زعيم أونطه
ضــيف
عدد الرسائل : 2 العمر : 39 التخصص : علم اجتماع تاريخ التسجيل : 05/08/2008
| موضوع: بالطبع أعرفها... 5/8/2008, 1:26 am | |
| بالطبع أعرفها....
إنها قصتي التي أعرف أن الأقدار هي ما وضعتني لألعب دور الشهيد فيها فالشهادة أحيانا تكون المنجى من الخوض في معارك الحقيقة أو السير في طريق الغابات صاحبة الأشواك السامة التي ترهق الجسد وتميت العقل.أنا لست صاحبها ولكني من اختاره القدر ليكون قصة ربما حدثت لكثير من البشر ولكن النهاية بالطبع لم تكن كما انتهى بي الحال. أنا الآن في فراشي أتقلب يمينا ويسارا أشكو إلى وسادتي الصماء لعلها تسمعني في يوم من الأيام فكثيرا ما شكوت إليها رغم علمي بضعفها ولكن ما يشجعني على الاعتراف لها أنها الوحيدة التي لم تتغلب عليها الأيام أو على إقناعها بالرحيل عنى. فقد كانت ولا زالت من تصدقني وتفرح عندما أبوح لها عما بقلبي وتتكرر القصة في اليوم والليلة وروايتي أحكيها مرارا وتكرارا ولكنها أبدا ما خذلتني.
صحيح أنها قد لا تعي ما أقوله ولكن ما يهمني رغبتها الدائمة في التودد إلي والاستماع إلى ما في جوفي من هموم أو مسرات , إنها مملكتي التي ستظل مهما طال الزمان كاتمة أسراري والأقرب إلي قلبي. أنها خليلتي التي وُجدت من أجل رسم الابتسامة على وجهي فحينما أضحك تضمني بقوة وتتمنى أن أسكن أحضانها طيلة حياتي، وحينما أبكى تأخذني إليها دون أن أشعر وبدون أن تنطق تمسح على رأسي وتدون على جبهتي أسمى معاني الحب .. إنها دائما تنظر إلي رغم هجري لها ولكنني أشعر الآن بما تشعر فقد علمتني من غير أن تنطق، علمتني بلمساتها الدافئة وبرقتها في النظر إلي والسهر على راحتي فتسهر الليل ترعاني وتنعم بدفء أحضاني وأبدا أبدا ما يئست من كثرة شكواي أو ضيقة صدري.
أتركها وأرحل بعيدا عنها وهى صامتة تبكي في سكون، لا يسمع أحد أنينها أو يرى قطرات الألم حين تسقط من عينيها الحزينتين. حينما أرحل ترحل البسمة وتبدأ النهاية فتتحول الأحلام إلي كوابيس لا تعرف زمنا بل تأتيها ليلا نهارا تذكرها دوما بأني نسيتها ونسيت أيامي الغالية معها وأنها مجرد لعبة في يدي أحركها كيفما أشاء ولا أبالي بفراقي عنها. مسكينة أنتي يا وسادتي، فوجودك مرهون بقدرك وحالك مثل حالي لا نقوى على استكمال الطريق كما لا نقوى على تحمل الألم ومع ذلك ننتظر الأمل فننتظر النور ليأتي ويجمع ما بقي منا لعلنا نلتقي من جديد. كنا دوما نعيش ونبتسم وكنتِ دائما الجميلة التي أراها في كل مرة أبهى وأصفى، فما بك الآن أشعر به وأتحسسه.
أعلم أن أول القصيدة عادة ما يحسم الجدل وبدايتها كانت بيننا أنا وأنت ورغم ما نمر به الآن فنحن نعلم أن القصيدة لم تنتهي وأن صاحب القصيدة يعرف متى تكون النهاية فسنظل أنا وأنت على أمل اللقاء من جديد. نعم ستظل أحلامنا هي ما نملكه من أطلال حياتنا وبها سنلتقي أعدك بذلك فأنت تستحقي منى أن أحبك، ولو تهاون قلبي يوما في حب من تنتظرني بلا كلل سأنزع قلبي من جسدي لأنه لم يشفق عليك ولا على صاحبه. سآتي إليك بما تبقى منى فقد ولدت وأنا بين يديك فكيف لا أموت بينهما , وأعدك بأني لن أنسى نعيم الماضي ولن أنسى من تذكرت رواياتي .
لن أنساك فأنت قصتي التي بدأتها مع ذاتي أتأمل ما بها من ذكريات حطمت كل معاني اليأس بداخلي واحتوت مشاعري لئلا تموت مع يأسي فأحاطتني بحنانها من كل جانب حتى لم أعد أرى سواها. لم ترهقني سوى عيناها التي لم تنم أبدا وتحملت الوفاء بالعهد بأن ترعاني مهما اشتدت قسوتي عليها ومهما رغبت في فراقها ومهما كنت ظالما لا أعي ما أفعله ... فكيف لا أحبك وأنتي من أحيا الموت الذي كان كالضباب يطاردني أينما كنت فلا أرى منه إلا صفحات سوداء لا تنتهي أبدا.
أنا لك مهما شرقتِ أو غربت،ِ أنا مشتاق للنظر إلى ما تبقي منكِ بعد أن ضعفت قواكِ بإهمالي لك وغيابي عنك. فها أنا الآن أعود لأمنحك ما منحتني من قبل فقد عدت لأرد عني دينا حملته لك في عنقي حتى تنبض جوارحك من جديد. لم تعد حياتي كما كانت وحبي لك لن يموت، فقد تعلقت بالحياة من أجلك وصدقيني لم أكن أرغب في رؤية الموت، فقد جعلني ذليل شريد أما الآن فأنا على استعداد لتقبل مصيري ولكن أفضل أن تنتهي قصتي كما تمنيت ,,, وتكون النهاية هي الحب الأبدي فتعالى معا نحيا من جديد ............................
| |
|
عبدالوهاب موسى
عضو نفخـر به
عدد الرسائل : 7 العمر : 73 الموقع : http://ukazelasala.ahlamontada.com/ التخصص : وكيل وزارة بالجهاز المركزى للمحاسبات بالشرقية وشاعرفصحى وعامية وناقد أدبى وباحث قانونى الدولة : مصر تاريخ التسجيل : 30/12/2008
| موضوع: رد: بالطبع أعرفها... 30/12/2008, 11:07 pm | |
| حكى ماتع بسرد شفيف فىغزل عفيف دمت رائعا فأنت لست زعيم أونطة بل زعيم المجدعة الأدبية لك محبتى فى الله ولى عودة
| |
|