مالك بن نبي رحمه لله الذي وقف له الجميع و الذي قال كلمته الشهيرة في مؤتمر الجامعة الاسلامية بام درمان بالسودان سنة1968 بعد انتكاسة 1967 ان الأسلحة التي حاربنا بها في حرب 1967 لم تأب الا ان تطيع الأيادي التي صنعتها
يقول بن نبي رحمه لله ان مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية و لايمكن لأي شعب أن يفهم او يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته الى الأحداث الأنسانية و يتعمق الى الأحداث الأنسانية و يفهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها ، والحضارة ليست مجرد تكديس للأشياء المادية و المقصود بالأحداث الانسانية الفرد اي ان لله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم فأزمتنا هي في الأشخاص نحن و الأشياء و الأفكار وعندما يختل التوازن بين العناصر الثلاثة تنعدم النهضة فليس من الضروري و لا من الممكن أن يكون لمجتمع فقير المليارات من الذهب كي ينهض ، وانما ينهض بالرصيد الذي لا يستطيع الدهر أن ينقص من قيمته شيئا ، الرصيد الذي وضعته العناية الالهية بين يدي الانسان :الانسان ،التراب ،الوقت فالثورة لا ترتجل انما اطراد طويل ، يحتوي ما قبل الثورة، و أثناء الثورة، وبعد الثورة و المراحل الثلاث لا تجتمع فيه بمجرد اضافة زمنية ، بل تمثل فيه نموا عضويا و تطور تاريخيا مستمرا ، واذا حدث فيه أي خلل في هذا الهيكل فقد تكون النتيجة مخيبة للآمال فالورة قد تتغيير الى لاثورة بل قد تصبح ضد الثورة