إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماذا حدث للإنسان المصري في السنوات الأخيرة ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

ماذا حدث للإنسان المصري في السنوات الأخيرة ؟ Empty
مُساهمةموضوع: ماذا حدث للإنسان المصري في السنوات الأخيرة ؟   ماذا حدث للإنسان المصري في السنوات الأخيرة ؟ Empty17/5/2009, 4:49 pm


ماذا حدث للإنسان المصري في السنوات الأخيرة ؟
بقلم‏:‏ د‏.‏ عبد الهادي مصباح

كتب أستاذنا الكاتب الكبير أحمد رجب في عموده اليومي نصف كلمة بالأخبار يقول‏:‏ أب يقتل طفليه انتقاما من زوجته‏,‏يذبح شقيق زوجته لرفضه الصلح‏,‏ يقتل ابنه عقابا علي مشاجراته‏,‏ يقتل طفليه في المنوفية‏,‏ أم وأولادها فصلوا رأس الأب عن جسده ثم أحرقوه‏,‏ يقتل طفلي خاله انتقاما من الخال‏..‏ شيء غريب ان تكون هذه حصيلة صفحة الحوادث في يومين فقط‏..‏ وشيء أغرب ان ترعبنا إنفلونزا الخنازير ولاترعبنا هذه الإنفلونزا العقلية التي انتشرت في الأسرة المصرية‏,‏ وشيء محزن أن تنتقل إلينا هذه الإنفلونزا العقلية فنتأثر لرحيل جوزيه‏,‏ ولانتوقف طويلا أمام محنة الأسرة المصرية‏,‏ تأملت هذه الكلمات العميقة لكاتبنا الكبير‏,‏ وبالصدفة فتحت كتابا كان بجانبي صادرا عن مركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء بعنوان‏:‏ أجنحة الرؤية نحو نسق إيجابي للقيم الاجتماعية يحلق بالمصريين الي أفق الرؤية المستقبلية لمصر‏2030‏ وهو عبارة عن بحث مستخلص عن عشرين ورقة ودراسة تحليلية نقدية هامة‏,‏ قام بعرضها من وجهة نظرهم عشرون من كبار مفكري ومثقفي وعلماء مصر في شتي التخصصات وجمعها وحررها مدير المركز المجتهد د‏.‏ محمد ابراهيم منصور‏,‏ فما الذي احتوته هذه الدراسة القيمة لتجيب علي أسئلة الاستاذ أحمد رجب‏,‏ وأسئلة كل المصريين في هذه الأيام؟


يقول د‏.‏ ماجد عثمان رئيس المركز في تقديمه للكتاب متسائلا‏:‏ ما الذي جري للانسان المصري في السنوات الأخيرة؟ وما الذي قلب سلوكه ونظام قيمه رأسا علي عقب وبدله من حال الي حال؟ حتي نكاد نترحم علي الأخلاق الضائعة‏,‏ وننعي القيم النبيلة‏,‏ ونتسائل في ألم وحسرة عن قيم الصدق والأمانة والشهامة والتسامح والنجدة والعدالة ونكران الذات والإيثار والإتقان والمهارة واحترام العمل والادخار؟ وأخلت هذه القيم بغيابها الطريق لقيم سلبية هابطة ودخيلة علي الشخصية المصرية النمطية مثل‏:‏ النفاق والنفعية والتفكك الأسري والوصولية والتواكل والصعود علي أكتاف الآخرين‏,‏ والتعصب الأعمي‏,‏ والميل الي العنف والفساد واستمرائه والتسامح معه‏,‏ فضلا عن الإهمال وفقدان فضيلة الاتقان‏,‏ وشيوع الاستهلاك المفرط‏.‏

وفي نفس السياق كتب اللواء محمد شريف عبد العزيز المنسق العام لهذا البحث الهام موضحا الهدف من هذه الدراسة علي شكل عدة تساؤلات يجيب عليها البحث منها‏:‏ كيف يتعافي الانسان المصري من كبوته القيمية وينضم الي ركب الحضارة ويحتل مكانته اللائقة بين البشر‏,‏ ويواصل الدور والرسالة اللذين حملهما عبر التاريخ‏.‏ ويعرض د‏.‏ محمد ابراهيم منصور مدير مركز الدراسات المستقبلية فصول الكتاب ـ الذي أعتقد انه في غاية الأهمية اذا كنا بالفعل جادين في الوقوف علي أسباب تدهور المنظومة القيمية في مصر‏,‏ ومظاهر وتداعيات هذا التدهور‏,‏ وكيفية علاج الخلل الراهن في تلك المنظومة ـ فيتناول الفصل الأول ماهية القيم ومفهومها وأنواعها ومصادرها وأهميتها‏,‏ أما الفصل الثاني فيعرض تطور القيم في المجتمع المصري‏,‏ ويركز الفصل الثالث علي أسباب تدهور منظومة القيم في البيئة الداخلية خلال نصف القرن الأخير‏,‏ وتأثير التغيرات في البيئتين الاقليمية والدولية‏,‏ أما الفصل الرابع والأخير فيحاول الخروج باستراتيجية مقترحة تتضمن تصورات لإحلال منظومة القيم الحالية باخري إيجابية محفزة ودافعة للتقدم‏.‏

وسوف نحاول أن نوجز بعض ما ورد في الفصل الثالث من هذا البحث الذي هو خلاصة عشرين ورقة بحثية من عقول مصرية متميزة عن أسباب التدهور القيمي وتداعياته‏,‏ فنجد من ضمن هذه الأسباب‏:‏
‏1‏ ـ العوامل الاقتصادية وتشمل‏:‏
الصعوبات والمشاكل الاقتصادية التي تواجه الناس خلال مسيرة حياتهم المعيشية وتقف حائلا أمام احتياجاتهم الأساسية‏:‏ كالفقر والبطالة وضعف الأجور وارتفاع أسعار السلع بصورة جنونية مع ثبات المرتبات‏,‏ وقلة الخدمات‏,‏ وزيادة التطلعات والطموح الاستهلاكي في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من صعوبة اشباع الحاجات الأساسية لأفراده‏,‏ وصاحب ذلك اعلاء القيم المادية بشكل لافت‏,‏ وتعاظم الرغبة في البحث عن الربح السهل السريع بأقل مجهود‏,‏ ويضاف الي ذلك اختلال توزيع الدخل‏,‏ واتساع الهوة بين مستويات الدخول بشكل مستفز وتعاظم ظاهرة الفساد الاداري وانتشار الرشوة‏,‏ وقد أفرزت تلك المشكلات الاقتصادية بالضرورة مشكلات اجتماعية‏,‏ كما أدت الي انتشار سلوكيات غير مضمونة العواقب‏,‏ فتزايدت معدلات الجرائم‏,‏ وممارسة الأفعال الخارجة عن القانون والعرف‏,‏ وانتشرت بين الناس ثقافة وأخلاقيات الزحام أو ثقافة الضغوط النفسية‏,‏ كما ازداد فقدان الأفراد للقدرة علي العمل المنتج‏,‏ وشعورهم بحالة من الاغتراب‏,‏ وانصرافهم للبحث عن وسائل للتغلب علي تلك المشكلات المادية حتي ولو بطرق غير مشروعة‏,‏ كما تسبب ذلك الوضع الاقتصادي في حدوث موجة من الاندفاع نحو الهجرة حتي لو كانت غير شرعية ـ وربما مهلكة ـ تحت ضغط البطالة والضائقة الاقتصادية‏.‏

‏2‏ـ العوامل السياسية‏:‏
مظاهر الأزمة الأخلاقية والسلوكية تتمثل في ضعف المشاركة في الحياة السياسية‏,‏ وعزوف أفراد المجتمع عن المشاركة في الانتخابات‏,‏ وانتشار ظاهرة العنف السياسي والتطرف‏,‏ وانشغال الناس عن القضايا المصيرية بمسائل سطحية‏,‏ والعجز عن ممارسة الحوارات البناءة‏,‏ وغياب الأهداف القومية والرؤي العقلانية‏,‏ ويعد ضعف الأحزاب السياسية من أهم معوقات تحقيق التطور المنشود‏,‏ وعدم توسيع قاعدة المشاركة السياسة‏,‏ مما أدي الي صعود غير متوقع لتيارات دينية متطرفة وزيادة وجودها وتأثيرها في الحياة السياسية‏,‏ ويضاف الي ذلك ضعف دور مؤسسات المجتمع المدني‏,‏ والصراع الدائر بينها بين أصحاب الاتجاهات الليبرالي‏,‏ والفكر التقليدي والمحافظ‏.‏

‏3‏ـ العوامل الاجتماعية‏:‏
هناك من العوامل الاجتماعية ما أدي الي هذا التغريب في الحياة الاجتماعية‏,‏ سواء انعكس ذلك في انماط السلوك اليومي المتدهور‏,‏ أو في اللغة الغريبة المتداولة بين الشباب‏,‏ وما نتج عنها من تأثيرات سلبية علي منظومة القيم في المجتمع المصري‏,‏ وتتمثل هذه العوامل في‏:‏
أـ تهميش الطبقة الوسطي‏,‏ مما أدي الي غزو القيم غير السوية للمجتمع‏,‏ حيث أن الطبقة الوسطي هي التي تضبط التوازن سلوكا وعلاقات ولغة في المجتمع‏,‏ وتملك توجيهه الي حيث يمكن ان يتقدم ويتطور‏.‏
ب ـ سيطرة المصالح المادية علي البنية الاجتماعية الحالية‏.
جـ ـ تراجع دور الأسرة والمدرسة في غرس القيم الإيجابية‏.
د‏.‏ بروز ظاهرة الطائفية وتعاظم ظاهرة التحفز الطائفي‏,‏ فالنظام القيمي في مصر لم يكن يحتوي علي أي عوامل مغذية لما يسمي بالطائفية‏,‏ التي أخذت تظهر علي السطح مع انهيار المنظومة القيمية وتصدعها‏.‏

‏4‏ـ العوامل الثقافية‏:‏
ولعل من مظاهر الأزمة القيمية التي نعيشها ومؤشراتها الثقافية مانراه من سلوكيات هابطة تبحث عن الجنس‏,‏ مع ندرة الفن الراقي‏,‏ وانتشار الأنواع الهابطة من الفن الرخيص‏,‏ وشيوع التفكير الخرافي‏,‏ وانتشار ظاهرة اللا عقلانية في التفكير والقضايا الدينية‏,‏ والتدين السطحي الذي يهتم فقط بالشكل‏,‏ ولكنه بعيد كل البعد عن جوهر الإسلام الأخلاقي في التعامل‏,‏ وتدني مستوي التعليم‏,‏ وتشويه قيمة العدالة في مجالات متعددة‏,‏ والمحاكاة السلبية الثقافية للغرب وتبني كثير من القيم الغريبة المستوردة عبر الفضائيات والسماوات المفتوحة وشبكة المعلومات‏,‏ وتزايد العنف الثقافي مع ترسيخ ثقافة العنف والتطرف بدءا من عنف الحوار مع حدوث أي اختلاف‏,‏ ومرورا بالتشاجر والصراع اليومي‏,‏ وانتقالا الي العنف الجسدي‏,‏ كما أن الاعلام المرئي قد أباح لنفسه ـ باسم الجانب الترويحي من رسالته‏,‏ وبفعل وتأثير الجانب الاقتصادي من نشاطه ـ السخرية من الكثير من المقدسات الاجتماعية‏,‏ هذا بالاضافة الي الاعلانات الفاسدة‏,‏ وماتعرضه من ثقافات بديلة للقيم الأخلاقية الثابتة‏,‏ مما ساهم في إفساد مناخ التنشئة الاجتماعية والثقافية بشكل عام‏.‏
نشرت بجريدة الأهرام عدد 17/5/2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
ماذا حدث للإنسان المصري في السنوات الأخيرة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف نعيد للإنسان المصري ذاكرته الأخلاقية؟ للدكتور ‏أحمد مجدي حجازي
» اليسار المصري‏..‏ ويسار أمريكا اللاتينية‏!
» وجهة نظر: المثقف المصري، غاوياً أم مغوياً
» صناعة المزاج المصري
» دراسات بيئية في المجتمع المصري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: