د. فرغلى هارون
المدير العـام
عدد الرسائل : 3278 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: النار التي أشعلها (السماحي) في العيد 4/12/2009, 7:01 pm | |
| النار التي أشعلها (السماحي) في العيد بقلم: فرغلي هارون نشرت بمجلة الأهرام العربى عدد السبت 24 / 10 / 2009 وكأنما استكثر- لا سمح الله- الأستاذ( أحمد السماحي) الصحفي بالأهرام العربي علي المصريين فرحتهم بالعيد, فأبي إلا أن ينغص عليهم هذه الفرحة المؤقتة بالتقرير الذي انفرد به في عدد العيد من المجلة, والذي كشف فيه عن أجور الممثلين والممثلات التي تقاضوها عن أعمالهم التي عرضت في رمضان, حيث ذكر التقرير أن الفنان يحيي الفخراني جاء علي رأس القائمة حيث حصل علي8 ملايين جنيه عن دوره في مسلسل( ابن الأرندلي), بينما حصل نور الشريف علي6 ملايين جنيه عن( الرحايا) ومثلها عن( متخافوش), في حين حصلت يسرا علي5 ملايين جنيه, وهو نفس المبلغ الذي حصل عليه أحمد عز وليلي علوي وإلهام شاهين وسمية الخشاب, في حين يتقاضي( الغلابة) من النجوم أجورا تتراوح ما بين3 ملايين إلي700 ألف جنيه. وإذا كان التقرير لم ينس أن ينوه إلي ما يعانيه فنانو الصف الثاني من تقليص أجورهم وعدم حصولهم علي مستحقاتهم المالية في أغلب الأحيان. إلا أن الذي نسيه كاتب التقرير أن هذه الأرقام التي أوردها سوف تنغص علي الغالبية العظمي من المصريين حياتهم, حيث يقرأون ويسمعون عن هذه الأرقام الفلكية في الوقت الذي لا يجد فيه أغلبهم مصاريف حياته اليومية, ويصارع يوميا من أجل تدبير أبسط حاجاته الأساسية من غذاء وكساء ودواء, ويدور أغلبهم حول نفسه من أجل أن يدبر لأبنائه مصاريف المدارس التي علي الأبواب. وبعيدا عن لغة المشاعر والخطابية التي لا تفيد, واستنادا إلي الحقائق والإحصائيات فقط, نجد تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية لعام2007 يؤكد أن أكثر من14 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر, بينهم أربعة ملايين لا يجدون قوت يومهم. كما كشف مسح تقييم الفقر في مصر الذي أعده البنك الدولي بالتعاون مع وزارة التنمية الاقتصادية, أن واحدا من كل خمسة مصريين يعيش في الفقر, وواحدا آخر يعيش في صراع يومي مع أقداره حتي لا يتحول من صفوف المستورين إلي صفوف الفقراء. وجاء في إحصائيات للبنك الدولي أن نسبة الفقر في مصر سجلت عام2008 ضعف مثيلاتها في دول الشرق الأوسط, وبلغت أكثر من25% من مجموع السكان الذين يصل دخلهم إلي أقل من دولارين يوميا, كما جاء في تقرير التنمية البشرية لعام2008 أن معدلات الفقر لاتزال مرتفعة بشكل عام في مصر, حيث تصل النسبة الإجمالية علي مستوي الدولة إلي6,19%. ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة(الفاو) الصادر في2009, فإن ما يقرب من نصف الأسر المصرية تعاني من سوء تغذية نتيجة لتدني مستوي الدخل لدي هذه الأسر. في نفس الوقت الذي يشير فيه تقرير للبنك الدولي إلي أن نسبة البطالة في مصر تخطت حاجز الـ22%, فيما أشارت منظمة العمل العربية إلي أنها لا تقل عن23% مما يشكل خطورة وتهديدا علي الأمن الاجتماعي والاقتصادي. وإذا كان أغلب المصريين لم يقرأ هذه الأرقام والإحصائيات الدولية- غالبا- إلا أنهم يعيشون مردودها ونتائجها يوميا دون قراءة. وعندما نقارن هذه الأرقام والإحصائيات التي توضح مدي تدني مستويات المعيشة لدي المصريين, وافتقادهم لأساسيات وجودهم والحفاظ علي كرامتهم, وفي نفس الوقت نقرأ ونسمع عن الأرقام الفلكية للأجور التي يتقاضاها الفنانون ولاعبو كرة القدم, ألا يحق لنا أن نحزن علي حال هذا البلد, وألا يحق لنا أن نفقد الإحساس بفرحة العيد وبهجته. وألا يحق لنا أن نضع أيدينا علي قلوبنا جزعا مما يمكن أن تسببه مثل هذه المقارنات من حقد طبقي وغليان يعصف بصدور وعقول الغالبية الساحقة من المصريين. وأيضا ألا يحق لنا أن نقول: سامحك الله أيها( السماحي) علي ما أضعت من بهجة العيد. | |
|