يونس عاشور
ضــيف
عدد الرسائل : 5 العمر : 52 التخصص : باحث في القضايا السوسيولوجيه الدولة : السعوديه تاريخ التسجيل : 20/12/2010
| موضوع: أهمية الثقافة في حياة الفرد. 27/12/2010, 6:41 pm | |
| أهمية الثقافة في حياة الفرد .
يونس عاشور*
من المعلوم أن للثقافة دورها وتأثيرها البالغ في سيرورة إيلاء التوجيهات والاتجاهات العقلانية للفرد فهي تساعد على إعطاء صورة قيمية للواقع الحياتي المعاش بل قد تعكس أيضا صورة انطباعية وايجابية عن أي فرد أو مجتمع يتحلى بها او ينهجها. من هذا المنطلق يقتضي على الإنسان أن يولي اهتماماً بالغاً إزاء عملية التكميم والتحصيل الثقافي لا سيما في خضم الحياة المعاصرة فقد أصبحت للثقافة أهميتها ومدى فاعليتها وجدوى غائيتها البعدية التي تتجلى في الكل التركيبي الديناميكي المعقد الذي يشتمل على المعارف والأفكار أو العادات والمعتقدات أو القوانين والأخلاق والتقاليد والفلسفة والفنون والأديان التي اكتسبها الإنسان من مجتمعه بوصفه عضواً فيه . ومن خلال ذلك نستطيع أن نقوم بعملية تكوين وإنتاج وبلورة ما نريد توظيفه من مفاهيم ومضامين ثقافية تتناسق وتتسق مع ما نواجه أو نقابل في حياتنا المعاصرة وهنا تكمن ايضاً أهميتها وفائدتها ووظيفتها في كيفية تفعيل الحلول المواتية لكافة المعضلات والمشكلات الحياتية، وإذا كان الأمر كذلك فعلينا الدأب في عملية التحصيل كما ذكرناه، لأن الإنسان إذا كانت لديه ثقافة تكاملية بحيث يلم شتات المستويات والمعطيات من أفكار ومعارف ورؤى حينئذ يستطيع رسم لنفسه طرائق تساعده على معرفة التخلص من المتاعب والمصاعب التي ربما يواجهها أو يصادفها ضمن حياته بل ومن خلال صيرورة ثقافية عقلانية Rationnelle culturelle devient تكاملية يستطيع الإنسان ان يموضع ذاته ويفرض على الآخرين احترامه لان الإنسان في هذه الحياة أنما يقاس بعقله وبعلمه أي بمدى ثقافته وفكره ومدى اتساع أفقه واطلاعه على النظرة الموضوعية لما يجرى في أروقة الحياة. فنحن إذا أوجدنا العوامل الأساسية آنئذ نستطيع إعطاء صورة قيمية عن أنفسنا وربما نحن نلمس هذا الواقع من قبل المثقفين والمفكرين والباحثين كيف أنهم ينالون القسط الأوفر في كيفية التقدير والاحترام والتبجيل ومن منطلق ذلك يكون التكوين المركزي لذاتية الذات المفكرة (Res Cogitaus ) بحيث ينظر إليها نظرة إعلائية ليست كأي نظرة عاديه كل ذلك بسبب ما استقى واستمد من معارف وعلوم .... الخ. أن المثقف النخبوي دائماً ما تنحو الأنظار إليه ولعلك أخي العزيز حينما تنتابك مشكلة ما في حياتك فانك دائماً ما تتجه إلى من لديه ثقافةً وفكراً ومعرفةً وتجربةً وخبرةً حتى يزودك من فكرهِ ومعرفتهِ أو من تجربتهِ وخبرتهِ الثقافية والمعرفية أو الفكرية والفلسفية. وثمة طرائق منهجية تقنية يقتضي على المثقف النخبوي توظيفها في مسار حياته الثقافية وهي : 1ـ البعد عن الأحادية في التحصيل الثقافي، إذ يستحسن أن يفتح المثقف أبواب عقله لكل التيارات الفكرية والمسارات المعرفية والمناهج البحثية، ليكون له منهجه الخاص الذي لم يأت خاصاً بسبب ضيق أفق صاحبه أو ضعف اطلاعه على المناهج والمذاهب الأخرى، بل هو منهجه الذي اختاره بفعل التفاعل والتواصل الثقافي والمعرفي. يقود البعد عن الأحادية في التحصيل الثقافي إلى البعد عن الأحادية في البحث، إذ يسعى المثقف في بحثه إلى دراسة العوامل المتعددة المؤثرة في كل ظاهرة، وقراءة الجوانب المختلفة المتكاملة لها، كي يصل إلى نتائج أقرب إلى الصواب. 2ـ البعد عن اليقينية: فلا يحق للمثقف أن يطمئن إلى ما في ذهنه من أفكار، ولا يجوز له أن يركن إلى ثوابت فكرية أو سياسية أو منهجية بل عليه أن يحمل نزوعاً دائماً إلى التغيير والنفي، وأن يتحلى بالشك بأفكاره وثوابته كي لا يصبح عبداً لها من جهة،(تقاليد، أعراف، وعادت مواضعاتيه) وكي لا يقتلها بتحنيطها وتجميدها من جهة أخرى. 3ـ التحلي بالنزعة النقدية: وذلك بأن يبحث عن الغلط في كل ما هو سائد أو مألوف، وأن يكون ناقداً للجوانب السلبية في كل ما يرى، وناقداً لذاته وفكره ومنهجه بالدرجة الأولى. ومن خلال هذه النزعة النقدية، يستطيع المثقف أن يقوم بدوره التنويري والتغييري. 4ـ التحلي بالنزعة المستقبلية: وهذه سمة هامة جداً، تجعل المثقف فاعلاً، ومنوراً، ومسهماً في التغيير. فالمثقف الفاعل هو الذي يقرأ الواقع، والتراث، والتجارب، وعينه على الآتي. فكل قراءة لا تسهم في الوصول إلى ما هو أفضل هي جهد ضائع. وهذا الأفضل نسبي، فقد يكون وقف التدهور في مرحلة، أو التقدم البطيء في مرحلة أخرى، أو التقدم السريع في الظروف المواتية. " الأستاذ عطية مسموح (الثقافة وطرائق التفكير)" ومن خلال معرفة العناصر الرئيسية الواجب توافرها عند عملية التحصيل الثقافي بالنسبة للمثقف النخبوي نستطيع القيام بسيرورات التثقيف والتثاقف الذاتي (Formation de soi éducation interculturelle). المستمر وذلك من خلال المطالعة المركزة وهذا المفهوم يحتاج إلى انقياد تفاعلي حتى يتسنى للإنسان التخلص من ربقة الإبهام والغموض الذي قد يحجب عقله عن المعارف والأفكار والمعارف بشتى مساراتها واتجاهاتها وخاصة في حياتنا المعاصرة فقد بدأت الأفكار والآراء تنتج يوماً بعد يوم والإنسان بحاجة إلى متابعة ومعرفة ما يجري في عالم الثقافة . ومفهوم الحوار العقلاني ايضاً يكمن في هذا السياق بل لعله العامل والفاعل الأساس الذي يقوم بتكوين وتشكيل ثقافة للإنسان لأنه يفتح فكر الإنسان على وجهات النظر المتقابلة ويوجهه إلى أخطائه لبعض أرائه ويكون فيه تبادل الآراء والمعلومات وذلك من اجل إقناع الإنسان بالفكرة التي يؤمن بها وكيفية طرحها وكيفية طرح السؤال ومعرفة خلفياتها وآفاقها وفي ذلك بناء للثقافة . أن من يريد انتهاج مفهوم الحوار العقلاني فعليه أن يزاحم أهل الحوار (المثقفين) – الانتليجنسيا - لكي يستطيع استقاء آرائهم وأفكارهم المحضة والصحيحة التي ترشدنا وتوجهنا لنيل مآربنا الحياتية ويمكن لنا بسط وإدراج مفهوم مزاحمة رجال العلم والعلماء لنيل الثقافة العقلانية التي تقوم ببلورة المفاهيم والأفكار وصهرها على شاكلة الدمج والمزج، ولكي يبني الإنسان ثقافة أصيلة فعلية أن يقوم بعلمية تحليل مواقف الشخصيات الثقافية لان ذلك يكشف لنا حقائق هامة من الثقافة ونظرة تحليلية لهي كفيلة بان تكشف لنا تلك الحقائق والرؤى والمثقفون هم بالنسبة لنا مسيرة واحدة تدأب لتحقيق هدف واحد وهو سعادة الذات الانسانيه لذلك فان مواقفهم يجب أن تدرس وتحلل لكي نستفيد منها الدروس ونستخرج منها العبر فهذه المواقف حينما ينظر إليها يستفاد منها في عملية التحصيل والإنتاج الثقافي. واخيراً وليس آخراً ملامسة الواقع اليومي كلما احتك الإنسان بالواقع ارتقى فكره في عملية التحصيل الثقافي لان الواقع توجد فيه تجارب كثيرة يمر بها الإنسان من خلال ملامسة هذه التجارب الحية يقوم الإنسان بالتحصيل ولذا قيل ( في التجارب علم مستحدث) أي أن التجارب هي عبارة عن علوم كثيرة كنا نجهلها ولكن متى يلمس الإنسان التجارب عندما يلامس الواقع ويحتك فيه والا فان الإنسان البعيد عن مسافة الحياة ولا يحتك بالواقع فانه لا يمر بالتجارب التي تبني ثقافته وفكره وإثراء معلوماته الواقعية. وثمة أمور لا حصر لها تتضمن القابلية لبناء المنهجية الثقافية وذلك عندما تقوم بالبحث عنها في عالم الثقافية. . | |
|
توختوخ محمد 11
عـضــو
عدد الرسائل : 26 العمر : 43 التخصص : علم الاجتماع المعرفة والمنهجية الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 22/06/2010
| موضوع: نعم لثقافة الفرد الواعية 4/1/2011, 11:15 pm | |
| السلام عليكم شكرا على الموضوع الذي يبدوا انه يحتاج الى دراسات معمقة في مجتمعاتنا العربية فبوجهة نظري ان ثقافة الفرد صارت قوته الذي يتقةى به كما انها نظاراته التي يرى بها الطريق فنحن اليوم في عصر المعرفة ، فلقد بات من الضروري ان يتسلح كل فرد منا بثقافة واعية ، فما نرى اليوم من جفوة وعدم تواصل بين النخبة والعام يرجع الى فارق الثقافة الفردية ، فبدون ثقافة تدمر ذاتك وتدمر اسرتك ومجتمعك ، وقد ترى المجتمع ظالما لك ، ولقد يكون الفرد مثقفا ارى انه لابد له من المطالعة الوفيرة ، والتي تحسن ن مستواه الفكري والمعرفي ، فالاف الكتب تطبع يوميا ، ولا بد لنا ان نرفع شعالر كتاب امقهى وكتاب السفر وكتاب العائلة ، ولنشجع ابنائنا على القرائة منذ الصغر بالهدية المحفزة ولنقرا معهم ونشوقهم في القراءة ، فما المانع لو جلست مع ابنائي او اخواني بعض الدقائق امام التلفاز او في الحديقة لجيبهم عن كل ما يندهشون منه وكل ما يرونه او اسالهم عنهذا وذاك ؟ فلا شك انهم سيتعلمون امور كثيرة وخا صة لو كان ذلك مع شيئ من المرح والتشويق ، ولا بد ان نؤمن بان ابنائنا سيواجهون حياة غير الحياة التي عشناها ، ... فالموضوع يحتاج الى دراسة جادة ومركزة لننهض بثقافة الفرد ليستطيع مواكبة ما يواجهه من تحديات مستقبل مجهول بحكم قديمة وباساليب متجددة . | |
|