لاأظن أنه من المأمون أن ننسب حالة الثورات العربية إلى أي بلد مهما كانت تجربته هي الأنجح, و مهما كان سباقاً في هذا الطريق. هذه الحالة ليست خلقاً تونسياً ولا مصرياً, بل إنها نتيجة عقود من القمع والفساد والتهميش والبطالة والفقر وغيرها من المشكلات التي رافقت معظم الدول العربية منذ ولادتها المشوهة إن جزئياً أو كلياً, والتي صدف أن تقاطعت في لحظة تاريخية مع ظاهرة العولمة والفضاء المفتوح نسبياً, إننا أمام حالة من الحتمية الاجتماعية التي يفرضها تقاطع مجموعة كبيرة من المؤثرات لتنتج مثل هذا الحراك الاجتماعي السياسي.
وإن كان لكل شعب أن يفخر بما أنجر -وذلك أمر طبيعي- فإنني أذكر كل اولئك المعتدين بأننا -كمجتمعات عربية- لازلنا نحاول اللحاق بالعالم ولم نسبقه بعدarrow: , فإسقاط النظم العصاباتية االتي المسيطرة ليست سوى الخطوة الأولى في الطريق الطويل لبناء المجتمع المدني و مجتمع الرفاه الاقتصادي والعبرة في النهاية.