إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى

خطوة على طريق الوعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تأثير العولمة على الإرهاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. فرغلى هارون
المدير العـام

د. فرغلى هارون


ذكر عدد الرسائل : 3278
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

تأثير العولمة على الإرهاب Empty
مُساهمةموضوع: تأثير العولمة على الإرهاب   تأثير العولمة على الإرهاب Empty8/5/2008, 11:07 pm

يرى العديد من الباحثين أن العولمة بشكلها الحالى هى التى وفرت الدوافع والأسباب، وهيأت البيئة الملائمة لتحول الإرهاب من شكله التقليدى إلى شكله العولمى الجديد، كما أنها أمدته بكل أدواته وتقنياته التى أحسن استغلالها والاستفادة منها. فالعالم الذى أقامته لنا العولمة الليبرالية الجديدة فى غضون الخمسة عشر عاماً الأخيرة، بتواطؤ عدد كبير من القادة، حافل بعنف ولا مساواة لم يسبق لهما مثيل فى التاريخ.
" من ناحية أخرى، نتيجة ما يطلق عليه توحش العولمة ونعني سياساتها التي أدت إلي موجات من التهميش الاقتصادي لعديد من الدول‏,‏ وإلي الاقصاء الاجتماعي لطبقات عريضة‏,‏ استنفرت دوائر ثقافية متعددة في البلاد النامية التي نزعت إلي صياغة أيديولوجيات مضادة تدافع بها عن نفسها وتعبر عن أصالتها الثقافية‏.‏ وفي هذا الصدد برزت أصوليات متعددة دينية وقومية ووطنية‏.‏ ولعل هذه الحقيقة هي التي دفعت باحثاً باكستانياً شهيراً إلي أن يصف المشهد العالمي الراهن بأنه ليس صراعاً بين حضارات بقدر ما هو صراع بين أصوليات‏!‏ بعبارة أخري في مواجهه الأصولية الأمريكية العولمية برزت الأصولية الإسلامية المتشددة والتي اتخذت الارهاب وسيلة للتعبير عن رفضها للنظام العالمي الراهن‏.‏
في ضوء هذا التحليل يمكن التأكيد أن الارهاب كظاهرة عالمية أصبحت تعاني منها جميع الدول متقدمة كانت أو نامية‏,‏ ولا يمكن فهمها إلا في سياق التطورات العالمية الكبرى التي حدثت في العالم‏,‏ وأبرزها ظاهرة العولمة‏,‏ بكل آثارها السلبية علي اقتصاديات ومجتمعات العالم الثالث‏.‏ غير أن العولمة وإن كانت من بين العوامل التي أدت إلي تفجير العنف وبروز الارهاب‏,‏ إلا أن النظم السياسية السلطوية مسئولة إلي حد كبير عن بروز الظاهرة لأنها بحكم قمعها السياسي للجماهير أوقفت عمليه الحوار الديمقراطي الضرورية لمناقشة أمور جوهرية تمس صميم أمن المجتمعات‏,‏ وأبرزها مصير الخصوصيات الثقافية في عصر العولمة‏,‏ وتوسيع أفق الممارسة الديمقراطية لكي تعبر مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية عن نفسها‏,‏ وقبل ذلك كله لمناقشة الفوائد المرتجاة من العولمة وهل هي مصممه لإثراء القلة من أهل السلطة ورجال الاعمال علي حساب الملايين من الفقراء، أم أنها كما يقال هي الأداة الأساسية للتقدم الاقتصادي والنهوض الاجتماعي ؟‏.‏"(1)

العولمة ودوافع الإرهاب:
وفقاً لكل من الفيلسوف الألمانى يورجن هابرماس، والفيلسوفان الفرنسيان جاك دريدا، وجان بودريار، فإن " الإرهاب ظاهرة ارتبطت بالعولمة، واستئصال الاختلافات التى تميز الثقافات وتجعلها فريدة."(2)
" وهذه إحدى تناقضات العولمة. أنها تولد الإرهاب. والرغبة فى حماية الثقافات التقليدية، إنها تخلق إحساساً بانعدام القوة لأولئك الذين تركوا على الأرض حيث لا بديل قابل للتطبيق لتقاليد البنك الدولى. إنها تركز أكثر من ذى قبل الانتباه على أمريكا والأمركة، التى تسربت من الأقمار الصناعية وشبكات الكوابل مثل النفايات السامة. إنها تخلق، عندما تعمل، اتجاهاً قوياً نحو العنف بين الدول، وحتى بين المجتمعات المحلية. ولكنها أيضاً تولد الحاجة إلى عنف تعبيرى (شعائرى، رمزى، واتصالى). فالعنف التعبيرى لهجوم مركز التجارة العالمى كان يعنى للضحية (القلق الشديد والخزى) وللفاعلين (المكانة، المظهرية، والشهرة فى العالم الإسلامى). واختيار الهدف، مركز التجارة العالمى، علامة عالمية، توضح كيف أن العولمة تعطى للعنف التعبيرى قوة رمزية أكبر من ذى قبل."(3)
والحقيقة أنه " كلما كان النظام متمركزاً كونياً بحيث يشكل شبكة واحدة فى نهاية الأمر، فإن ضعفه يزداد عند نقطة معينة (ونعرف أن فتى فلبينياً متلصصاً نجح باستخدام كمبيوتره المحمول فى إطلاق فيروس I Love You الذى قوض شبكات بأكملها). وهنا، دشن ثمانية عشر انتحارياً سيرورة كارثية كونية، من خلال سلاح الموت المسلح بالكفاءة التكنولوجية.
وحين تحتكر قوة عظمى الموقف على هذا النحو، وحين يتعامل المرء مع هذا التكثيف الباهر لجميع الوظائف من خلال الآلة التكنوقراطية والفكر الأحادى، أى سبيل آخر يتبقى سوى التحويل الإرهابى للموقف؟. إنه النظام ذاته من خلق الشروط الموضوعية لهذا التشويه الحاد، وعن طريق الاستحواذ على كل الأوراق يجبر (الآخر) على تبديل قواعد اللعبة. والقواعد الجديدة شرسة، لأن الرهانات شرسة، وإزاء نظام قوته المفرطة حالة من التحدى المستعصى، يجيب الإرهابيون بفعل نهائى يستحيل معه إجراء التبادل. الإرهاب فعل يعيد إدخال فرادة غير قابلة للاختزال إلى نظام تبادل معمم. وإن أية فرادة (تخص الأنواع أو الأفراد أو الثقافات) دفعت بموتها ثمن إقامة حلقة كونية تهيمن عليها قوة فردية، هى التى يُثأر منها اليوم عن طريق هذا التحويل الموقفى الإرهابى.
بهذا فإن الأمر ليس صدمة حضارات أو أديان، وهو يتجاوز بكثير الإسلام وأمريكا، حيث يحلو للبعض تركيز الصراع للإيهام بوجود مواجهة مرئية وحل ممكن عن طريق القوة. ولا ريب أنها خصومة جذرية ولكنها من نوع يظهر من خلال طيف أمريكا (التى قد تكون مركز الأرض فى ذاتها ولكنها ليست تجسيد العولمة، ومن خلال طيف الإسلام (الذى فى المقابل ليس تجسيد للإرهاب)، العولمة الظافرة وهى تقاتل نفسها. وبهذا المعنى فالأمر حرب عالمية، والوحيدة العالمية حقاً، لأن رهانها ينصب على العولمة ذاتها ... إنها تلك التى تسكن كل نظام كونى، وكل إخضاع مهيمن. إذا هيمن الإسلام على العالم، فإن الإرهاب سوف يقاتل ضده، ذلك لأن العالم ذاته هو الذى يقاوم الإخضاع ... الإرهاب لا أخلاقى، وأحداث مركز التجارة الدولى، هذا التحدى الرمزى، لا أخلاقية. وهى ترد على عولمة هى نفسها غير أخلاقية."(4)
وهكذا يمكن النظر إلى الإرهاب " كنتاج لعولمة متوحشة، والتى تسمى أيضاً أصولية السوق، والتى تحطم البيئة الإنسانية بالطريقة نفسها التى كانت الثورة الصناعية تحطم بها البيئة الطبيعية ... بهذا المعنى فإن الإرهاب يعد نتاجاً لأفكار العولمة الأساسية فى جانبها المظلم فقط."(5)
" إن العولمة المهيمنة والمتوحشة التي تزيد عن هيمنة الفكر الرأسمالي الأحادي لصالح الشمال، ومزيد من التبعية والاخفاق في التنمية وفرصها لدول الجنوب، يفقد في النهاية كل أمل لوجود مباراة غير صفرية ويؤكد هيمنة مباراة صفرية لصالح دولة أو جماعة بعينها، مما يستتبعه إنسانياً وصول أطراف ما لحالة من اليأس وايجاد الظروف المواتية للرد علي المباريات الصفرية بأسلوب صفري يؤسس المناخ المواتي مع الأسف للرد علي إرهاب من نوع خاص بإرهاب آخر سواء من دول أو أفراد‏,‏ وهو الأمر الذي لابد من إعادة النظر إليه لمعالجة جذور الإرهاب‏,‏ وهو الذي دفع بعض الجرائد والمجلات في الملف الدولي الخاص بأحداث الانفجارات في أمريكا لوصف الانفجار المؤسف لمركز التجارة العالمي بانفجار العولمة‏.‏"(6)
وقد " ثار جدل حول أن الإرهاب الحالى مجرد رد فعل للإرهاب الأكثر قوة بكثير الذى كانت تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية ... فالعولمة فى حد ذاتها لم تدرك بكونها سبباً موجهاً للإرهاب، ولكن مازال شكل العولمة القيادية الذى يؤدى إلى خلق إمبراطورية أخرى، يمكن أن يرتبط جيداً بتطوير الإرهاب. فالإرهابيون الإسلاميون والمتظاهرون ضد العولمة، كلاهما يرى الولايات المتحدة كمصدر للعولمة. لذلك فإنه من غير المحتمل تجاهل سياسات الهيمنة بالكامل عند فحص الصلات بين العولمة والإرهاب. فقد وصل عدم المساواة العالمى مستويات استثنائية. وهو فى هذه المياه الموحلة لليأس التى يمكن للمنظمات الإرهابية خاصة أن تجد المجندين بسهولة للأعمال الأكثر جرأة. كما قال أحد مناهضى العولمة الإيطاليين: لماذا نندهش أن شخصاً ما يحاول كسب جنة السماء بالأعمال الإرهابية، إذا كانت جنة الأرض، التى وعدت بها الرأسـمالية النيوليبرالية لأكثر من أربعة أخماس الأرض، ســراب يتحرك بعيداً."(7)
وإذا كان الإرهاب يعتبر نوعاً من التطرف، فإنه " تطرف مصدره المؤكد رد الفعل لا الفعل فى حد ذاته. وسياسات أمريكا (الاقتصادية بالأساس وداخل المنظمات الدولية ناهيك عن منظمة الأمم المتحدة بمختلف هيئاتها) بررت تطرف رد الفعل (فى أعين منفذيه على الأقل) بعدما تعذر عليهم بلوغ مرادهم أو إسماع صوتهم بالحسنى كما يقال. فلم يكن من موازٍ منطقى لعنف الانفجارات بالولايات المتحدة إلا عنف سياسات هذه الأخيرة وسطوتها على ثروات الآخرين (كما فى الخليج منذ التسعينيات على الأقل) وإذلالها لدول تتطلع للاستقلال الاقتصادى والتكنولوجى (كالعراق مثلاً) وإلحاق الغبن والضيم بشعوب (كما فى أمريكا اللاتينية وفى فلسطين وفى غيرها) تدافع عن حقها فى الوجود."(Cool
وهكذا فإنه " بغض النظر عن أيديولوجية العولمة، التى زعمت أنها هى بذاتها الحل السحرى لمشكلات الإنسانية، فإنه سرعان ما تبين فى الممارسة أنها عولمة متوحشة، صاغت مبادئها الدول الصناعية المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية والثقافية، حتى ولو كان ذلك على حساب الدول النامية." (9)
وبناء على ذلك " لا يمكن أن يكون هناك حوار شفهى ومسالم مع كل ضحايا العولمة المزعومة، ويصير اللجوء إلى اسوأ أنواع العنف هو ما يقدم غالباً على أنه الرد الوحيد الممكن على الآذان الصماء." (10)
" إن المبانى التى استهدفها الإرهابيون - فى أحداث سبتمبر - لم تختر بصورة عشوائية، كعقاب على القهر العسكرى والاقتصادى والسياسى الذى استمر مفروضاً عقوداً طويلة على الشرق الأوسط، وأساساً على السكان المسلمين الذين يعيشون فيه، على أيدى الإمبراطورية الأمريكية ...
فالأمر لا يتعلق بمجرد أن الناس فى الشرق الأوسط وحدهم لديهم مبرر قوى لكراهية ما تفعله حكومة الولايات المتحدة، فقد خلقت الولايات المتحدة أعداداً ضخمة من الإرهابيين المحتملين فى كل أنحاء أمريكا اللاتينية، خلال نصف قرن من الأعمال الأمريكية الأشد سوءاً من تلك التى اقترفت فى الشرق الأوسط. ولو كان أهل أمريكا اللاتينية قد قاسموا كثيرين من المسلمين الاعتقاد بأنهم سيذهبون إلى الجنة مباشرة بالاستشهاد فى قتل الشيطان الأكبر، لكنا شهدنا حتى الآن عقوداً من الرعب الإرهابى تجئ من جنوب الحدود المكسيكية الأمريكية."(11)
وهكذا " لو سلمنا بهذا الاعتقاد، فإنه من الهين التسليم بأن إرهاب 11 سبتمبر لم يكن، وليس بالضرورة، حكراً على جهة دون أخرى أو تنظيم دون آخر، إذ الحركات الاحتجاجية على السلوك والسياسات الأمريكية قد اتسعت لكل من طالهم عنف السلوك وضيم السلوكيات الأمريكية ... وعلى هذا الأساس فمن الوارد اعتبار العولمة شريكاً للإرهاب تنمى عناصره وتقوى (عن غير قصد) أدواته وتدفع به إلى أتون العنف ليرتد عليها فى نهاية المطاف ... وقد يكون من المبالغة القول بان الإرهاب وليد العولمة (على اعتبار أنه قد يكون وليد ظروف أخرى) وقد يكون من المجازفة اعتباره ابنها الشرعى، لكن من المؤكد أنها كانت العامل المركزى الذى سرع من قدومه (بالشكل الذى رأيناه فى 11 سبتمبر) وأدى إلى التضامن الضمنى الواسع معه، ليس فقط من لدن منظمات مناهضة للعولمة أعادت رفع شعارات كانت قد رفعتها قبل 11 سبتمبر، ولكن أيضاً من لدن مفكرين غربيين تتميز مواقفهم بالحياد الكبير وبالموضوعية غير الملتبسة. من هنا فمن غير المستبعد أن يكون منفذو عمليات واشنطن ونيويورك هم نتاج تطرف العولمة بما هو دفع بالليبرالية إلى أقصى حدودها، وبديمقراطية السوق إلى أبعد مستوياتها، وبالفكر الواحد والوحيد إلى أسمى مناصبه."(12)
فالعولمة المتوحشة الحالية لا ينتفع بها انتفاعاً كاملاً إلا عدد محدود من البلدان وعدد محدود من الطبقات والأفراد داخل هذه البلدان، وهى " البلدان الغنية الشمالية والتى تستحوذ على رأس المال وتسيطر على أدوات القرار الاقتصادى – أى مجموعة الثمانية والبنك الدولى ..الخ – فإذا كان منظمو هجوم 11 سبتمبر والقائمون به ينتمون إلى الشريحة المنتفعة بهذه العولمة الجارية الآن – فيما تعنيه من نفوذ رأسمالى وأدوات الاتصال عن بعد، والتكنولوجيا المتقدمة، واجتياز الحدود – إلا أنهم يدعون قيامهم بذلك على الأقل باسم المطرودين من العولمة، وباسم كل أولئك الذين يشعرون بأنهم محرومون وبأنهم خاسرون وبأنهم مهمشون ومهملون على قارعة الطريق لا يمتلكون إلا وسائل الفقراء فى زمن العولمة."(13)

العولمة وأدوات الإرهاب:
إذا كانت العولمة – وفقاً لما سبق – تعطى أسباباً أولية للإرهاب بخلق التناقضات العظيمة فى الأحوال الاقتصادية للبلدان المختلفة من العالم، وبما تمارسه الولايات المتحدة – فى ظلها – من هيمنة وسيطرة وقهر لكافة شعوب العالم. فإن العولمة أيضاً تزود الإرهاب العالمى بوسائل تقدمه التقنى.
إن إحدى أكثر الارتباطات المؤكدة بين الإرهاب والعولمة عادة تتعلق بالجوانب التقنية أكثر من غيرها. فالتحديث بوجه عام، خلق مجموعة العوامل التى أعطت حافزاً هاماً لتطوير الإرهاب، بداية فهى تتضمن توسع شبكات النقل والاتصال. وفى عصر العولمة بدأت هذه الشبكات التطور فى سرعة هائلة. ومنطق العولمة النيوليبرالية يؤدى إلى انفتاح الدول المتزايد للانتقال، الصفقات المالية، الأعمال التجارية ..الخ.
" وبإضعاف الدول، والحط من شأن السياسة، والغاء النظم واللوائح الرئيسية للدول، شجعت العولمة على نمو منظمات طفيلية انتشرت وتوسعت، مستغلة بطريقة فوضوية المجالات التى تحررت على هذا النحو. والقاعدة، بهذا الخصوص، منظمة متأقلمة تماماً مع عصر العولمة، بتفريعاتها عبر القومية، وشبكاتها المالية، وروابطها الإعلامية والاتصالية، ومواردها الاقتصادية، وبخطوط إمدادها ومراكز تدريبها، ومحطات تقوية دعايتها، وفروعها، وفروع فروعها." (14)
بالإضافة إلى أن التطور التكنولوجى فى وسائل الاتصالات سمح بإيجاد الفاعلين الذين يمكنهم تحدى العمليات العالمية بدرجة كبيرة. وهكذا، تم الاعتراف على نحو واسع بأن أسامة بن لادن وشبكة القاعدة، لم يكن ليتطوروا إلا فى هذه الأوقات من العولمة. فقد ثبت أن أعضاء القاعدة قد استخدموا بريداً الكترونياً مشفراً للاتصال، كما استخدموا الإنترنت لإخفاء رسائلهم المشفرة فى صور الويب، كما استخدموا شبكات مصرفية خفية لتحويل الأموال عبر الحدود، واستخدموا شبكات الفضائيات مثل الجزيرة و C.N.N لتوصيل رسالتهم، وفى تحضيراتهم للهجمات استخدموا مجموعة كبيرة من تقنيات المعلومات الأخرى مثل استئجار الهواتف الخلوية، ووكالات سفريات على الإنترنت، ومحاكيات طيران كمبيوترية، والخلاصة أن العولمة ساعدت على خلق الشبكة الإرهابية بالدرجة التى ظهرت بها شبكة القاعدة، فقد زودتها بوسائل هجمات 11 سبتمبر وجعلت تأثيرها قوياً كما ظهر."(15)
ولذلك فإنه " كلما أصبح النظام الدولى السائد أكثر عولمة، أصبح الإرهاب كذلك، خاصة مع ظهور الإنترنت وأجهزة الإعلام الإلكترونية العالمية عبر الأقمار الصناعية."(16)
ومن هنا " يعتبر فرنسوا هورسبورج الإرهاب تعبيراً طبيعياً عن تضخم دور الفرد فى العولمة، وترافق هذا التضخم مع توزيع غير متكافئ للتعريف عن الذات الثقافية والأيديولوجية، وهو يتوقع أن يتزايد بشكل كبير فى السنوات العشر القادمة، مهما كانت وسائل المعالجة والمواجهة والحرب عليه. فى حين يختصر بودريار إشكاليته باعتباره صدام العولمة مع ذاتها !!." (17)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السيد يسين، الإرهاب كظاهرة عالمية، جريدة الأهرام المصرية، عدد 21/4/2005.
(2)Teschner, George,Globaization,Universalization, and the Origine of Terrorism http://h06.cgpublisher.com
(3)Coker, Christopher Globalization and Terrorism, Paper prepared for seminar on “The Prospects for the Canadian Summit”, Sponsord by the Canadian Embassy in Tokyo, Japan, June 10, 2002. , P.3-4
(4) جان بودريار، روح الإرهاب، فى: إرهاب الحرب/ الحرب على الإرهاب، مجلة الكرمل، العددين 70/71، 2002.. ص ص29-31
(5) Maskaliunaite, Asta, Terrorism and Globalization: Recent Debateshttp://venus.ci.uw.edu.pl
(6) د. حسن محمد وجيه، رؤية مستقبلية لما بعد أحداث 11 سبتمبر، جريدة الأهرام المصرية، عدد 27/9/2001.
(7) Maskaliunaite, Asta, Op.Cit ..
(Cool يحيى اليحياوى، فى الإرهاب والعولمة أو فى عولمة الإرهاب، مقال منشور على الإنترنت بموقع:www.elyahyaoui.org/mondial_terror.htm.
(9) السيد يسين، الحرب الكونية الثالثة، عاصفة سبتمبر والسلام العالمى، مكتبة الأسرة، 2003. ص17
(10) جاك دريدا، ما الذى حدث فى حدث 11 سبتمبر؟، ترجمة: صفاء فتحى، مراجعة: بشير السباعى، المشروع القومى للترجمة، العدد 531، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2003. ص ص 129-130
(11) ويليام بلوم، الدولة المارقة، دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة فى العالم، ترجمة: كمال السيد، المشروع القومى للترجمة، العدد 463، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002. ص ص 9-10
(12) يحيى اليحياوى، فى الإرهاب والعولمة أو فى عولمة الإرهاب، مرجع سابق.
(13) جاك دريدا، مرجع سابق. ص128
(14) انياسيو رامونيه، حروب القرن الحادى والعشرين .. مخاوف وأخطار جديدة، ترجمة: خليل كلفت، دار العالم الثالث، طبعة خاصة بمكتبة الأسرة، 2006. ص62
(15) Maskaliunaite, Asta, Op. Cit.
(16) Mazari, Shireen M., Terrorism: A Consequence of Globalization,www.issi.org.pk/journal
(17) د. هيثم مناع، مقاربة غير نمطية للإرهاب والحرب عليه، مقال منشور على موقع: www.aljazeera.net
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://social.alafdal.net
 
تأثير العولمة على الإرهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المقاومة.. ومكافحة الإرهاب
» جغرافيات العولمة .. قراءة في تحديات العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية
» تأثير الانفعال والتوتر العصبي علي المناعة؟
» تأثير علم الاجتماع على الدول العربية ودرجة إستيعاب الباحثين له
» حقوق الإنسان فى ظل الحرب على الإرهاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إنســـانيــات .. نحـو عـلم اجـتماعى نـقدى :: 
منتدى الخدمات العامة لجميع الباحثين
 :: 
قضــــايا ومنــاقـشــــات فى كل المجالات
-
انتقل الى: