بها وكأنها أملهم المنشود الذي لا ينبغي تلطيخه... فما المانع لذلكح إذ لا شيء في الحياة يستحق المعاناة ؛ كل شيء ممكن فلماذا لا نحاول إذن؟ كيف؟....أين؟...ومتى؟ نتداول الكلمات ونتفاعل من خلال العبارات وتتسارع الأسئلة ..فنستسلم للنوم راسمين على شفاهنا إبت سامة ساخرة من واقعنا المخزي.
نسافر في عالم الأحلام فنتمنى بأن تصبح حقيقة؛ أي لماذا لا تكون حقيقتنا أحلام؟ وأحلامنا حقيقة؟ رن جرس الهاتف ونحن لم نشبع بعد حاجتنا الملحاحة في حياة الحلم المؤقت...اقترب وقت العمل....استفاق الجميع...وبقي إدريس يعانق دفئ الفراش الذي يذكره بلحظة البداية ؛ حيث الظلام؛ والدفئ؛ والراحة؛ والطمأنينة؛ في مرحلة جنينية كانت فيها رغباته مستجابة؛ قصة لعب فيها دور البطولة وتفوق.
يستمع إدريس إلى حوار أصدقاءه وهو يتداولون بشأن نوعية الفطور الذي ينبغي إعداده؛ كلف العرباوي بالسخرة فخرج من المنزل وهو يعيد سيناريو سنة بكاملها لا جديد فيها...بيضة- فورماجة...وخبزة وجبة كافية لإلغاء علبة البطن الصوتية وإسكات عصافيرها عن التغريد في هذا الصباح الحار.....حياة للفوضى رفقة شخصيات من زمن الرفاق لا يواجهون السلطة لكن يناضلون ضد الحياة فكم يستحقون من تحية لأنهم فقط صورة مصغرة تعكس حياة البقية
محمد الجلالي طنجة في16-03-2012
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ضيافة الرفاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: