د. فرغلى هارون
المدير العـام
عدد الرسائل : 3278 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: من مؤلفات طه حسين فى ذكراه 28/10/2009, 2:07 pm | |
| في ذكراه.. طه حسين صاحب قضية القرن العشرين بقلم: سامح كريم جريدة الأهرام عدد 28 أكتوبر 2009 اليوم يوافق ذكري وفاة طه حسين في28 اكتوبر1973, وفيه نقضي لحظات مع بعض من أحداث حياته, وأهمها قضية في الشعر الجاهلي التي اعتبرها البعض قضية القرن العشرين الثقافية, والتي بسببها ظلت الأقلام لاتجف, والألسنة لاتكف عن الهجوم عليه أو الدفاع عنه طوال ثلاثة وثمانين عاما, ولا أظن أنها ستتوقف لأن خصوبة أفكار هذا الكتاب وجديتها عندما طرحها طه حسين تجعلها دائما مثيرة للجدل والنقاش, مغرية بالمساجلات والمعارك, حتي اذا كانت الأيام والسنون تجر علي الاشخاص والاعمال ذيول النسيان, فليس هذا شأن قضية الشعر الجاهلي, ولاشأن صاحبها طه حسين الذي يعتبر علي قيد الحياة الأدبية والفكرية في نظر وسائل الاعلام كواحد من قلائل انجبهم المناخ الفكري النشيط لعصره, فحمل بذور دعوات إصلاحية وآراء حرة, ومباديء صلبة وهموم التجديد والمعاصرة وبفضله ونفر قليل من أبناء جيله دارت اكبر وأعنف المعارك وأثيرت أغزر وأعمق المناقشات حول مجموعة من قضايا الفكر والأدب والنقد حتي فرضوا أنفسهم علي زمانهم فرضا عادلا ومنطقيا.. فالذي أفسح لطه حسين طريقه الي ريادة الأدب هو طه حسين ابن عصره, والذي جعله مؤثرا في صياغة العقول هو طه حسين الطاقة المبدعة لفلسفة هي ابن زمانها, والذي جعله متحدثا الي قراء الصحف, وجمهور الاذاعة, وعشاق الصورة المرئية هو طه حسين أحد أعلام نهضتنا الحديثة تلك التي شهدت تطور وسائل الاعلام وانتشار نفوذها واتساع رقعتها, ولذلك أقول لم يمت ابداع طه حسين الأديب, ولا رحل طه حسين مثير المشكلات, ولا انتهي طه حسين المولع بطرح التساؤلات, ولا غاب طه حسين القلق بين مواقع أفكاره, ومواقع أفكار الآخرين..لم يمت واحد من هؤلاء الذين ضمهم جسد طه حسين لحظة أن فارق النبض قلبه, وبالتالي لم تمت دعوته الاصلاحية في تقييم الشعر الجاهلي, التي مضمونها أن يكون التعبير الأدبي مرآة للحياة التي يوجد فيها وأنه لاينبغي أن نطمئن الي ماقاله السابقون دون تحفظ واحتراس, بحث وتمحيص, بل يجب أن نناقشه ونشك فيه شكا علميا دقيقا حتي نصل الي حالة من اليقين لايكون بعدها أي شك.. هذا هو جوهر دعوة كتاب في الشعر الجاهلي وأساس قضيته, حيث شك في صحة بعض الشعر, أقول بعض وليس كل كما ذهب المستشرقون من الأجانب أو خصوم طه حسين من العرب وبعضهم يريدون تصفية الحسابات والبعض الآخر يطلب الشهرة والمال.. وكليهما يعتمدان علي السمع دون القراءة مع أنها في الاصل قضية علمية أثيرت داخل قاعات الدرس, وكان ينبغي أن يناقشها العلماء بطريقة علمية, لا بهذه الطريقة العشوائية..ولهذا خرجت عن اطارها الطبيعي, خاصة حين بالغ البعض في اعتبارها ضد ثقافتنا مناهضة لعقيدتنا, بينما كان صاحبها مؤمنا بها, فلم يهتم او يتوقف, بل كان يشق طريقه وسط ماكان يتم حوله من عواصف وأنواء, متعهدا إياها حتي صارت اسلوبا ومنهجا يهتدي به أساتذة الأدب ودارسوه بالجامعة وخارجها, حتي أصبح الجميع لايخرجون من عباءة طه حسين حتي لو شاءوا تمزيقها, ومنهم أشدهم خصومة, واكثرهم علما الذي يشكك في الكتاب وهو تلميذه محمود محمد شاكر حيث يكتب مقالا بمجلة الكاتب( مارس1975) فيه يشهد بإيجابية طه حسين قائلا: لقد لقي طه حسين مالقي, ونسب اليه ما أقطع بأنه بريء منه, والدليل علي براءته عندي هو أنه منذ عرفته في سنة1924 الي أن توفي كان محبا للسانه العربي أشد الحب, حريصا علي سلامته أشد الحرص, متذوقا لروائعه أحسن التذوق, فهو لم يكن يريد قط باللسان العربي شرا بل كان اكبر المدافعين عنه وعن تراثه: وهذا منتهي مايتمناه صاحب القضية لقضيته. | |
|