إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty
مُساهمةموضوع: أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف   أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty4/5/2009, 12:27 am

أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Shawk%20dief
أستاذ أساتذة الأدب العربى
الدكتور شوقى ضيف رحمه الله

أديب وعالم لغوي مصري والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية المصري، وهو يُعد علامة من علامات الثقافة العربية. ألف عدداً من الكتب في مجالات الأدب العربي، وناقش قضاياها بشكل موضوعي.

وُلد أحمد شوقى ضيف ـ والذي اشتهر باسم شوقى ضيف ـ في 13 يناير 1910 ، بمدينة دمياط.
وتوفي الأديب والعالم اللغوي شوقى ضيف في 10 مارس عام 2005.

المؤهلات العلمية:
- القسمان الابتدائى والثانوى فى الأزهر.
- القسم التجهيزي فى دار العلوم.
- ليسانس فى اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1935.
- ماجستير فى اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1939.
- دكتوراه فى اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1942.


التدرج الوظيفى:
- معيد ثم مدرس ثم أستاذ مساعد بكلية الآداب، جامعة القاهرة.
- أستاذ الأدب، قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة.
- مستشار دار المعارف للطبع والنشر بالقاهرة.
- أستاذ غير متفرغ بآداب القاهرة منذ عام 1975.


أوجه نشاطه:
- عنى بدراسة الأدب العربى دراسة تاريخية نقدية على مر العصور من الجاهلية إلى العصر الحديث.
- أفرد لبعض أعلام الشعراء دراسات مستقلة تحليلية نقدية.
- ساهم بنصيب وافر فى المؤتمرات الأدبية والفكرية فى الوطن العربى.
- له جهود وافرة فى أعمال المجامع اللغوية العربية فى القاهرة وبغداد ودمشق.
- قام بالتدريس فى كثير من الجامعات العربية.


الهيئات التى ينتمى إليها:
- عضو جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة.
- عضو اللجنة الدائمة العليا لفحص الأعمال العلمية لأعضاء هيئات التدريس بالجامعات.
- عضو لجان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
- عضو لجان وزارة التعليم المصرية.
- عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة فى عام 1976.
- عضو الجمعيات الثقافية والأدبية المصرية.
- عضو فى المجمع العلمى العربى.
- عضو الجمعية الجغرافية.
- عضو شرف فى المجمع العلمى العراقى.
- عضو شرف فى مجمع اللغة العربية الأردنى.
- تولى رئاسة مجمع اللغة العربية بالقاهرة فى الفترة من ( 1996-2005 )


مؤلفاته:
له العديد من المؤلفات منها:
• فى الدراسات القرآنية:
- سورة الرحمن: عرض ودراسة 1977.
• فى تاريخ الأدب العربى:
- العصر الجاهلى والإسلامي والعباسى الأول والعباسى الثانى 1977.

• فى الدراسات الأدبية:
- البارودى رائد الشعر الحديث 1965.
- شوقى شاعر العصر الحديث 1977.
- الأدب العربى المعاصر فى مصر 1977.
- الفن ومذاهبه فى الشعر العربى 1978.
- الفن ومذاهبه فى النثر العربى 1977.
- دراسات فى الشعر العربى المعاصر 1978.
- الشعر والغناء فى المدينة ومكة فى عصر بنى أمية 1979.

• فى الدراسات النقدية:
- فى النقد الأدبى 1981.
- فصول فى الشعر ونقده 1978.

• فى الدراسات البلاغية واللغوية:
- المدارس النحوية 1977.
- البلاغة: تطور وتاريخ 1981.
- تجديد النحو.

• فى التراث المحقق:
- فريدة القصر وخريدة العصر.


