إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف نستأصل جذور الارهاب؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يونس عاشور
ضــيف

يونس عاشور


ذكر عدد الرسائل : 5
العمر : 52
التخصص : باحث في القضايا السوسيولوجيه
الدولة : السعوديه
تاريخ التسجيل : 20/12/2010

كيف نستأصل جذور الارهاب؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف نستأصل جذور الارهاب؟   كيف نستأصل جذور الارهاب؟ Empty7/1/2011, 8:30 pm

كيف نستأصل جذور الإرهاب ؟!
مراجعة نقدية لبعض مشكلاتنا الثقافية والفكرية !
يونس عاشور*

نحن بحاجة إلى مراجعة نقدية لبعض مشكلاتنا الثقافية والفكرية والتي هي الآن محط نقاش من كافة الفاعليات المؤسساتية والمراكز الاكاديميه والمنتديات العمومية الثقافية والفكرية منها والتي عادة ما تعني بدراسة أسباب العطل ومكمن الخلل في القضايا المعاصرة واحدة منها هو " الإرهاب " والذي استشرى تداوله في الآونة الأخيرة بشكل مطرد.
وفي هذا الأطروحة سنحاول التركيز قدر الإمكان على مناقشة هذا المفهوم وتفكيكه نحوياً ثم التركيز على البنيات والمعطيات الأساسية التربوية العملانية لكيفية محاربته واستئصاله.

علينا بادئ ذي بدء تفكيك كلمة الإرهاب من الناحية اللسانية (اللغوية) وتوضيح معناها وشرحها حيث أن كلمة "إرهاب" من الفعل المزيد (أرهب) ؛ ويقال أرهب فلانا: أي خوَّفه وفزَّعه ، وهو المعنى نفسه الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ) . أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رَهِبَ) ، يَرْهبُ رَهْبَةً ورَهْبًا ورَهَبًا فيعني خاف ، فيقال : رَهِبَ الشيء رهبا ورهبة أي خافه . والرهبة: الخوف والفزع . أما الفعل المزيد بالتاء وهو (تَرَهَّبَ) فيعني انقطع للعبادة في صومعته ، ويشتق منه الراهب والراهبة والرهبنة والرهبانية . . . إلخ ، وكذلك يستعمل الفعل ترَهَّبَ بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا : أي توعده . وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه . وتَرَهَّب الرجل: إذا صار راهبًا يخشى الله . والراهب: المُتَعَبِّد في الصومعة .

والإرهابيون في "المعجم الوسيط": وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية . والإرهابي في "المنجد": من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته ، والحكم الإرهابي هو نوع من الحكم يقوم على الإرهاب والعنف تعمد إليه حكومات أو جماعات ثورية . و"الإرهاب" في الرائد" هو رعب تحدثه أعمال عنف كالقتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب ، و"الإرهابي" هو مَنْ يلجأ إلى الإرهاب بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب لإقامة سلطة أو تقويض أخرى .
استشرت الطروحات في الآونة الأخيرة عن موضوع الإرهاب (Terrorism) بصورة فاعلة ومذهلة لأن منطلقاته اللاشرعية وكينونانته اللاأخلاقية تحدث بصورة مكرورة مذهلة وفاعله أيضا مما جعل المحافل الدولية تتداول هذا الطرح بشكل شاسع وواسع على الصعيد الإعلامي الكوني ولا تكاد تطالع صحيفة يومية أو تشاهد قناة فضائية أو تسمع لوسائل إعلامية أخرى إلا وترى وتسمع عن الإرهاب وقد قدمت دراسات ومراجعة سياسات ذات معالجات منهجيه موضوعية من قبل المثقفين والمفكرين أو السياسيين والأكاديميين لكيفية اجتثاث واستئصال (Uprooting) داء الإرهاب الفتاك، بل وردع الفتاكين الإرهابيين عن إيذاء الآخرين من جنس بني البشر وعن افتعال الأزمات والعقبات التي توجب "الضرر والضرار" للممتلكات العامة التي تشكل الجوهر والمرتكز الأساسي لتنمية استثمار طاقات الإنسان قبل الحكومة السياسية لأن الممتلكات العامة في واقع الأمر إنما هي لهذا الإنسان الذي يقطن هذا البلد أو ذاك والحكومة السياسية ما هي إلا راشد ومرشد لتلك الممتلكات فالدور الفاعل والرئيس التي تقوم عليه هو وضع استراتيجيا إدارية عقلانيه ترمي إلى إتاحة الفرص للإنسان لتحريك عجلة التنمية والاستثمار في المجالات المختلفة سواء الاجتماعية او التعليمية، الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات الأخرى التي يعتمد عليها الإنسان لتحقيق مفهوم التقدم والرقي والقيام بثورة حضارية عقلانية بموجبها يعكس الانطباع القيمي والايجابي لدى المجتمعات الأخرى . وهذا ما يقاس عليه العالم اليوم .
ما يفتعل من أعمال تخريبية إنما هو محاربة لأمن الإنسان وحضارته ووطنه بل محاربة الأسس المبادئ التي جاءت بها الرسالات السماوية الدينية من قبل الأنبياء والرسل لجعل الإنسان تبني العيش الرغيد والهناء السعيد في حياته وحياة الآخرين أيضا وان يحترم إنسانية الإنسان حتى وان اختلف مع الآخر على انه لا يتوجب عليه القيام بالتصرفات والسلوكات اللامعقولة بل توظيف منهج التسامح، توظيف الأخلاق، توظيف التعامل الذي يقدر الآخرين تقديراً حسناً أساسه التفكير بالعقل الحسابي الاداتي العقلاني بكيفية حكيمة ورزينة لا أن يشعل نار الفتنة التي تكمن في التحطيم والتهديم والعداوة والبغضاء ، ليت أننا نعيد النظر في مفاهيمنا الإسلامية بحيث ندرسها دراسة صحيحة لأدركنا الإرشاد العملي المحكم والمتقن الذي يوجه الإنسان إلى التحلي بالصفات الإسلامية النبيلة المعتدلة التي تجعل منه نموذجاً يحتدى به أينما كان وهذه هي مشكلة البعض منا لا يحاول الاشتغال على المنطلقات الإسلامية بشكل موضوعي وهدفي غائي بل تراه يفسر مفاهيم الإسلام على حسب مزاجه ورغباته وحاجياته الذاتية وهذا لعمري منتهى الجهل .
بالطبع الإرهابيون يفكرون في مفهوم التخريب والتدمير وينسون مفهوم الإصلاح والتغيير الايجابي الحداثي لأن فلسفتهم قائمة على أن من يختلف معك في التوجه والفكر يجب أن ينفى .
أن عالم اليوم أيها الأخوة متداخل في بعضه البعض وقرية كونية مصالحة متشابكة ومترابطة وهؤلاء لا يهمهم هذا المفهوم أنما يريدون فرض تفكيرهم الانوي ولو أتيح لهم فرض إرادتهم لما أسسوا حضارة ولا بنو مجتمعات قائمة على التطوير والتحديث .
الخطر كل الخطر هو ما يصدر من فتاوى تغرض بشباننا على القيام بمثل تلك الأعمال وحقيقة الأمر هان هؤلاء مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى لان دراسة الأحكام الشرعية ليست امرأ هيناً أو سهلاً كل يفتي ويشرع حسب رأيه أن ذلك خاضع لدراسات فقهية عميقة متعمقة يحتاط البعض من فقاء المسلمين اليوم في التشريع قبل النظر في الدارسة والتحقيق والمراجعة والتدقيق وبما يتناسب مع تطورات الحياة المعاصرة ومن ثم يصدر فتوته ورأيه للأمة أما أن تكون قائمة على هدف العداوة مع الآخر ووضع تبرير بحيث يبرر الشخص لنفسه القيام بقلب الموازين رأساً على عقب فهذا الأمر لا يمت إلى الطريقة الصحيحة في التفكير العقلاني الشرعي .
مطلوب منا أن نعيد النظر في تدارس مفاهيم الإسلام وفهم إبعاده ومنطقاته الحقيقية فيما يخص فلسفة التعامل والتواصل مع الآخر، كيف يتسنى لي التصرف إزاء من يخالفني في المفهوم والفكر ؟ كيف أقوم ببرمجة جهازي المفاهيمي اتجاه هؤلاء الناس ؟ كيف استطيع خلق معادلات قيمية ذات طابع تحويلي فيما يخص حضوري التحديثي أزاء المتغيرات والتحولات الحياتيه؟ ثمة أجناس وأناس مختلفون ومتمايزون في عالما المعاصر وثمة من ينتمي إلى دوغمائيات مختلفة عنا تماما .
ويبقى التساؤل عن كيفية استئصال واجتثاث الإرهاب؟ .
يجب الالتفات إلى موضوع وهو (التربية والتعليم ) خاصة فيما يتعلق بالمحيط الأسري فهو المحطة الأساسية الأولية التي ينبثق منها تخريج جيلاً متحلياً بالخلق والأخلاق الرفيعة المبنية على أساس التعاليم الدينية المعتدلة لا المتطرفة فالبعض من الآباء يهمل هذا الجانب ولا يولي له اهتماماً بالغاً بحيث يهمل أبناءه ليكونوا فريسة للمؤثرات الخارجية التي تتلقى أبناءه فتقوم ببرمجة عقولهم وبالتالي ينحرفون عن المسار الصحيح . فما يتطلب من الأسرة هو العناية التامة لتوظيف مفهوم التربية بحيث يكون الأب قدوة في تصرفاته وسلوكياته التي يقوم بها يوميا وان يحاول إرشاد أبناءه وتفهيمهم بواقعهم الحياتي على انه يجب أن يكونوا أناس صالحين يعتمد عليهم المجتمع في بناء وطنهم والإسهام في رقي الحضارة الانسانيه من قبلهم . ولو حاولنا متابعة أبناءنا يومياً وبشكل مستمر لكيفية التلقين التربوي والتعليمي الخالي من الشوائب والنوازع اللاخيرة لاستطعنا الخروج بهم من دائرة الانحراف السلوكي وأي متابعة وترشيد يجب أن نتبنى ؟
من المعلوم أن الإرشاد التربوي هو بحاجة إلى طريقة تقنية حديثة تناسب عقول أبناءنا في زخم تحولات الحياة المعاصرة لا أن يكتفي البعض منا بالتلقين التربوي الغير هادف ، ما يحدث في الغالب هو تلقين وتدريس غير مواكب لتحولات المجتمعات وتغيرات الحياة وتداخل الأزمات والعقبات في خضم الحياة الآن فالمفروض تفهم هذا المنحى حتى نستطيع ربط حلقة الوصل بيننا وبين المجتمعات الأخرى التي قد تخالفنا في المنهج والرأي والمعتقد وغير ذلك والآباء هم خير من يتبنى هذا الطرح للأبناء .
كلما كان الأب موجهاً ومرشدا وناصحاً بطريقة عقلانيه معتدلة عندئذ نستطيع تجاوز ما يمكن أن يحدث فخلق ثقافة الحوار الهادئة لدى الناشئة مطلوب والتبادل الفكر ( الناقشي) مطلوب بيننا وبينهم بحيث نتعرف على مشكلاتهم التي تواجههم في الحياة وان نحاول حلها ووضع حلول لها لا أن نقف مكتوفي الأيدي وبالتالي يضيع الأبناء منا ويكونوا فريسة للآخرين والمخربين .
أن إيجاد ثقافة الانفتاح الديني لهي أهم عنصر نحاول خلقها في نفوس أبناءنا لأنهم متى ما وجدو هذا الطريق متاحاً لهم عندئذ يستطيعون تكيف أنفسهم مع المجتمعات الأخرى وفي الحقيقة أن ديننا يوجد فيه الكثير من المفاهيم التي إذا رجعنا إليها استطعنا غرف الكثير منها مما يكون الطريق خير طريق لنا .
العنصر الأخر هو البيئة المدرسية التي تأتي في المقام الثاني بعد المحطة الأسرية :
علينا كمدرسين تربويين أن نقوم بتأدية واجبنا اتجاه أبناءنا الطلاب وان نبصرهم وننورهم بكيفية شاملة لأساسيات الدين الحنيف كلما بذلنا جهودنا والجهد هنا لا يعني التعب أيها الأخوة إنما هو في الحقيقة راحة ينعكس على دواتنا حينما نقوم بعمل الخير والنصح العملي الذي يتوجب علينا انتهاجه آنئذ نحرز ثماره .علينا اغتنام الفرصة في البيئة المدرسية لتوظيف منهج الحوار والاحترام المتبادل لأن الطلاب يكونون أكثر انفتاحاً من البيئة الأسرية بالنسبة لمدرسيهم ومربيهم فعلينا احتوائهم بشكل اخوي متبادل وبالتالي غرس الفضيلة الإسلامية التي تبين للطالب كيف يتصرف إزاء ما يحدث سواء في محيط عائلته أو مدرسته أو اتجاه مجتمعة من هذا المنطلق يجب ايلاء أهمية بالغة إزاء توضيح وتنقيح شرح مفاهيم التربية الوطنية والوحدة الوطنية والمحافظة على الاستقرار الذي يحقق الصف الواحد بين أبناء المجتمع الواحد بالنسبة للطلاب لأن نتاج ذلك يتحول إلى إبداع ورأي محكم وحكيم من قبل المربيين والمدرسين وهذا ما يتوجب علينا الانخراط فيه .
أن أهم عنصر وعامل يقتضي على المعلمين انتهاجه ضمن واجبهم المنهجي هو التعريف بمفهوم الأمن والاستقرار لدى الطلاب وتبيين لهم آثاره ونتائجه التقدمية على الصعيد الحياتي العام .
المحطة الثالثة :
البيئة الخارجية (الاجتماعية ) :
بالطبع أبناءنا وناشئتنا يلتقون بفئات المجتمع وشرائحه ومختلف ألوانه وأجناسه ، ومن المعلوم تلك الشرائح لها توجهات ورؤى وأفكار مختلفة عن بعضها البعض وأبناءنا يقابلون هذا النوع من المجتمعات خارج البيئة العائلية أو المدرسية مما يجعلهم يلتقون بمثل هذه الفئات المتعددة والتوجهات والأفكار .
إذا كان الأمر كذلك فعلينا إيجاد الاستقرار والثبات المعرفي والفكري لدى أبناءنا بحيث لا نجعلهم يتأثرون مما يسمعون أو يشاهدون إلا ما قد يتناسب مع دواتهم إذا كانت مبنية على الفهم والاستيعاب للأمور الحياتية أما عدم توفر رأي ثابت لدى الابن سيجعله فريسة لأفكار الآخرين . إذن الحصانة الثقافية مطلوبة ومرهونة بالمحيط الأسري لأنها الأساس التي ينطلق بها فكر الناشئة والأبناء ولعلنا ندرك الآن عصر العولمة والأعلمة التي يوفر والثقافة بشكل سريع ومؤثر فالمعلومات والأفكار لها تأثير بالغ على ذاتية الفرد إذا لم تكن لديه حصانة ومرجعية صحيحة متكاملة.
* باحث في القضايا السوسيولوجية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

كيف نستأصل جذور الارهاب؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نستأصل جذور الارهاب؟   كيف نستأصل جذور الارهاب؟ Empty7/1/2011, 9:44 pm




مساهمة قيمة فى موضوع هام

سلمت وسلمت يداك

تحياتى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
كيف نستأصل جذور الارهاب؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراصنة وأباطرة: الارهاب الدولى فى العالم الحقيقى
» جذور ثقافة الاستهانة عند المصريين
» هل تستهين الحكومات العربية بمواطنيها ؟
» جذور الإرهاب بقلم عزالدين مبارك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: