الثوار والدين والمتدينون
الذين جاهدوا سلميا ضد الظلم و الفساد يوم عيد الشرطة ( 25 يناير) وطالبوا بالحرية والعدالة الاجتماعية هم مجموعة من الشباب الذين أطلق عليهم لاحقا مسمى ( شباب الفيس بوك ) ، تكالب على هؤلاء أجهزة النظام الأمنية الباطشة وكل مؤسساته ومسئوليه ومنتفعيه و بلطجيتة وهذا أمر لاغرابة فيه ، ولكن مايدعو للتعجب هو موقف ( علماء الدين ) و خطباء المساجد الذين يتبعهم الناس باعتبارهم ممثلى التدين الصحيح وأخص بالذكر تلك المواقف المضادة الموثقة قبل الثورة وأثنائها من شيخ الازهر و محمود المصرى ومصطفى العدوى و محمد حسين يعقوب ومحمد حسان الذى تدارك موقفه بعد تغير الظروف . تلك المواقف الغريبة من أناس هم أشهرمن يتحدثون فى أمور الدين ، وقد يعتبرهم العامة متحدثين ياسم المتدينين ، فهل كانت مواقفهم منطلقة من ديننا ؟
الاصلاح والعدل و الحرية التى خرج من أجلها هؤلاء الشباب و لسوء حظ الشيوخ هى من القيم الاساسية التى تقوم عليها شريعتنا ، وبغير خطب حماسية وبغير الهاء فى قصص تراثية يستطيع أى مسلم بسيط بقى على فطرته أن يرى فى كل صفحة من صفحات كتاب ربنا سبحانه وتعالى تأكيدا جليا على فريضة أو أكثر من تلك الفرائض التى غيبت عن عمد ، فعلى سبيل المثال لقد تكررت مادة ( صلح ) بكافة صيغها ومشتقاتها(169) مرة ، أما العدل والحق والقسط فقد وردت ( 270 ) مرة ، أما عن الحرية فأى مسلم بقى على فطرته يدرك أن ( لااله الا الله ) تعنى الحرية وضد الاستبداد ويكفى مخاطبة القران لرسول الله نفسه :
(فذكر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر) (الغاشية: 21 ـ 22).
(وما أنت عليهم بجبار) (ق: 45).
﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ) (الزمر: 41 )
﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (يونس: 99 ) .
هذا هو الفارق بين ديننا وتديننا ، بتلك العظمة أرسى ديننا قيما تتطابق مع تمنيات أى صاحب فطرة نقية ، أما تديننا فقد ذهب بنا الى حيث نقاوم القيم الاساسية فى ديننا ، لو سلك المتدينون الطريق الصحيح الى الدين لكانوا هم أولى الناس بالجهاد من أجل الاصلاح والحرية والعدالة .
يسرى عبد السلام
منقول من منتدى اعلان نظام الثورة على الرابط http://e3lanelthawra.own0.com/