الجوائز والأوسمة:
- جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1979.
- جائزة الملك فيصل العالمية فى الأدب العربى، عام 1983.
- درع جامعة القاهرة.
- درع جامعة الأردن.
- درع فارس للثقافة الجماهيرية المصرية.
- جائزة مبارك فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2003.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty
مُساهمةموضوع: رد: أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف   أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty4/5/2009, 12:32 am

من ذكريات التلمذة
عن شوقى ضيف
بقلم: د. جابر عصفور

أعترف أنني كنت طالبا أميل الى المشاكسة العلمية لأساتذتي، طوال سنواتي الجامعية الأولى، وأحسبني لم أترك هذا الميل إلا بعد أن انتقلت من مرحلة الطلب التي لا تنتهي إلى مرحلة الاستاذية التي هي ـ في واقع الأمر ـ نوع من الطلب.. ويبدو أن تراكم الخبرات مع تتابع السنوات تفضي بالمرء إلى إدراك أن العلم بحر لا نهاية له، وأنه لا يعطي بعضه لإنسان إلا إذا منحه هذا الإنسان نفسه وعقله ووجدانه بالكلية، وأن التبحر في العلم يقلل من حدة المشاكسة، بل يقضي عليها ويستبدل برغبة الظهور أو الإعلان عن الذات أو التمرد على الأستاذ الذي يتخذ صورة الأب رغبة المضي وراء البحث، ومن ثم اغتفار الزلات والنظر إلى الآراء المخالفة، أو حتى المتسرعة، بوصفها محاولات لها فائدتها في آخر الأمر، فخطأ المحاولة يقربنا من صوابها بأكثر من معنى، ولا يعرف أحد الأصوب إلا بعد أن يعرف نقيضه، بل بعد أن يعرف أن الأصوب نفسه ليس النهاية المطلقة، فدائما هناك الأصوب منه، إلى ما لا نهاية في طريق العلم التي هي طريق النسبية المعرفية.

ولكنني لم أعرف ذلك إلا بعد أن وهن العظم وأخذ الرأس يزداد شيبا، أما قبل ذلك، وفي مرحلة الصبا الباكر، حيث سنوات التلمذة التي تظل من أحلى سنوات العمر، فإن المشاكسة تغدو قرينة الحيوية، ولازمة مهمة من لوازم التمرد في هذه السن، التمرد على سلطة الأب، والتمرد على قيود العرف والتقاليد الجامدة، والتمرد على الآراء المحافظة في الأدب الذي تخصصنا فيه، والتمرد على هدوء الأساتذة الذين كنا نرى فيهم الوجه الآخر من آبائنا، كما كنا نرى في بعض آرائهم ما يدفعنا إلى الثورة عليها، ووضعها موضع المساءلة، أو على الأقل التنبيه العجول والحماسي على ما قد يبدو سهوا أو خطأ.

وأتصور أن بعض أساتذتنا الذين شجعونا على هذه المشاكسة العلمية، ورأوا فيها وسيلة من وسائل تعبيرنا عن رغباتنا الحماسية في الاستزادة من العلم، كما نظروا إليها بوصفها تجاربنا الأولى في تعليم حرية النقاش ونقد الآخرين، أقول: أتصور أن بعض أساتذتنا شقوا بنا رغم تشجيعهم لنا، وتحملوا سفاهتنا في حالات كثيرة، وكظموا غيظهم منا أملا في أن ندرك بأنفسنا الفارق بين المشاكسة الموجبة والمشاكسة السلبية التي هي مراء خالص ومراهقة فكرية لا طائل من ورائها.

وقد مضت بنا السنوات وتحولنا من تلامذة إلى أساتذة، فأدركنا سماحة هؤلاء الأساتذة واتساع صدرهم عندما بدأنا نحن نعاني من طلابنا المشاكسين الذين كان علينا، ولا يزال من واجبنا، أن نتحملهم، وأن نقبل نقدهم برحابة صدر، استمرارا للتقاليد النبيلة التي تعلمناها، وتواصلا مع القاعدة التربوية التي تقول إن التلميذ المشاكس تلميذ نبيه متميز، يعتد بنفسه على نحو يدفع به - لو أحسن توجيهه - إلى التفوق العلمي. ومن طرائف المشاكسة التي لا أزال أذكرها إلى اليوم ما فعلته مع أستاذي شوقي ضيف، وكانت له مهابة خاصة بيننا، فقد كنا نراه وريث طه حسين في معرفة الأدب القديم.

وكان يتولى تدريس عصور هذا الأدب لنا على امتداد السنوات الثلاث الأولى في قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، ووصلنا معه إلى السنة الثالثة، نخاف أن نناقشه، ونهاب أن نسأله، فلم يكن وجهه يعرف الابتسام مثل أستاذنا يوسف خليف تلميذه، رحمة الله عليه، فقد كان الأقرب إلى قلوبنا بعذوبته واقترابه الحميم منا وحرصه على أن يجعل بيننا وبينه علاقة محبة ومودة باسمه. وكان شوقي ضيف على النقيض من ذلك، جهما جادا، يدخل المحاضرة من الدقيقة الأولى دون تأخير، وبمجرد دخوله يمضي في الكلام الذي يشبه الإملاء، وعلينا نحن أن نكتب ما يقول، وأن نستكمل ما يحتاج إلى توسع في المراجع والمصادر الموجودة بالقاعة الشرقية في مكتبة جامعة القاهرة العتيدة، وذلك قبل أن تخرب المكتبة وتنحدر إلى حال يرثى له.

وتعودنا على جهامة شوقي ضيف، وكتمنا تمردنا على أنه لا يترك لنا مجالا للمناقشة، واكتفينا بأن نتناقش مع تلميذه يوسف خليف الذي كان يقرأ معنا مختارات من العصر الذي يقوم شوقي ضيف بتدريسه لنا. ولست أدري ما الذي دفعني في يوم من الأيام إلى التمرد على الوضع، والخروج عما ألفناه من سكوت، وكان ذلك في محاضرة عن شعر المتنبي وعلاقته بالشعر العباسي بوجه عام، وتوقف شوقي ضيف عند قصيدة المتنبي التي مطلعها:
ليالّي بعد الظاعنين شكولٌ طوال وليل العاشقين طويل
ومضى من المطلع الى البيت:
لقيتَ بدرب القلة الفجر لقيه شَفَتْ كمدي والليل فيه قتيل

واندفعت قبل أن يكمل البيت اللاحق، خطأ يا أستاذنا، لابد من قراءة فعل اللقاء بضم التاء وليس فتحها كما تفعل. وسكت، ولم أكمل شيئا، بعد أن تخلصت على نحو مفاجئ من شئ انحبس في صدري، فاندفعت إلى قوله، وتوقف الأستاذ عن الكلام، وساد الفصل كله سكون عميق، وتطلعت أعين زملائي وزميلاتي إلى شخصي الأحمق الذي تجرأ على أن يقول ذلك للأستاذ الذي نخافه ونهابه، كما تطلعت العيون نفسها إلى الأستاذ الذي نظر إليّ في اندهاش واستنكار لأني قاطعته، وبدت ليّ النظرة حادة في استنكارها، مقرونة بجملة: لماذا لا تفهم جيدا ما أقول؟ وحاول أن يشرح سبب فتحه تاء الفعل، فاندفعت بتسرع الشباب قائلا: أنا أفهم ما تقول، ولكني لا أوافق عليه، فالمتحدث هو الشاعر الذي يشتكي من آلام الحب، ويقول إن انتصار سيف الدولة في هذا المكان، درب القلة، شفاه من آلام الحب، ولذلك ينبغي أن نقرأ البيت على أن لقيتُ أنا بدرب القلة، أما إذا قرأناه بالفتح، عودا على سيف الدولة، ضاع المعنى الأساسي لحسن الانتقال.. ويبدو أن لهجتي كانت حادة، ونبراتي متهدجة، ولعلي استخدمت كلمات حادة، الأمر الذي دفع الأستاذ إلى الصمت الذي أعقبه خروجه من المحاضرة احتجاجا على حمق تلميذه.

وما أن خرج الأستاذ حتى انهال عليّ زملائي وزميلاتي لوما وتقريعا، واتهموني بالجنون، وأنذروني بالويلات والثبور، وبشرني الخبثاء منهم بأني لن أكون الأول في هذا العام كما تعودت في الأعوام السابقة، وتركوني أعود إلى بيتي حزينا مكتئبا متوقعا العقاب. ولم يطل وقت الانتظار، فقد حلت المحاضرة التالية بعد أيام، ودخل شوقي ضيف محملا بعدد كبير من المراجع، وبدأ المحاضرة بالثناء على التلميذ الذي يسعى إلى الخلاف مع أساتذته، ولكنه تلميذ متسرع يقرأ على سطر ويترك سطرا، والدليل في المراجع التي يحملها، ومضى الأستاذ في تبرير ما فعل، وتخطئة ما قلت بالمراجع. ولم أقتنع، وحاولت التعبير عن عدم اقتناعي بأدب وتهذيب قدر الإمكان. وانتهت المحاضرة كما بدأت دون اتفاق.

وكانت تلك البداية لعام دراسي لا أنساه، فقد أصبح من عادة شوقي ضيف في كل محاضرة بعد ذلك أن يسألني أصعب الأسئلة الممكنة، وكان عليّ أن ألتهم دواوين الشعر العباسي ديوانا ديوانا، ومثلها المصادر القديمة والمراجع الحديثة، كي أكون مستعدا للامتحانات الصعبة التي أخذت تتكرر كل محاضرة، ولم ينته العام الدراسي إلا وكنت قرأت أضعافَ أضعاف ما يقرأ الطالب الممتاز عادة، واستطعت مجاوزة الامتحانات الصعبة مع الأستاذ الذي ظل على جهامته في أسئلته الموجهة لي طوال الوقت.
وبدأت الامتحانات الشفوية، وكان أولها عن الأدب المصري، والممتحن شوقي ضيف نفسه - أطال الله عمره - مع المرحوم عبد العزيز الأهواني.


ودخلت الامتحان قلقا، خصوصا بعد أن بشرني من كانوا ينافسونني على الأولوية بالرسوب على يد شوقي ضيف. وأسلمت أمري إلى الله ودخلت إلى الامتحان. وجلست أمام الأستاذين، وإذا بوجه شوقي ضيف يفاجئني ببسمة حانية لم أرها من قبل، ويقول لزميله الأهواني: هذا الطالب أحسن طلاب الدفعة، ولن أوجه إليه أي سؤال فأنا أعرفه جيدا بعد أن ظللت أسأله طوال العام. ولم يتركني الأهواني إلا بعد أن سألني عدة أسئلة، ربما ليزداد تيقنا من أوصاف زميله. وخرجت من الامتحان أتنفس الصعداء، وأحبطت المنافسين لي بذكر ما جرى. وسرعان ما ظهرت نتائج آخر العام، بعد الامتحانات التحريرية، فإذا بي أحصل على أعلى درجة في الامتحان الشفهي، وأحصل على الدرجة النهائية في مادة الأدب العباسي التي قام بتصحيحها أستاذي شوقي ضيف.. ومن يومها تعلمت درسا مهما من معاني الأستاذية الجامعية الأصيلة والجليلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty
مُساهمةموضوع: رد: أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف   أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty4/5/2009, 12:35 am


الأستاذ الدكتور أحمد شوقي ضيف رحمه الله
بقلم الدكتورة نعمات أحمد فؤاد
بداية كان أستاذي بكلية الآداب بالجامعة الأم جامعة القاهرة‏.‏ أرخ لحياته في سلسلة‏(‏ اقرأ‏)‏ تأريخا استهله استهلالا حميما وجميلا‏..‏ ‏ (‏في قرية بجوار دمياط كان يربض مستنقع واسع يشغل أكثر من مائتي فدان‏,‏ مليء بالاسماك ونبات البردي وأزهار النيلوفر‏(‏ اللوتس‏)‏ قائمة علي سيقانها ليل نهار كأنما تنتظر موعدا مضروبا‏..‏ مطلة برءوسها واعناقها فوق مياه غارقة فيها‏,‏ كأنها دموعها ويسميها أهل القرية والريف المصري باسم البشنين‏..‏ اوراقها تتضام ليلا في شكل كأس زمردي وتتفتح الأوراق في الصباح مع نسمات السحر بأندائه المتلألئة شعل ملتهبة متعددة الألوان بين الأزوردي وارجواني وكهرماني‏..‏ وعند السيقان تستلقي أوراق عريضة مستديرة تتوسد المياه حول قامات البشنين الهيفاء‏,‏ كأنما تدعوها لتكتب عليها بمداد من حولها ـ لا ينفد ـ ما تشاء‏)‏ أقول‏,‏ كأن هذه المقدمة نبوءة تحققت‏,‏ فقد كتب أستاذنا شوقي ضيف كثيرا وغزيرا‏.‏


وبعد الاستهلال وقف وقفة شاعرة عند بحيرة المنزلة وكأنه استهلال جديد‏(‏ كأن سماء من البللور الناصع تمتد علي سطحها المشرق الهاديء الساطع والمراكب الشراعية تتهادي فيها مقبلة مدبرة متمايلة مع الريح تمايل الأغصان بأشرعتها البيضاء المتفاوتة الأحجام‏,‏كأنما هي طيور سابحة بجناح واحد فريد وتقترب فتحا لها حسنات منشورة علي خدود البحيرة اللامعة البراقة‏)‏ أعطي الدكتور شوقي ضيف في تواضع جم سمة العلماء‏.‏

حصل علي ليسانس الآداب من كلية الآداب جامعة القاهرة سنة‏1935‏ وكان ترتيبه الأول علي القسم‏.‏ ثم حصل علي الماجستير سنة‏1939.‏ وفي سنة‏1943‏ حصل علي الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولي‏.‏ وتدرج في سلك التدريس بها حتي أصبح أستاذا لكرسي الأدب العربي ورئيسا لقسم اللغة العربية‏..‏ وقد عمل أستاذا بجامعة الكويت لمدة غير قصيرة‏,‏ ودعته جامعات أخري في مختلف البلاد العربية ليكون أستاذا زائرا‏,‏ بها‏.‏ انتخب عضوا بالمجمع سنة‏1976‏ في المكان الذي خلا بوفاة المرحوم الأستاذ الشيخ عطية الصوالحي‏.‏

أعطي من عمره كثيرا للتأليف الأدبي‏.‏ وتسجل الدوريات العربية‏,‏ له‏,‏ جهودا كبيرة أثرت الثقافة العربية بالاضافة الي مؤلفاته التي تعدت الثلاثين كتابا ما بين تحقيق وتأليف في الدراسات الأدبية‏.‏ كان خصب العطاء في صمت أعلي صوتا من الكلام‏..‏ كان كاتبا‏..‏ وكان أستاذا‏..‏ وكان دمثا‏..‏ وكان كبيرا‏.‏ أعطي كثيرا في تواضع جم سمة العلماء‏.‏ كان خفيض الصوت ولكنه قوي الأثر بأعماله الأدبية واللغوية‏,‏ فبلغ بالدماثة ما لا تبلغه أصوات جهيرة تتكثر ولا تقول جاء في مجلة المجمع‏(‏ ج‏147/37):‏ ‏(‏إنهم لكثيرون هؤلاء الذين يقدرون الدكتور شوقي ضيف حق قدره‏,‏ ولكن قلة ضئيلة تعرف اسمه معرفة قد تطغي علي معرفة حقيقته العلمية ذات الأثر العميق في جيلنا الحاضر وبالتالي في الأجيال المستقبلة‏)‏ مجلة المجمع ج‏147/37]‏ ‏ ‏ لقد رزق الدكتور شوقي ضيف علم العلماء وتواضع العظماء‏,‏ في كياسة تنم عن جذور عميقة في المعرفة والخلق‏..‏ وكلماته أقرب الي الهمس ولكنها أقوي من أعلي جرس وهو معطاء سريع التلبية للأوضاع‏,‏ بكثير من واجبات المجتمع‏.‏ كتاب‏(‏ المجمعيون في خمسين عاما‏)‏ للدكتور مهدي علام‏.‏ ‏ ‏

وللدكتور شوقي ضيف أبحاث في‏:‏
‏ الفصحي المعاصرة مجلة المجمع جـ‏19/41‏
‏ تيسير النحو ـ مجلة المجمع‏109/47‏
‏ لغة المسرح بين الفصحي والعامية ـ مجلة المجمع‏51/45‏
‏ توحيد المصطلح العلمي في التعريب ـ المجمع‏93/45‏ ‏ ‏


كان صوته دمثا هاديء النبرة‏,‏ ولكنه قوي الأثر بأعماقه الأدبية واللغوية‏,‏ فبلغ بالدماثة ما لا تبلغه أصوات كثيرة جهيرة تتكثر ولا تقول‏..‏ إنه وهو الأستاذ الجامعي‏,‏ أي أعلي مراتب الأستاذية‏,‏ يعلل سلوك الأبناء اليوم بأنه فيه غير قليل من التخفف أقول‏:‏ لا تعليق إلا أنه تعبير فيه غير قليل من الطيبة‏.‏ ‏ ‏ أما القرية فقد عاد الي وصفها وصفا حيا‏,‏ لأنه عاشه علي الطبيعة وصف طفولته فيها بعد عشرات من السنين وصفا حيا نابضا‏,‏ مما يدل علي اكتنازه معالمها كأنه يراها اليوم‏.‏ كانت المزرعة علي قيد خطوات من دار الطفل‏,‏ فبمجرد أن تجاوز الربيع السادس من حياته‏,‏ حتي أخذ يتردد علي المزرعة مسرحا الطرف في زروعها وثمارها وكان من أروع ما يعجبه فيها النخل بقامته السامقة المهيبة‏,‏ والسعف الأخضر الممتد في الفضاء في جلال وأبهة وكبرياء‏.‏ وقف طويلا أمام قريته وخاصة في المسجد‏.‏

كان يجتمع الرجال في المسجد للصلاة لا فرق بين موسر ومعسر‏..‏ كذلك كان يجتمع أبناؤهم في المدرسة الأولية للتعليم دون أي فارق في الانتفاع به‏,‏ بحيث اذا أظهر أحد أبناء الأجراء والصيادين في القرية استعدادا واضحا للنبوغ والتفوق في اكمال التعليم‏,‏ لم تسد أمامه الأبواب بل تفتح علي مصاريعها اعتزازا من القرية بابنها المتفوق النابغ‏..‏ ومن الطريف قوله‏:‏ كانت المدرسة الأولية في القرية مدرسة مختلطة‏,‏ يختلط فيها البنون والبنات اختلاطا طبيعيا‏,‏ وكأن المدارس الريفية هي التي استجابت مبكرا لفكرة الاختلاط في التعليم‏,‏فكان الاناث والذكور يتنافسون فيما بينهم وكأن التنافس في حقيقته سنة من سنن الإنسان‏.‏ ويسجل للقرية وأصالة المصري تأثيرها فيه‏(‏ أثرت زروعها ومشاهدها الطبيعية في حسه فنشأ يرنو الي الجمال الطبيعي ويحب الريف ومناظره حبا يملك عليه ذات نفسه‏.‏

أرخ لحياته في كتاب من سلسلة اقرأ‏(466)‏ استهله استهلالا حميما وجميلا‏[‏ في قرية بجوار دمياط كان يربض مستنقع يشغل أكثر من مائتي فدان مليء بالاسماك ونبات البردي‏,‏ وازهار اللوتس قائمة علي سيقانها ليل نهار كأنما تنتظر موعدا مضروبا‏,‏ مطلة برأسها واعناقها فوق مياه غارقة فيها كأنها دموعها ويسميها أهل القرية والريف المصري باسم البشنين واوراقها تتضام ليلا للنوم في شكل كأس زمردي وتتفتح الأوراق في الصباح بين لازوردي وارجواني وكهرماني‏,‏ وعند السيقان تستلقي بأوراق عريضة مستديرة تتوسد المياه حول قامات البشنين الهيفاء‏…]‏ ووصف أمه وصفا حميما ومن هذا قوله‏:‏ ‏ [‏كان قلبها ينطوي علي رحمة بالغة للضعيفات والضعفاء من حولها‏,‏ رحمة ترافقها ارادة حازمة صلبة‏..‏ وشيئا من ارادتها المصممة ورثه الطفل فيما ورثه منها من الشيم والأخلاق‏]‏ هذه الصورة الحميمة والكريمة التي صور بها أمه وهو الأستاذ الجامعي في أعلي مراكز الأستاذية نفتقده في الجيل الحاضر‏,‏ الذي يصفه الدكتور شوقي ضيف بأن فيه غير قليل من التخفف من العادات الريفية الطيبة‏.‏
كما وصف القرية وصفا حيا‏,‏ فقد عاش طفولته علي الطبيعة‏(‏ وكان من أروع ما يعجبه فيها النخل بقامته المهيبة وأجنحته العالية من السعف الأخضر الممتدة دائما في الفضاء امتدادا كله جلال ووقار وأبهة وكبرياء‏.‏ وما أقر به القلب الإنساني خاصة طلبته وطالباته اولئك الذين تلقوا علي يديه دروسا مضيئة في الأدب وفنونه بكلية الآداب جامعة القاهرة‏,‏ وأنا منهم‏,‏ حين يصف مسكنه وهو طالب في حي الحنفي وكيف شعر بالغبطة في باديء الأمر لأنه كان يعرف ان أمير الشعراء الشاعر المبدع سكنه في مطلع حياته وكان يعجب به ولكن نسمعه معا في حنان حين يقول أقصد يقارن قائلا‏:[‏ شتان بين شوقي ومسكن الفتي‏..‏ شتان بين قصر وخدمه وحشمه وكوخ أو قل حجرة متواضعة كانت منامة للفتي ومطعما ومكتبا‏.‏

ثم انتقل الي المقارنة الطريفة الفصلية في التعليم الجامعي الأمريكي والأوروبي‏,‏ كيف قبست الطريقتان من الطريقة الازهرية بل كانت طريقتنا في الازهر تفوقها‏,‏ فقد كانت طريقة الازهر اوسع حرية وكان حريا بمن أسسوا التعليم الجامعي في مصر أن يفيدوا منها‏.‏ علي أن المحاضرات الأزهرية غير النظامية كانت لها آثار بعيدة لا في الازهر بين علمائه فحسب‏,‏ بل أيضا في الفكر المصري الحديث والإشارة هنا الي محاضرات الشيخ محمد عبده‏,‏ التي كانت مدرسة اتسعت آفاقها فشملت العالم الاسلامي جميعه‏.‏ لقد نظمت كلية الحقوق بجامعة القاهرة محاضرات علي نهج المحاضرات الازهرية غير النظامية لبعض الشخصيات القانونية‏..‏ محاضرات لا يمتحن فيها الطلبة ولكنها تعود عليهم بفائدة عظيمة‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty
مُساهمةموضوع: رد: أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف   أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف Empty4/5/2009, 12:39 am


شوقي ضيف: رحيل مؤرخ التراث
بقلم الكاتب العراقى ناظم عودة
الشقة التي يسكنها الدكتور شوقي ضيف، ليست سوي حيطان من الكتب، ومناضد من الكتب أيضاً، هذا ما حدّثـني به أحد أساتذتي الأجلاء ممن تتلمذوا علي يديه بمصر. فهو زاهد بالحيطان المزركشة بالمرايا، والمناضد المغطاة بالكريستال، إنما الكتب عالمه الذي رحل في داخله إلي الأبد. رحلة طويلة بين عبق التراث، ومحطات استراحة بين الأدب العربي الحديث.
وكان أيضاً، مصنفاً تاريخياً للأدب واللغة، يتعذّر أنْ يشغل مكانه ومكانته أحد، فقد جمع بين التصنيف التاريخي والإشارات النقدية الذكية التي فتحت الطريق أمام تفسيرات متنوعة للدارسين المعاصرين. كان دائب السعيّ بين الكتب والمخطوطات، قديمها وحديثها، لا يدع شاردة ولا واردة دون أن يعقلها عقل خبير حكيم. كان ذا قلمٍ سيّـال، وصاحب أسلوب يحاكي القدماء رونقاً وبهاء، حتي أنك لا تدري وأنت تقرأ، أتراك تقرأ لمؤلف معاصر، أم لمؤلف من عصور البلاغة والفصاحة. بيد أنّ هذه المحاكاة المُحْكَمَة، تكشف عن مقدار القراءة والانصراف إلي علوم القدماء وأساليبهم، والتشَرّب ببلاغتهم حدّ التماهي. هو ينمي إلي ذلك الجيل من المؤلفين المصريين، الذين أسدوا إلي الثقافة العربية خدمات جليلة، فكانوا محققين، ومصنفين، ودارسين. وكان أنْ ترتَّـب علي ذلك، ظهور جيل من المفكرين والباحثين والمثقفين الذين أسّسوا ثقافتهم علي قواعد رصينة.
وقد كان شوقي ضيف، من أبرز العلماء الذين نذروا حياتهم، لتصنيف علوم القدماء وآدابهم. وخلَّـف وراءه عشرات الكتب التي تؤرخ لهذه العلوم والآداب، علي وفق منهج تاريخي لا يغفل ربط العمل بحتمية تاريخية واجتماعية. وكان منهجه في دراسة تاريخ الأدب العربي، يستند إلي عدد من الإجراءات العملية التي تبتدئ بـ ( التاريخ العام)، وتمرّ بـ ( التاريخ الشخصي/ سيرة الأديب)، وتنتهي إلي دراسة الظواهر ( الفنية)، وتوشيح كلّ ذلك بـ ( الاختيارات النصية). فأسفر عمله في ( التاريخ) عن إنجاز: تاريخ الأدب العربي بمختلف مراحله، وتاريخ البلاغة العربية، وتاريخ المدارس النحوية، وتاريخ الفنون الأدبية، وتاريخ الشخصيات الأدبية. وفي كلّ هذه التواريخ التي أفرز مادتها من المصنفات القديمة، كان يكشف عن معرفة ودراية بقضايا العلوم العربية، ولديه نظرات ثاقبة كانت مفاتيح لعدد واسع من الدراسات الأكاديمية، وغير الأكاديمية. واتبع في منهجه التاريخي، طريقة لتقصّي التطوّر الذي أصاب الفنون الأدبية، وأراد أنْ لا ينعت منهجه بالجمود، فاستثمر علوم عصره وثقافته، ومارس نمطاً من التحليل غير المعقد لقسم من فنون الأدب العربي.
وأراد أيضاً، أنْ لا يكون مشروعه مختصاً بدراسة التراث وحده، فبادر إلي دراسة الأدب العربي الحديث. ومع أنّ منهجه كان ذا صبغة تاريخية، إلا أنّ نظراته في تفسير قسم من الظواهر الأدبية كانت تتسم بقدرة علي التحليل الصائب، ، إلا أنّ تفسيره كان لا يجري إلا في أفق تاريخي صرف. ومن هنا، فإنّ هذه التفسيرات كانت مفاتيح لعدد واسع من الدراسات الحديثة لموضوعات من التراث والمعاصرة. فقد لفت نظري، علي سبيل المثال، أنّ عبد الفتاح كيليطو في كتابه ( المقامات) اعتمد عدداً من هذه التفسيرات مع إجراء تطوير وتوسيع عليها. فقد شكّلت هذه التفسيرات قاعدة بيانات أساسية لتوصيف النظام العام الذي تقوم عليه المقامات في الأدب العربي. وفي ظني أنّ هذا النمط من التأليف، يعدّ ركناً أساسياً في أية ثقافة تتطلع إلي تحقيق التكامل الثقافي.
لقد كان الدكتور شوقي ضيف، أنموذج الباحث الأكاديمي المعاصر، الذي خدم الجامعة بوضع سلسلة من المؤلفات التي تعدّ مراجع أساسية لا يستغني عنها أيّ طالب جامعي، فهي تجمع بين التقصّي، والتحليل، والتطبيق، والاختيارات الأدبية، والترجمة الذاتية لعدد واسع من علماء، وأدباء العرب. وقد امتازت هذه المؤلفات، بلغتها الواضحة غير المعقدة، وبغزارة المادة التاريخية المصاحبة لكلّ المواد التي احتوتها كتبه.
لقد كانت مؤلفات الدكتور شوقي ضيف، موسوعة من المعلومات التاريخية والأدبية، وكان ذا قدرة واعية علي انتخاب المتن التاريخيّ الملائم للمادة الأدبية التي يتحدث عنها. وعرف بمعرفته الواسعة بالمشكلات التاريخية التي انطوت عليها المصنفات القديمة، وكان يعالجها دون أنْ يعثر عثرة تلحق به تهمة اللاموضوعية، إذْ كان حذراً في هذه المسالة. ونظراً لهذا التلازم العلمي بين المادة الأدبية وخلفيتها التاريخية، كانت مؤلفاته سفراً متكاملاً للفكر العربي في الثقافة والأدب. وطيلة اشتغاله بالتراث العربي، كان حريصاً علي إظهار الجوانب المشرقة في هذه الثقافة، وحريصاً أشدّ الحرص علي لغة العرب، وعاء فكرهم، وموئل ثقافتهم.

نشرت بجريدة الزمان بتاريخ 28/5/2005
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
أستاذ أساتذة الأدب العربى الدكتور شوقى ضيف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور أحمد أبو زيد - أستاذ الانثروبولوجيا بجامعة الأسكندرية
» السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور على عبد الرازق جلبى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الاسكندرية
» ألف حكاية وحكاية من الأدب العربى القديم
» حوار مع الدكتور مصطفى عمر التير أستاذ علم الاجتماع الليبى
» مؤلفات أستاذ الاقتصاد الإسلامي: الدكتور رفيق يونس المصرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
ســــير وأعــلام وتراجــم
-
انتقل الى: